لاعب اختارته الأقدار لأن يكون لاعباً في لعبة تحظى بجماهيرية كبيرة، وأبى أن يكون أساسياً فيها، بل ومتميزاً،أيضاً، فهو يلعب كالصقر المنقض على خصمه، ولحبه في الفوز وتصميمه عليه نراه جدياً لدرجة الغضب والعصبية، أثناء اللعب، وعندما تجلس معه تكتشف الهدوء والمرح في شخصيته والمنطقية في حواره.
إنه لاعب منتخب الكويت في كرة اليد، علي مراد، الابن البار لنادي كاظمة، وعاشق القلعة الخضراء، فها هو معكم في ألو «الرؤية» مقدماً رأيه في الرياضة الكويتية عموماً، وفي كرة اليد خصوصاً، بالإضافة إلى أهم أموره المهنية والشخصية، والتي تحدث عنها بكل صدق وشفافية، هذا الأمر الذي شهد به جميع أصدقائه والمقربين منه، ومن بينهم الكابتن عبد الخالق عبد القدوس، الذي كانت له أول وأطول مكالمة، بالإضافة إلى مشاركات جماهير علي مراد، وما دار بينه وبينهم، من حوار حول المشكلات، التي تعترض المنتخب الكويتي لكرة اليد، وغيرها من الأمور التي نقدمها بين أيديكم تباعاً:
* علي مراد حدثنا عن بدايتك.
ـ بداياتي كانت في عام 1988 في نادي كاظمة، تحت سن 15، ولعبت أساسياً في المباريات، فور انضمامي إلى الفريق، ثم ذهبت إلى نادي الكويت، مع فريق الدرجة الأولى في الموسم الماضي، واستطعت أن أحصل معهم على المركز الثالث في بطولة الدوري، وأنا الآن مع فريق النادي العربي لأول موسم
* من اكتشفك؟
ـ اكتشافي كان بالصدفة، إذ كنت أريد أن ألعب كرة القدم، وكنت لاعباً جيداً في كرة القدم، وكنت عندما انتهي من تدريب كرة القدم اذهب إلى ابن عمي عبد الهادي مراد، ولم أكن أعرف ماذا يلعب، وجلست على المدرجات أراقبه وهو يلعب، فجاءني المشرف بعد أن حدثه عني ابن عمي، ثم طلب مني أن أمسك الكرة، وبعدها فوراً سلمني حذاء رياضياً ولباساً كاملاً خاصاً باللعبة في نفس اليوم، ثم قال لي تعال غداً، وبالرغم من المفاجأة، إلا أنني تدرجت في اللعب، ولعبت مع سني وأكبر من سني .
* نلاحظ أنك أثناء المباريات لا تستطيع التحكم في أعصابك؟
ـ أمور الملعب تكون خارج سيطرة اللاعب، فإذا كان مثلاً قوة ضاربة في الفريق، فإن لاعبي الفريق الثاني يحاولون إثارته، أو ايذاءه، وهذه مشكلتنا في الكويت، فلاعب المنتخب لا يحافظ عليه، إذ يجب أن يبتعد عن اللعب القاسي، وعدم ضربه بالكرة، ومثالي عن ذلك في مباراتنا الأخيرة مع النصر، فلو أنني لم آخذ خطوة إلى الخلف لكان اللاعب ضربني على وجهي، فما بالك لو كنت مستمراً في الهجمة، وأحياناً لا يريد اللاعب الخصم الاستفزاز فقط، وإنما الإصابة، وهذا ما يزعجني .
* بماذا استفدت من احترافك في الكويت والعربي ؟
ـ الحق يقال أنني أكثر لاعب استفاد من بين اللاعبين، حتى في الأمور المادية، وهذه تجربة جيدة بالنسبة لي، واستطعت أن اكتسب منها الخبرة، فمع نادي الكويت حققت المركز الثالث في الدوري والكأس، ويمكن ألا يكون هذا إنجازاً، لكن بالنسبة لي هو إنجاز، إذ إن نادي الكويت لم يحقق أي مركز منذ التسعينيات سوى مرة أو مرتين فقط، أم الآن فهو الفريق المتصدر، وهذا الفريق يبشر بالخير، وهو منافس قوي، مع احترامي للفرق الأخرى، إن كان في الدوري أو الكأس، وأنا استفدت كلاعب وخبرة، بينما في كاظمة لم أكن أتدرب، بينما وضعي الآن جيد، وأن ملتزم في تدريباتي.
