يبدو أن قدر الكويت أن يكون شهر أغسطس شهر شؤم بمعنى الكلمة، فقد طل علينا أغسطس الماضي بمهزلة أخلاقية على المستوى الرياضي، كان أبطالها اتحاد الطائرة ولاعبي المنتخب الوطني للشباب الذي شارك في بطولة دول مجلس التعاون التي أقيمت في الامارات، وحين اشرنا في «الأنباء» في العدد الصادر في 19 أغسطس 2009 الى ذلك السقوط الأخلاقي،
اشتاط بعض أعضاء الاتحاد غضبا لأننا حسب رأيهم كنا قساة نوعا ما عليهم بانتقاد مجريات الأحداث التي واكبت البطولة، ولم تحرك الهيئة العامة للشباب والرياضة حينها ساكنا، وقد توهم البعض من أعضاء الاتحاد أنهم ملائكة لا يخطئون. ولم يدر في خلدنا أن تكون النوايا مبيتة في الاتحاد للاقتصاص ممن كانوا في يوم من الأيام زملاء لهم في الاتحاد، حتى خرج علينا رئيس وأعضاء الاتحاد أخيرا للانقضاض على رئيس اللجنة التنظيمية لدول مجلس التعاون الشيخ يوسف العبدالله وأمينها العام وليد أمان بالإضافة إلى المدير الفني عبدالله كايد وسكرتير اللجنة لإقصائهم عن مناصبهم بعد أن تسلم الاتحاد كتاب اللجنة الأولمبية الكويتية بالتجديد لمقر اللجنة وكأنهم ارتكبوا جرما لا يغتفر. علما أن الفترة الزمنية للجنة التنظيمية لدول مجلس التعاون سوف تنتهي في أبريل المقبل، بمعنى أن العبدالله مازال رئيسا لها، وذلك على النقيض من تصريح رئيس الاتحاد كمال الأيوبي بأنه أصبح رئيسا لها، ولم يتم الاكتفاء بذلك بل كان أعضاء الاتحاد أكثر انتقاما مما يتخيل البعض، فقد بدأ مسلسل التصفية، رافعين شعار التغيير هو سنة الحياة لإيهام المتابعين بما يقومون به،، فقد اختاروا مدير مكتب الجزاف بدر عبدالرحمن، الذي كان يحارب من غالبية الأعضاء الحاليين، لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد العربي.
الاتحاد العربي
وعندما ننظر إلى الترشيحات التي جرت للاتحاد العربي للفترة الزمنية 2010/2013، نجد انه تم ترشيح محسن بوجمة للجنة الحكام، وعبدالله كايد للجنة الفنية، وخالد الحسيني للجنة التدريب ومحمد الأنصاري للجنة الشواطئ بالإضافة الى ترشيح بدر عبدالرحمن لعضوية المكتب التنفيذي، وعلى ضوء تلك الترشيحات لم يحالف المرشحين الحظ بالنجاح فيما عدا عبدالله كايد بسبب ضعف التنسيق بين أعضاء الاتحاد العربي، وبذلك خسرت الكويت التمثيل في الاتحاد العربي. بعيدا عن ذلك، فقد تفرغ بعض الاعضاء للظهور الاعلامي والتصريح في كل شاردة وواردة أنهم أسرة واحدة لا فرق بينهم بسبب الانتماء لأندية المعايير أو التكتل، وأنهم جاءوا للعمل والنجاح، لكن تلك الأقاويل لم تنطل على متابعي اللعبة، فقد دب الخلاف مجددا بعد دخول الحكم الدولي عبدالله كايد عضوا في الاتحاد ممثلا للشباب وأخذ يطالب بأحقية رئاسة لجنة الحكام، ليفتح على نفسه دون قصد أبواب جهنم.
