مدرب وطني حقق المعادلة الصعبة وتمكن في عشرة أيام من أن يعيد البسمة إلى الجماهير العرباوية بعد خسارة بطولة الدوري، ورفع كأس الاتحاد لكرة اليد... هو الكابتن وليد عايش، لذا رأت «الجريدة» أهمية التعرف على تجربته مع الأخضر عن قرب.
يمكن اعتبار وليد عايش أحد المدربين الوطنيين ممن تمكنوا أن يصبحوا من أصحاب الإنجازات في كرة اليد، فقد تولى مسؤولية تدريب فريق النادي العربي، احد أقطاب الأندية الكويتية، في وقت حرج بعد خسارته لقب بطولة الدوري العام للمرة الثالثة على التوالي في المباراة النهائية بعد أن كان مساعداً للمدرب، ونجح بامتياز كمدرب في قيادة سفينة الأخضر إلى تحقيق لقب الكأس بعد غياب 28 عاما فكان لـ'الجريدة' معه هذا الحوار للتعرف على تجربته الناجحة عن قرب.
• أولاً: ما الفرق بين تدريب المدرب الشاذلي القايد ومَن بعده؟
- في البداية، لابد أن ألفت إلى أنني ادين بفضل كبير لاستاذي الكابتن الشاذلي، الذي تعلمت منه طوال فترة عملي معه خلال ثلاثة مواسم ماضية الكثير، وهو بلا شك مدرب له قيمة كبيرة وبصمة واضحة على العربي، وعلي أنا شخصياً.
أما بالنسبة للفارق بين العربي مع الشاذلي ومعي أنا، فللأمانة، لا يوجد فارق محدد لكن هناك تغيير نفسي من جانب اللاعبين، وهذا ملاحظ مع كل الفرق التي تم تغيير مدربيها خلال الموسم مثل الكويت والشباب والتضامن، فهي تحسنت وتغيرت من الناحية النفسية أولاً، إضافة إلى رغبة اللاعبين في تحقيق شيء، وأحمد الله أن التغيير كان ايجابياً من الناحية النفسية وردة الفعل جاءت جيدة من اللاعبين، لأنهم لو خسروا الكأس لتأكد أن العيب فيهم، لذا فقد كانوا مقاتلين بمعنى الكلمة وتمكنوا من الحصول على الكأس.
•ما هو أول شيء فضَّلتَ أن تبدأ به مع الفريق؟
- الفريق كان معداً اعدادا جيدا جداً، ولم يتم تغيير اي شيء عما كان اللاعبون يتدربون عليه مع الكابتن الشاذلي، لكنني فضلت أن يكون التغيير في طريقة الدفاع من 6- صفر الى 3-2-1، وللعلم فإن الفريق كان يتدرب على هذه الطريقة خلال الموسم ولكنها لم تطبق، واتفقت مع مدير الفريق رائد الزعابي على ذلك إلى درجة أن اللاعبين فوجئوا بذلك، وكانت الفكرة أن يتم تطبيق الخطة بعد مباراة الشباب حتى تكون مفاجئة للجميع، لعدة أسباب: منها أن مباراة خيطان تعتبر سهلة نسبياً، أما مباراة الشباب فلها ظروف خاصة، وكان اللاعبون يريدون الثأر بعد التعادل في الدوري الذي صعب مهمة الحصول على البطولة، والحمد لله كان المجهود مضاعفا من الجميع، جهازا فنيا واداريا، ولاعبين، خاصة أصحاب الخبرة كصلاح أنس وعلي مراد وحسن الشطي، فهولاء ساعدوني على استيعاب الفريق للفكرة وخروجه بهذه الصورة.
• متى اتضحت إيجابية التغيير؟
- اتضحت في مباراة قبل نهائي الكأس أمام القادسية، عندما بدأت اللقاء بلعبة ماكرة ودفعت اللاعبين بطريقة 5-1 لمواجهة أبناء الحداد ومهدي القلاف، ونجحت الخطة واستدرجتهم إلى الاختراق والتصويب من الخارج، ثم فاجأتهم بالتغيير في منتصف الشوط الأول لـ3-2-1 إلا أن الرغبة والطمع عندهم في التصويب استمرا حتى خرجوا نهائياً من أجواء اللقاء وتم لي ما أردت.