* العربي لديه إمكانات ولاعبون ممتازون ولكن في مباراته مع الكويت كانت النتيجة 1/8 لمصلحة الكويت في أول عشر دقائق، فهل تعتقد أنه سيأخذ الدوري بهذا المستوى ؟
ـ لكل مباراة ظروفها، ومع الكويت لم يكن لنا حضور يذكر، وأنا لا أقول، إن العربي فريق كامل، ولا يقهر، لكن في وجهة نظري إنه يستحق الفوز، لأنه فريق يلعب جيداً، ويطبق ما لديه من خطط، ومدربه لديه الكثير من الحلول، ومستوى الاحتياط فيه متقارب مع الأساسيين، لكن مشكلة العربي الآن، أنه يعتمد على لاعبين اثنين، والباقون لا يهتمون بالتدريب، والأخطاء لم تكن تحكيمية، كما قيل، فكل إنسان يخطئ، والأخطاء التحكيمية ليست هي من قلبت النتيجة، وإنما نحن ـ اللاعبين ـ لم نجهز جيداً قبل المباراة.
* هل في اعتقادك أن المدربين الموجودين في كرة اليد يستطيعون إبراز لاعبين جيدين؟
ـ لا، لأن المشكلة في الناشئين، إذ إننا لا نستطيع أن نجد لاعباً واحداً «سوبر»، في السابق كان الاحتياط في المنتخب أفضل من الأساسيين، لكن الآن لا يوجد أسهل من المشاركة في المنتخب، وأغلبية المدربين هم من تونس، وإذا ما أراد المدرب أن يضع خطة، فيجب أن تكون في مصلحة المنتخب، وهذا ليس طموح معظم المدربين، لأن المدربين لا يعتمدون على القاعدة، أو الفئات السنية، ولا يشركونهم في اللعب .
* هل تشكيلة منتخبنا صحيحة في كأس العالم؟ ولماذا اللاعب الذي نراه في مباراة لا نراه في الأخرى؟
ـ نحن نذهب إلى كأس العالم لمجرد المشاركة، فالأعداد قليلة، والإصابات كثيرة، حتى المدرب غايته المشاركة، وهذه هي الإمكانات الموجودة، فهل تستطيع تحقيق إنجاز من معسكر لعشرين يوماً فقط؟ فماذا ستأخذ منه، تمارين قوة، ومن الصعوبة وضع خطط جماعية.
* دائماً في تحليل المباريات، نصرح بأن أملنا هو الفوز على كوبا وكوريا، وخسرنا أمامهما، فهل كل طموحنا وتفكيرنا من أجل مباراتين فقط ؟
ـ رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه، نحن نعرف قدرنا ومستوى لاعبينا، وقد قلت لك من قبل، إن لدينا إصابات، مثل يوسف الفضلي، ومشعل سويلم، وهيثم الرشيدي، وعلى المرء أن يكون عقلانياً، فبهذه الإمكانات لا نستطيع منافسة فرق لها باع، مثل السويد، وإسبانيا، وأنت تعرف أن هذه الفرق لا ترحم، ومن يلعب معك ليس في نفس مستواك، وإنما أكثر، ويجب أن تكون فريقاً جيداً من أجل المنافسة، وأعدادنا لا تكفي لهذا، فمعسكرنا كان عشرين يوماً فقط، وفي عمان لعبنا مع المنتخب العماني، وهو من استفاد منا، وليس المنتخب الكويتي من استفاد، وفي النهاية ليس بيد اللاعبين حيلة .
* والآن، في ماذا تفكر؟ هل سنعود للمنافسة على كأس آسيا ثانية ؟
ـ لا، فكأس العالم يجب أن يكون درساًَ لنا، ولكي نرضي الجماهير ونهدئ غضبهم، ولكي نعود أبطال آسيا يجب أن نفكر جيداً بالطريقة الصحيحة، فعلينا اختيار المدرب الجيد، وإعدادنا يجب أن يكون فوق الجيد، فنحن شاركنا في كأس العالم، وإذا لم ناخذ بطولة آسيا، والمركز الأول تحديداً، فإن الجماهير ستفقد ثقتها فينا، وستتكلم عنا بغضب، وهذا ما علينا فعله لتصحيح صورتنا، التي ظهرنا بها في كأس العالم .
* مَن من لاعبي الأندية في الكويت، الذي تراه علي مراد الثاني؟
ـ الجميع يتكلم عن لاعب متميز هو عبدالله الغربللي، وبصراحة لم يحصل لي شرف،
بأن التقيت به.
* يقال أنك متكبر على زملائك لاعبي المنتخما حقيقة الأمر؟
ـ سل أي لاعب أو أي شخص قريب، من أجواء المنتخب، ما هي علاقة علي مراد بلاعبي المنتخب؟ فأنا دائماً أسمعهم يقولون إنني من أفضل الـ «كباتن»، الذين مروا على المنتخب، والحمد لله هذا فخر لي، أما من ناحية أنني عصبي داخل الملعب، فانا لا أحب الخسارة، ومن أجل هذا انفعل .
