حامد العمران : «حسافة دايما الشيء الحلو يخلص بسرعة» هذه الجملة قالها الكثير من الجماهير المحلية العاشقة لدوري كرة اليد بعد ان اعلنت لجنة المسابقات توقف المباريات بعد انقضاء الاسبوع الخامس لدوري الدمج بسبب استعدادات المنتخب الاول لبطولة كأس العالم المزمع اقامتها في كرواتيا في منتصف الشهر المقبل ولاستعدادات منتخب الرديف للمشاركة في بطولة الألعاب المصاحبة لخليجي 19، والعزاء الوحيد لتوقف الدوري متابعة الازرق في منافساته،
وترقب عودة استئناف الدوري في فبراير المقبل بعد انتهاء الازرق من مهمته الدولية.
وقد حملت الجولات الخمس في طياتها الكثير من الايجابيات والسلبيات من خلال اداء الفرق واداء المدربين والحكام وسنحاول في تحليلنا الفني فتح كل الابواب ولن نخشى ما يختبئ وراء هذه الابواب لان الهدف معالجة السلبيات والثناء على الايجابيات لعلنا نقدم ما يُفيد الجميع ويساهم في تطوير اللعبة خلال المراحل المقبلة، لاسيما ان دوري كرة اليد حاليا يحظى باهتمام اكبر شريحة من الجماهير المحلية بعد الاثارة والمتعة التي صاحبت اغلب المباريات خلال الفترة الماضية.
الصليبخات عشرة على عشرة
بطبيعة الحال ستكون البداية مع المتصدر الحالي وبفارق الاهداف وهو فريق الصليبخات الذي احرز الدرجة الكاملة بحصوله على 10 نقاط من اصل 10 ولعبت الخبرة دورا كبيرا في اجتياز الفريق لمنافسيه وكان اللقاء الاصعب للصليبخات امام النصر في الاسبوع الثالث واستطاع ان يفرض نفسه من خلال المستوى الذي يقدمه وان كان الجانب التكتيكي شحيحا عند الفريق وهذا شيء طبيعي في ظل فارق الامكانيات ما بين لاعبي الصليبخات والفرق التي قابلها والواضح ان المدرب الوطني خالد غلوم لديه الكثير ولن يظهره الا في الاوقات المناسبة وفي المباريات الصعبة التي ستواجه الفريق بعد فترة التوقف.
العربي لم يظهر بالشكل المطلوب
ويعتبر العربي من الفرق المرشحة للمنافسة على البطولة لتوافر جميع الامكانيات الفنية والبدنية وهذا ما جعله يجمع 10 نقاط بفوزه في جميع مبارياته وان كان قد واجه صعوبة في لقائيه الاخيرين امام النصر واليرموك وتغلب عليهما بفارق هدف واحد فقط ويحظى الاخضر باهتمام كبير من مجلس ادارة النادي ومن مدير اللعبة صالح بوشهري الذي يبحث دائما عن دعم الفريق من خلال لاعبين من خارج النادي وكان التعاقد الاخير مع اللاعب الدولي علي مراد لينضم الى صلاح انس ومناور دهش الى جانب وجود لاعبين ناشئين جيدين امثال باقر الوزان وحسين حبيب وعبدالعزيز المطوع والحارس الواعد مهدي عبدالحليم.
وخلال المباريات الخمس الماضية لم يظهر الفريق بالشكل الفني المطلوب وقد يكون المدرب التونسي الشاذلي القايد احتفظ ببعض الامور التكتيكية للمرحلة الثانية ويعيب العربي ان نفسه قصير حيث تجده يبدأ بقوة ويبدأ اداؤه العام بالهبوط من مباراة لاخرى وقد يكون الفريق الوحيد المستفيد من فترة التوقف حتى يعود من جديد للبداية القوية ليجمع مجموعة من النقاط التي تمكنه من ضمان التأهل الى المربع الذهبي من ايجابيات العربي وجود لاعبين جيدين في جميع المراكز مع تقارب مستوى جميع اللاعبين دون استثناء وهذا ما ينصب في صالح الجهاز الفني لوجود اللاعب الاساسي وبديله وقد يستفيد العربي من هذه النقطة في المباريات القوية.