• كيف كان استعداد الأخضر للنهائي؟
- للأمانة حِرْت هل أواجه قوة الكويت الضاربة في الخط الخلفي الكامنة في محمد الغربللي وشقيقه عبدالله بطريقة 4-2 أو 3-2-1، واستقر رأيي في النهاية على اللعب بطريقة 3-2-1، وكان السر في هذه الطريقة هو كيفية وقفة المدافع في مواجهة 'الذراع المصوبة' للاعب، وهذا تعلمته من المدرب العالمي زوران ونجحت بامتياز وحالف التوفيق مدافعينا، خصوصاً حسين الشطي ضد عبدالله الغربللي وحسن الشطي على فترات مع محمد الغربللي، بالاضافة إلى المساندة من الجندي المجهول محمد الصانع.
• ما الفرق الفني بين الخسارة في نهاية الدوري والفوز بالكأس؟
- الفارق ليس فنياً، بل هو كيفية استغلال مجهود اللاعبين، ففي نهاية الدوري استهلك مجهود اللاعبين بشكل كبير طوال اللقاء، خاصة علي مراد وصلاح أنس، مما أثر في تركيز اللاعبين وأدائهم في الملعب.
وكان علينا أن نوزع مجهود لاعبينا وندفع بالعناصر الشابة في الدفاع وإراحة لاعبي الخبرة للهجوم حتى يكون الأداء أفضل.
• ولماذا لم يتم اتباع نفس الطريقة خلال مباراة الفحيحيل، خصوصاً مع فارق الـ 8 أهداف؟
- السبب كان عدم وجود محمد الصانع، وهذا لاعب مهم جداً، وأؤكد أن الصانع لو كان اشترك في نهائي الدوري أمام الفحيحيل لحالفنا الفوز ولتمكن بلياقته العالية من أن يحافظ على فارق الاهداف حتي نهاية اللقاء ومن ثم الفوز بالبطولة.
• هل كانت خطة نهائي الكأس تعتمد على حبيب ومراد أم أنهما كانا خارج الحسابات؟
- دعنا نَعُد أولاً إلى مباراة القادسية التي اصيب فيها اللاعبان، وشخصياً أشهد أن علي مراد أصر على إكمال الدقائق الأخيرة من أجل الجمهور العرباوي، وقال لي حرفياً: 'إذا كنت تحتاجني ألعب ولو بيد واحدة' ونزل وكان فعلاً قوة رغم أنه كان يلعب وهو يعرج ويركض على رجل واحدة، أما حبيب فخرج ولم يستطع إكمال المباراة.
وفي المباراة النهائية امام الكويت رتبت اوراقي على انهما خارج التشكيلة ولم يتدربا نهائياً حتى موعد المباراة ورسمت الخطة على أن مناور دهش سيلعب بدلاً من مراد وحامد مزعل بدلاً من حسين حبيب، وكان من المفروض أن اعلن تشكيل الفريق بعد التدريب النهائي قبل المباراة بيوم، إلا أنني أرجأت ذلك لأول مرة وقلت للاعبين إن التشكيلة ستعلن قبل المباراة بساعة، وطلبت منهم أن من يجد في نفسه القدرة على اللعب أن يأتي غداً جاهزا.
• هل كان عندك أمل في عودة مراد وحبيب؟
- لا، فقد كانا خارج التشكيلة والحسابات، لكني فوجئت بأن جميع اللاعبين بما فيهم مراد وحبيب موجودون وجاهزون للعب، فأدخلتهما في التشكيلة، وللحقيقة فقد ارتحت نفسياً بوجودهما، وقدم حبيب واحدة من أفضل المباريات في حياته كلاعب، بل هي مباراة عمره، وكان أحد مفاتيح الفوز بالاضافة الى العملاق مهدي عبدالحليم حارس المرمي.