* ما رأيك في المنتخب السعودي ؟
ـ المنتخب السعودي من أفضل المنتخبات الموجودة حالياً، خصوصاً بعد مشاركته في كأس العالم الأخيرة، وحصولهم على البطولة الآسيوية للأندية، وأنا أعتقد أنه في بطولة آسيا سيتفاجئ معظم الفرق بمستواه، كونه يملك لاعبين ناشئين، مستواهم فوق الجيد .
* لماذا لا يوجد في المنتخب الكويتي لاعبون جيدون كما في المنتخبات السابقة للكويت ؟
ـ هذه النقطة اتفق معك عليها، وأنا دائماً أقول، إن الجيل الذي ذهب لن يعود مثله، فهم عمالقة، وهم كجيل كرة القدم الذهبي، الذي لم يأت مثله بعد، لكن أملنا في منتخب الناشئين الحالي، ونتمنى منه أن يقدم مستوى، يصل إلى ربع السابقين .
* كيف ترى عودة زوران للمنتخب؟
ـ أنا أرى أن زوران جاء متأخراً كثيراً وكان من المفروض التعاقد معه منذ أربع سنوات والآن لو كان موجوداً بوجهة نظري يجب أن يعتمد على اللاعبين الشباب وبعض اللاعبين الكبار أن يفتحوا المجال لهؤلاء الشباب، وبالنسبة لزوران هو من عمالقة مدربي كرة اليد وسيقدم أشياء كثيرة لكرة اليد الكويتية.
* ماذا يعني لك مشعل سويلم؟
ـ إنه من الأشخاص الذين أرتاح معهم داخل الملعب، وأعتبره أخي.
* من الأفضل بالنسبة لك: نادي العربي أم كاظمة؟ ولماذا لا نرى لاعبي الكويت محترفين بالدول الخليجية؟
ـ الأفضل حالياً من حيث النتائج العربي، وأنا عرباوي متعصب وأتمنى أن أحصل على الدوري والكأس في فريق النادي، أما بالنسبة لكاظمة فهو هويتي وناديي السابق، فأنا معهم أكثر من عشرين عاما، وبالنسبة للاحتراف يوجد هناك محترفون بالدول الخليجية، إذ لعب مشعل سويلم وفيصل صيوان وصلاح أنس مع عدة فرق خليجية ولكن عن طريق الاعارة فقط.
* إذا تركت نادي العربي، هل ستعود إلى كاظمة أم إلى ناد آخر؟
ـ احترافي مع العربي يعتبر دائماً، وإذا لم يكن هناك اتفاق مع إدارة العربي سأعود الى ناديي او الى أي ناد آخر، فالأمر بيدي ومن يعرض علي عرضا أفضل سأكون معه وأنا مع العربي مادام موافقا على شروطي، ولن أعود الى كاظمة، فما فعله كاظمة من أجل فريقه عندما استغنى عني وعن مشعل سويلم هذا تصرف صحيح، ولو بقينا لم تكن ستسمع باسم أي من لاعبيه الشباب الذين ظهروا على الساحة الرياضية أخيراً.
* ماذا ينقص كرة اليد الكويتية في الوقت الحالي؟
ـ ينقصها الكثير وسنبدأ من الأساسيات وهي الصالة التي أصبحنا نحلم بها والصالة الموجودة لا تتسع للجمهور والأرضية استهلكت بالإضافة الى مشكلة الاعداد والتي سأتكلم عن المنتخب فيها، حيث ينقصنا الإعداد الجيد، ودائماً لا ننتج بسبب قلة الاعداد، وسأعطيك مثالاً على نفسي، حيث إنني ألعب في الدوري من 15 ـ 16 مباراة وهناك بعض المباريات أكون بها مصابا او لم يشركني المدرب الا شوطا او عشر دقائق، فكيف يأخذوننا الى معسكر مدته عشرون يوما ويعطوننا خلاله التحمل والقوة والتكتيك وكل شيء، فكيف لك بعشرين يوم أن تأخذ كل هذه الأمور، وبالعودة الى مشكلة الإصابات، ففي الدوري تكون الاصابات بسيطة والمشكلة ايضاً في الكويت ان الرياضة مجرد تسلية ومضيعة للوقت بالنسبة للبعض والاحتراف في الدول المجاورة أفضل من الاحتراف الذي عندنا.