القادسية يحتاج إلى وقفة
ويحتاج القادسية الى وقفة طويلة بسبب ادائه الهزيل الذي يعتبر الأضعف من الناحية الفنية سواء في الجانب الهجومي او الدفاعي والحقيقة التي قد تغضب القدساوية ان الفريق لا يستحق مركزه الحالي وفق الأداء الفني وخاصة في الجانب الدفاعي الذي على ما يبدو ان الجهاز الفني يركز في تدريباته على الجانب الهجومي لذلك «ضاعت الطاسة» بين القدساوية في الدفاع ولولا التركيز العالي من الحارس الدولي حمد الرشيدي والمستوى الطيب الذي قدمه لكان القدساوية يصارعون من اجل الهروب من القاع والنصيحة التي لابد ان يستمع لها القدساوية هي مراجعة حساباتهم الدفاعية ان أرادوا البقاء في المقدمة لأن ما تعرفه ويعرفه الجميع ان كرة اليد «دفاع» ودون ذلك فإن الفريق سيهبط بسرعة البرق الى الهاوية او البقاء تحت رحمة مستوى الحارس حمد الرشيدي الذي اذا هبط مستواه فإنه من الصعوبة تحقيق الفوز لأن دفاع القادسية هش للغاية.
وفي الجانب الهجومي لم نر تكتيكا فنيا يطمئن وكان الاعتماد الكلي على الهجوم المرتد والمهارات الفردية للاعبي الأصفر ما يعني انه متى ما قابل القادسية فريقا يمتاز بالدفاع فإنه من الصعب ايجاد حلول لاختراقه وفي حينها لا تنفع الحلول الفردية من مهدي القلاف وزملائه لذلك على الأصفر تدارك الموقف في فترة التوقف المقبلة لمعالجة اوضاعه الصعبة لتكون بدايته جيدة في المرحلة الثانية لاسيما ان المواجهات المقبلة أصعب بكثير من المواجهات الماضية.
السالمية حكايته حكاية
أما السالمية فحكايته حكاية حيث جمع 9 نقاط من فوزه في 4 مباريات وتعادله في لقاء واحد واستقبلت شباكه 173 هدفا يعني معدل الأهداف 33 هدفا تقريبا في المباراة الواحدة وهذه نسبة كبيرة جدا تؤكد ان السماوي لا يلقي بالا للدفاع تاركا الجمل بما حمل على حراس المرمى وهذا خطأ فادح يتحمله المدرب عمر عازب الذي دائما يلعب بطرق دفاعية خاطئة ولا تتناسب مع امكانيات اللاعبين وفي المقابل يتم التعويض في الجانب الهجومي عن طريق اللعب الفردي وسرعة تنفيذ الهجوم المرتد وهذه الأوراق التي يلعب بها السماوي مكشوفة للجميع بالامكان تمزيقها او طيها بسهولة واذا استمر الحال على ما هو عليه فلن يفلح السلماوية في التأهل الى المربع الذهبي.
الفحيحيل والسهل الممتنع
ونجح الفحيحيل في جمع 8 نقاط من فوز في 4 مباريات وخسارة لقاء واحد كان بمنزلة المفاجأة امام خيطان والواضح ان مدرب الاحمر دفع فاتورة تهاون لاعبيه في بعض الفترات وعدم كشفه لاوراقه التكتيكية واذا استمر اداء الفحيحيل على نفس المنوال فبالتأكيد سيفقد اللقب الذي احرزه في الموسم الماضي وقد يقول البعض ان غياب فيصل العازمي وسالم انس مؤثر ونحن نقول ان الفريق البطل لابد الا يتأثر بغياب لاعبين لاسيما ان الفحيحيل وبالتحديد المدرب حجازي يعتمد على الجماعية في اللعب ولكن ما شاهدناه في المباريات الخمس الماضية ان الفحيحيل كان يطبق السهل الممتنع في الجانب الهجومي ولولا التركيز على الجانب الدفاعي من خلال الطرق المناسبة لكان الاحمر يتجرع من كأس الخسارة في لقاءي الجهراء والنصر.
