سجل العربي في بطولة الأندية الخليجية الحادية والثلاثين للأندية أبطال الكؤوس لكرة اليد التي تستضيفها الدوحة حتى 21 فبراير، واحدة من أسوأ المشاركات الكويتية في تاريخ البطولات الخليجية.
وتناقض مشهد خروج الفريق من الدور الأول مع طموحات العودة بالكأس التي رافقت فترة الإعداد، حيث سادت روح التفاؤل على المعسكر العرباوي الذي استمر لمدة 9 أيام في مدينة الشارقة.
وظهر الحماس واضحاً على الفريق الذي خاض مباراتين تجريبيتين مع الوصل والنصر الإماراتيين، خسر اللقاء الأول 25 -27، وفاز في الثاني 30-24، وبدا أن الأخضر قادم للمنافسة على اللقب خصوصاً بعد الاستعانة بثلاثة محترفين هم التونسي أيمن بن نور لاعب النادي الإفريقي، ونجم القادسية مهدي القلاف، ولاعب الكويت محمد الغربللي. لكن حساب الحقل العرباوي لم يطابق حساب البيدر، لأن الفريق «انكشف» في اللقاء الأول الذي جمعه مع الشباب البحريني رغم فارق الخبرة والإمكانات التي تصب في مصلحة الأخضر، وبغض النظر عن رمية الجزاء التي أضاعها حسن الشطي في الثانية الأخيرة من اللقاء، فإن مستوى الفريق لم يرتق إلى مستوى الطموحات، وبات واضحاً أن تلك الخسارة ستلقي بالفريق إلى خارج البطولة، لأنه بات مطالباً على الريان القطري مستضيف البطولة وأحد أقوى الفرق في الخليج، على اعتبار أن مسقط العماني هو الحلقة الأضعف في المجموعة. وفعلاً خسر الأخضر أمام الريان بفارق 7 أهداف، قبل أن يحقق فوزاً لا يسمن ولا يغني من جوع على مسقط أول من أمس 28-27 (9-15)، إلا إذا كان المركز الخامس يمثل طموحاً للفريق الذي سيواجه الخاسر من لقاء الشباب الإماراتي والجيش القطري يوم الجمعة المقبل على هذا المركز.
وبخلاف الأخطاء الكارثية التي وقع فيها التونسي خالد بن عاشور مدرب الفريق، فإن التخبط العرباوي بدأ قبل انطلاق البطولة بيوم واحد عندما تفاجأ المسؤولون في النادي بعدم إمكانية تسجيل ثلاثة محترفين، رغم أن أمين سر الاتحاد الكويتي للعبة بدر ذياب ابلغهم بهذا الأمر هاتفيا عندما علم بان النادي يريد التعاقد مع الغربللي. وتسبب ذلك في حالة من الفوضى والارتباك لدى الجهازين الفني والإداري للفريق، واضطر بن عاشور إلى استبعاد مهدي القلاف رغم أنه كان مصمماً على ضمه إلى الفريق، وكانت النتيجة خسارة مضاعفة للأخضر الذي دفع مبلغاً «لابأس به» للاستعانة بالقلاف من القادسية، ولم يستفد فنياً من اللاعب الذي مثل «أزرق اليد» في مناسبات عدة. والغريب في الأمر أن المدرب فضل مواطنه بن نور على القلاف دون أن يقوم بتجربته، مكتفياً بسمعته في الملاعب التونسية رغم أن الأخضر يملك لاعباً صاحب خبرة يلعب في المركز نفسه وهو على مراد الذي فضل المدرب أن يكلفه بمهام لاعب الجناح وفي بعض الأحيان في مركز «السنتر». في المقابل ظهر بن نور بمستوى متواضع جداً من خلاله من صناعة الفارق للفريق على العكس من الغربللي الذي كان من أفضل لاعبي الفريق وأكثرهم تهديفا.
ويدل المستوى الفني الذي ظهر به الأخضر في البطولة على حالة «عدم الاتزان» التي يمر بها في حين انه يضم نخبة كبيرة من اللاعبين الدوليين مثل علي مراد، حسن الشطي، حسين الشطي، عبدالله مصطفى، مهدي خان، مشاري صيوان، بالإضافة إلى الغربللي والتونسي بن نور.
كل هذه الخبرات الدولية لم تسعف اللاعبين الذي افتقدوا أبسط المهارات الأساسية للعبة، مثل التمرير الصحيح وعدم التسرع في إنهاء الهجمات والدفاع المحكم.
وربما بكون السبب المنطقي لذلك هو اختفاء دور المدرب تماما وافتقاده للتركيز وظهوره مرتبكاً منذ بداية البطولة، من خلال عدم استقراره على التشكيلة الأنسب وفشله في قراءة الخصوم بشكل جيد، وبدا ذلك واضحاً بتغييره الطريقة الدفاعية للفريق أكثر من مرة في الشوط.
ولا يجد المتابع سبباً واضحاً يدفع المدرب إلى إبقاء محمد الغربللي أكثر اللاعبين تسجيلا في لقاء الشباب على دكة الاحتياط في الشوط الثاني لفترات طويلة، وعدم اشراكة لطلال عباس في لقاءين متتاليين رغم اعتماده الكبير علية في مسابقة الدوري والدفع بسلمان الشمالي الذي كانت عدم جهوزيته قبل البطولة سبباً في طلب المدرب التعاقد مع الغربللي، وهو ما يؤكد أن المدرب لا يملك دراية كاملة بأمور لاعبيه ومتطلبات فريقه.