* ما الذي ينقص الاحتراف الكويتي؟
ـ الكثير من الأمور وأهمها الفكر الاحترافي، ففي الدول الأخرى يعد الاحتراف بورصة وعلما، اما عندنا فهو عادي بالرغم من أنه لا توجد أي دولة بالخليج تتفوق على الكويت من حيث امكانات اللاعبين، ولكن ما ينقصنا هو الإعداد الجيد،
فمثلاً السعودية تعد قبل ثلاثة أشهر من البطولة ونحن قبل عشرين يوم وهي غير كافية بالنسبة لنا كلاعبين، فأحياناً البعض يلعب في مباراة والآخر لا يلعب، وكما قلت لك الرياضة تسلية عندنا، والمسؤولون لا يهتمون بها، وأكبر دليل ما حصل لاتحاد كرة القدم وأستطيع أن أقول لك لا يوجد احتراف بالكويت والاحتراف الكلي صعب أن يكون موجودا عندنا لأنه بحاجة إلى قوانين وأمور عديدة.
* ما هو الحل برأيك؟
ـ يجب أن يوضع الحل من قبل المسؤولين الكبار، فكيف تريد أن تقوم باحتراف كلي ولا توجد صالة لديك؟ وهذا على مستوى الدوري المحلي، فكيف تريد أن تنتج مع الفئات الصغيرة وأنت تدربهم بملعب ليس بمقاسات صالة كرة اليد وتدربهم في اوقات غير مناسبة، فيكون التدريب أحياً بعد خروجهم من المدرسة مباشر وبالنهاية إذ لا يوجد تركيز من قبل الحكومة فلا فائدة من أي شيء.
* هل تعتقد أن كرة اليد الكويتية مظلومة مقارتةً مع كرة القدم ؟
ـ بالطبع مظلومة كثيراً لكن حبنا لبلدنا هو ما يجعلنا نستمر بالعب، ولو وضعنا في بالنا التمييز لكنا اعتزلنا منذ زمن، وبالنسبة للمسؤولين فكرة القدم هي واجهة لهم، ولكن إذا كانت اللعبة الأولى لا تنتج، فلماذا تهمل الألعاب الأخرى وهذا ما يدفعنا الى القول إنه لا يوجد فكر رياضي عند المسؤولين.
* ما رأيك بقرعة كأس الاتحاد؟
ـ المجموعتان متقاربتان ومجموعة العربي منصفة، وحظ العربي في المباراة الأولى مع كاظمة وهو فريق ليس سهلاً ويحسب له حساب وان شاء الله سنتخطاه هو وغيره.
منتخب شكله علي مراد
يوسف الفضلي في حراسة المرمى، وعلى الأجنحة حسين صيوان وعبدالعزيز الزعابي وعلى الدائرة سعد العازمي والسنتر صلاح أنس ومشعل سويلم، بالإضافة الى علي مراد.
مراد يطلق ألقابا على منتخبه:
يوسف الفضلي ـ المجرم.
وعبدالعزيز الزعابي ـ الطائر.
حسين صيوان ـ المشاغب.
سعد العازمي ـ القائد.
مشعل سويلم ـ الطلقة.
صلاح أنس ـ الثعلب.
موقف طريف
* اذكر لنا موقفا طريفا مررت به.
- كنا في بطولة دولية في ألمانيا ووزعوا لنا لباس اللعب وأنا الوحيد كان رقمي في (الشورت) من الخلف وهو من المفروض أن يكون من الأمام– فتنرفزت لأنني أنا الوحيد المخالف وأصبحوا لاعبين منتخبنا والمنتخب الآخر يضحكون على وقالوا لي بإمكانك عدم المشاركة، ولكن رفضت ولعبت المباراة بنفس اللباس.
كلمة
* كلمة للجمهور العرباوي، ماذا تقول فيها؟
ـ أكن كل الاحترام والتقدير للجمهور العرباوي واعتبرهم اللاعب رقم واحد في الملعب، ولولاهم لما حققنا أي إنجاز، وأتمنى منهم المساندة الدائمة لنا وأعدهم في هذا الموسم ببطولة إن شاء الله.
عالماشي:
مواليد 21 ـ 9 ـ 1973.
متزوج ولديه ثلاثة أولاد، وهم: حسين سبع سنوات، ويوسف أربع سنوات، وسارة سنة واحدة.
العمر الرياضي ـ 21 سنة.
* اللاعب المفضل خليجي، عربياً، عالمياً.
ـ مشعل سويلم، ويسام، الفرنسي كالبيرج.
* النادي المفضل خليجياً، عربياً، عالمياً.
ـ العربي الكويتي، الأهلي المصري، الكيني الألماني.
* الألعاب التي تتابعها.
ـ كرة القدم وأشجع برشلونة بتعصب.
* الأكلة المفضلة.
ـ العيوش.
افضل مباراة لعبتها مع المنتخب.
ـ مباراتنا مع كوريا في بطولة الآسياد بقطر
* أقرب صديق.
ـ يعقوب عيسى.
الرؤية
|