عموما الفحيحيل «ما يتخاف عليه» اذا طبق لاعبوه تعليمات المدرب بالشكل الصحيح ويجب ان نهمس في اذن كابتن الفريق سعد العازمي ونقول له ركز على اللعب فقط واترك الامور الاخرى التي قد تفقدك تركيزك وتفقد زملاءك ايضا التركيز فأنت قدوة حسنة عند الجميع فلا تغير هذا الانطباع بتصرفات قد تندم عليها.
الكويت شوط واحد
واحتل الكويت المركز السادس برصيد 6 نقاط من 5 مباريات، وكان جدول المباريات في صالحه وكان يمكنه جمع 8 نقاط على الاقل متى ما لعب بالشكل الصحيح ولكن للاسف اغلب مبارياته لعبها بشكل خاطئ سواء من ناحية التشكيلة او التغييرات او قراءة المباريات ويتحمل ذلك المدرب الجزائري زين الدين محمد الى جانب وضوح عدم جهوزية اللاعبين من الناحية البدنية وهذا يدل على ضعف التدريب لذلك لا نتوقع ان يستمر الابيض في هذا المركز اذا استمر على هذا الحال وسيتقهقر خلال الاسابيع المقبلة لاسيما انه لم يواجه فرق المقدمة باستثناء السالمية واحقاقا للحق لعب الابيض مباراة عمره امام السماوي ولكن الواضح انها طفرة لان قوة الاداء لم تستمر حتى النهاية وهذه هي المشكلة التي يعاني منها الكويت منذ الموسم الماضي وهي التقدم بالنتيجة في الشوط لاول فقط بعدها يخسر المباراة يعني لو كانت لجنة المسابقات تطبق لعب المباريات من شوط واحد لاصبح الكويت بطل الدوري بلا منازع.
ويتشارك الجهراء وخيطان في المركز السابع لتساويهما في رصيد 4 نقاط حيث تمكن الاول من الفوز على الساحل والتضامن وخسر من الفحيحيل والصليبخات والعربي ويلاحظ ان ترتيب المباريات لم يخدم الجهراوية وبالنظر الى الفريق فإنه يملك امكانيات جيدة بوجود لاعبين ذوي مستوى جيد ولكن يفتقدان للعب الجماعي لفترات طويلة، حيث تجدهم يطبقون الجانب التكتيكي على فترات قصيرة بعدها يعودون للعب الفردي وهذه مسؤولية المدرب الذي يجب عليه ان يجري تغييرات في الوقت المناسب للمحافظة على اداء الفريق فيما يعتبر خيطان من الفرق الجيدة ويسير الجهازان الاداري والفني بقيادة علي حسين في الطريق الصحيح فهذا الفريق يلعب بشكل جماعي منظم وهذا ما جعله يحقق اولى المفاجآت بالتغلب على الفحيحيل بطل الدوري في الموسم الماضي ومتى ما استمر الفريق على نفس المنوال فإنه سيشكل خطرا على الفرق الكبيرة وبإمكانه الزحف نحو فرق المقدمة بهدوء.
كاظمة يستحق رفع القبعات
ويستحق ابناء العديلية ان نرفع لهم القبعات بعد العروض الجيدة التي قدمها الكظماوية بلاعبين اغلبهم من الشباب بقيادة صانع الالعاب بخيت الاحمد الذي يقود الفريق باقتدار وروح معنوية عالية انعكست على بقية اللاعبين وهذا ما ساعد الجهاز الفني على تطبيق افكاره التكتيكية ليكون اللعب الجماعي العنوان الرئيسي للاداء الكظماوي وهذا ما احرج الفرق الكبيرة التي تزخر بلاعبين ذوي خبرة امثال القادسية والكويت والسالمية واذا استمر كاظمة على نفس المستوى فبالتأكيد سيكون على موعد مع المفاجآت خلال المرحلة الثانية.