كم تمنينا أن يتفرغ الأعضاء للعمل بعيدا عن الظهور الاعلامي، لكن هيهات فإنهم لا يستطيعون أن يسكتوا ويعملوا بصمت، والمتابع يجد تكرار التصريحات المتناقضة بين الأعضاء عبر وسائل الاعلام، وكأن كل واحد يعمل في جهة مغايرة للآخر، فهناك من يعلن عدم التجديد للجهاز الفني للمنتخب، ويخرج علينا آخر ليؤكد التجديد ويشيد بالجهاز الفني ودعم الهيئة العامة للشباب والرياضة ممثلة في مديرها العام، وآخر يطعن في عدم تعاون الأندية، ويأتي زميله ليمتدح الأندية الداعمة لنشاط الاتحاد وسعيها الدؤوب لتطوير اللعبة، ناهيك عن مديح بعض المدربين الوطنيين والتغني بمستواهم، كما ان اختيار بعضهم يأتي لمصالح شخصية. والمضحك المبكي في آن واحد أن هناك من يؤكد أن إيقاف الاتحاد الدولي للطائرة للكويت جاء بسبب ممثل الكويت في الاتحاد الدولي عيسى حمزة، ولأن رئيس نادي اليرموك هو حمزة فلم نجد من يطالب بتشكيل لجنة بحقه لإبراء ذمته وإبعاد التهمة التي التصقت به عنه، وإن كانت الهيئة العامة للشباب والرياضة منحته صك الغفران بتعيينه رئيسا لليرموك فهذا لا ينفي التهمة عنه، وكان الأجدر بالاتحاد أن يلبي دعوة الأندية الأعضاء لعقد جمعية عمومية غير عادية لمناقشة المتسبب في الإيقاف والمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق من أعضاء الجمعية العمومية حتى ينكشف من كان وراء إيقاف الطائرة الكويتية، هل كان حمزة أو غيره؟
المستوى الفني
وبعودة سريعة للمستوى الفني للعبة، فإن الموسم الحالي يعتبر من أسوأ المواسم التي مرت على الطائرة الكويتية التي انطلقت للمرة الأولى 1965 - 1966، فقد صرح بعض أعضاء الاتحاد بأنهم يسعون لتطوير اللعبة محليا من خلال استحداث المربع الفضي للأندية التي تحتل المركزين الثالث والرابع في المجموعتين وذلك لتقديم مستوى أفضل للارتقاء بالمستوى الفني للعبة بعد التراجع في الأداء، واعتقد البعض أن المربع الفضي سيعزز من المستوى الفني متجاهلين الأسباب الرئيسية للتراجع، وهؤلاء يتشدقون بأن جميع الأعضاء من أبناء اللعبة. وحتى لا يقال إن «الأنباء» تتجنى، سنحدد النقاط الرئيسية للتراجع الفني للعبة، فقد كان تراجع القادسية الفني هذا الموسم لمكابرة الإدارة في استمرار المدرب التونسي محمد كعبار في قيادة الفريق رغم أنه قدم ما عنده ويحتاج للتغيير، بالإضافة إلى المحترف التونسي نورالدين حفيظ الذي كان بعيدا عن مستواه الطبيعي، وإصابة بعض اللاعبين وعدم توافر البدلاء.وفي العربي كان للمكابرة في حل مشكلة لاعبيه مع الجهازين الاداري والفني دور في التراجع الفني للعبة. وجاءت القشة التي قصمت ظهر «الطائرة» الكويتية بمباركة الاتحاد مشاركة بعض الأندية في النشاط وهي بعيدة نهائيا عن مستوى الطموح، حيث كانت المشاركة من أجل المشاركة وإيصال أحد أعضاء الجمعية العمومية المحسوبين عليهم لعضوية الاتحاد والتنفع بقانون الاحتراف الجزئي، وهذا الأمر لا يقلل من مستوى كاظمة الحقيقي الحائز على لقب البطولة التنشيطية، بل سيؤثر على أداء لاعبيه في الفترة المقبلة لضعف التنافس وتراجع المستوى الفني للفرق الأخرى.
وكان الأجدر بأعضاء الاتحاد دراسة تلك الأسباب الحقيقية ووضع الحلول المناسبة لها، لا أن يستحدثوا فكرة المربع الفضي للأندية الأخرى، وحتى يعمل رئيس وأعضاء الاتحاد للنهوض باللعبة يجب أن يصفوا نفوسهم قبل أن يخطوا أي خطوة للعمل لتطوير اللعبة، لأن النفوس المريضة لا تحقق النجاح، وأن يسندوا الأمر لأهله بعيدا عن المكابرة بالاقدمية، لأن التخصص والأفضلية هما الداعمان للعبة.
قرعة كأس الاتحاد 16 الجاري
تجرى قرعة كأس الاتحاد لكرة الطائرة لفئات العمومي (الدرجة الاولى) والشباب (تحت 19 عاما) والناشئين (تحت 16 عاما) والاشبال (تحت 14 عاما) وذلك في السادسة والنصف مساء الثلاثاء 16 الجاري بمقر الاتحاد، وسيضع بطل الدوري 2008 ـ 2009 على رأس المجموعة (أ)، ويوضع بطل كأس الاتحاد 2008 ـ 2009 على رأس المجموعة (ب)، واذا جمع ناد واحد بطولتي الدوري العام والكأس في الموسم السابق فإنه يوضع على رأس مجموعة ويوضع الفريق الفائز بالمركز الثاني في مسابقة الدوري العام للموسم السابق على رأس المجموعة الثانية، ثم تجرى القرعة بين باقي الفرق المشاركة ليتم توزيعها على المجموعتين.
الانباء
|