• لماذا أبقيت علي مراد على دكة البدلاء حتى آخر 10 دقائق؟
- اسم علي مراد مرعب بالنسبة لفريق الكويت، أو أي فريق آخر، كلاعب له وزنه وخبرته في الملاعب، والكل يعرف أنه مصاب، لذلك فضلت أن يتيقن الجميع أنه موجود للرهبة فقط، حتى يكون اشتراكه مفاجأة للجميع، بل صدمة لفريق الكويت في وقت حساس، وأكبر دليل على ذلك عند وقوف مراد في آخر عشر دقائق للتسخين اشتعلت الصالة بصيحات الجماهير، عندها أيقنت أنني على صواب، وأن هناك ردة فعل كبيرة في نفوس لاعبي الكويت، وشارك مراد وقدم الكثير في عشر دقائق.
• ما هي أصعب لحظة منذ توليك المهمة مدرباً؟
- كانت عند سؤالي عن قبولي قيادة الفريق في الفترة المقبلة، خصوصاً أنه كان لي تحفظ بشأن قرار إقالة المدرب من الأساس، لأن خسارة نهائي الدوري لا يمكن أن يتحملها الكابتن الشاذلي وحده، فالكل، جهازا فنيا واداريا ولاعبين يتحملون المسؤولية، وكنت سأقبل في النهاية رضيت أم أبيت فأنا جندي من جنود العربي، وإذا رفضت فسيعد هذا هروبا، لذلك قبلت تحمل المسؤولية، والحمد لله وجود رائد الزعابي كمدير فريق بجانبي زاد اطمئناني وهذا شيء جيد.
• من هو أفضل لاعبي العربي في نهائي الكأس؟
- كلهم نجوم بلا استثناء، ويصعب الاختيار لكن الابرز هو عبدالعزيز المطوع أحد المفاتيح وسر من أسرار الفوز إلى جانب حسين حبيب، بالإضافة إلى الحارس مهدي عبدالحليم ومسك الختام علي مراد.
• ومن هو أحسن لاعب في فريق الكويت في المباراة النهائية؟
- افضل لاعب في فريق الكويت بل اخطر لاعب هو عبدالرحمن البالول لاعب الدائرة، وقد كنت متخوفاً منه كثيراً، خصوصاً بعدما نجح في فتح ثغرات في دفاع فريقي، واخذ مواقع وتمركز بشكل رائع، ولو استغله زملاؤه لتغير الموقف بشكل كبير.
• من وجهة نظرك أفضل مدرب هذا الموسم؟
- لا أستطيع تقييم أحد، لكن من وجهة نظري فإن أفضل مدرب هو من يستطيع قراءة المباراة جيداً، وهذا ما يتمتع به مدرب السالمية الجزائري عمر عازب، والشاذلي مدرب العربي، غير أن هذا ليس تقييماً بل وجهة نظر.
• أفضل لاعب في كل مركز؟
- مهدي عبدالحليم وثعلب القادسية حمد الرشيدي في حراسة المرمى، وفي الخط الخلفي، بعيدا عن علي مراد، فهو خارج المنافسة وله تاريخه، هناك سلمان الشمالي (العربي)، وعبدالله الغربللي (الكويت) وهذا لاعب فرض نفسه بقوة وينتظره مستقبل كبير، أما أفضل لاعب دائرة فهو حسين الشطي (العربي)، وأفضل جناحين عبدالعزيز الزعابي (السالمية) وعبدالله مصطفي (العربي).
• كلمة في الختام؟
- أتوجه بالشكر إلى الجميع، أولاً الجمهور العرباوي الكبير، وشكر خاص إلى كل من وقف مع وليد عايش من خارج اخواني في النادي العربي، خصوصاً الكابتن نواف أبو خشبة صاحب النصيحة الصادقة واسماعيل عبدالقدوس وعبدالله جاسم.
الجريدة
|