خلل في الشباب
اما الشباب فيقبع في المركز العاشر برصيد نقطتين وهذا المركز لا يتناسب مع امكانيات اللاعبين مما يعني انه يوجد خلل في الاداء ويتحمله مناصفة اللاعبون مع المدرب ففي بعض المباريات كانت النتيجة تسير في صالح الشباب والامور الفنية مستقرة ولكن فجأة نجد عبدالعزيز يالوس او سعد عبدالقادر او حتى علي البلوشي يستعجل في التصويب والتمرير ويتباطأ في العودة الى الدفاع لتنقلب الطاولة وهذا ما يسرب العصبية الى اللاعبين مما يفقدهم التركيز داخل الملعب وبالتالي يفقدون المباراة اما الجانب الفني فعلى المدرب ان يعرف جيدا من يشرك في الوقت المناسب وكيف يتعامل مع الدقائق الاخيرة التي تفلت فيها المباراة من بين ايدي الشبابيين.
ظهور جيد للساحل
وظهر الساحل الضيف الجديد على الدوري الكويتي بمستوى جيد لا يدل على ان هذا الفريق غاب عن المباريات الرسمية 16 عاما حيث كان الاداء مترابطا وجيدا في اغلب المباريات بل احرج الفرق التي قابلها وخسر مبارياته بفارق ضئيل باستثناء مباراة امام الكويت وتعدى ذلك بتحقيقه فوزا مستحقا على التضامن بفارق هدف وهذه النتائج تحسب للجهاز الفني بقيادة سالم محمود الذي اوجد توليفة جيدة من اللاعبين ظهرت بمستوى جيد في الملعب.
اليرموك يبحث عن نفسه
واحتل اليرموك المركز الثاني عشر برصيد نقطة واحدة بتعادله مع الكويت في الثواني الاخيرة ومن يشاهد أداء اليرامكة يعلم أن هذا الفريق يبحث عن نفسه لأنه يضم مجموعة واعدة من اللاعبين الناشئين يقودهم محمد العوض ونصير حسن ومشاري النوبي ولكن للأسف العلة في اقدم لاعب في الفريق وهو الكابتن محمد العوض الذي يلعب على مزاجه ويدير اللعب وفق اهوائه فتجده يصوب ما يقارب 20 تصويبة ليسجل فقط 4 أو 5 أهداف وهذه نسبة ضعيفة تؤثر على النتيجة سلبا اضافة الى عدم مشاركة مطلق الدوسري وعبدالوهاب السيف في الأوقات المناسبة وهذا يتحمله المدرب فتحي العزوزي وايضا الجهاز الإداري الذي لا يحاسب المدرب على اخطائه لذلك تجد الاخطاء تتكرر في جميع المباريات.
الحظ أدار ظهره للنصر
لو كان الحظ رجلا لقتلته هذه المقولة يجب ان يتغنى بها لاعبو النصر الذين تجمد رصيدهم عند نقطة واحدة حصلوا عليها في الأسبوع الأول بتعادلهم مع السالمية وبعد ذلك توالت المباريات الصعبة ولعبوا مع القادسية وخسروا بفارق هدفين ثم مع الصليبخات وكانت الخسارة بفارق 8 اهداف وبعد ذلك لعبوا مع العربي وخسر العنابي بفارق هدف في الثواني الاخيرة واخيرا كانت المباراة امام الفحيحيل مما يعني ان جميع مباريات النصر نار وقوية الى اقصى درجة مع الفرق صاحبة الترتيب من الأول الى الخامس في الترتيب العام للجدول الحالي وهذا الحظ لا يمكن ان يتكرر مع اي فريق من الفرق القوية كحال العنابي لذلك عانى النصر من سوء الحظ في جدول المباريات وهذا ما اثر على لاعبيه الذين تكبدوا الخسارة تلو الأخرى.
اما من الناحية الفنية فنجد ان الخطورة غير مستقرة عند الفريق فتارة تجدها عند فيصل واصل في الخط الخلفي وتارة اخرى عند الجناح الايسر علي الناهض واحيانا عند لاعب الدائرة فالح الزعبي ولم يظهر الباك الأيمن يوسف العنزي بالمستوى المطلوب. واخيرا التضامن الذي احتل المركز الاخير بجدارة دون منافس وفي الحقيقة لا يستحق الفريق ان نتحدث عنه بعد المستوى الهزيل الذي ظهر به وانعدام الروح عند اللاعبين.
الانباء
|