اختتم الموسم الرياضي لكرة اليد الكويتية بتحقيق الفحيحيل ثنائية تاريخية، بجمعه لقبي الدوري الممتاز وكأس الاتحاد، واللافت أن هذا الموسم شهد تراجعا لفرق كثيرة وبروز فرق أخرى يمكنها المنافسة مستقبلاً على بطولات كرة اليد إلا أن الأهم هو حالة الانفلات في ملاعب اليد. اكتست كرة اليد الكويتية هذا الموسم باللون الاحمر بعدما أحكم فريق الفحيحيل قبضته على لقبي بطولة الدوري الممتاز للموسم الثاني على التوالي، والخامسة في تاريخه، وكأس الاتحاد للمرة الثالثة ليحقق ثنائية تاريخية بكل المقاييس في نهاية موسم شاق من العمل، ورغم وجود إيجابيات عديدة ومدربين يستحقون الاشادة إلا ان انحصار المنافسة في فريق واحد اظهر نقاطا سلبية فنية عديدة وقصورا في اداء معظم الفرق هذا، بالاضافة لبعض النقاط السلبية الإدارية المتمثلة في الشغب المفرط سواء على مستوى المراحل السنية أو الدرجة الأولى إلى جانب قصور في اداء لجنة الحكام مما استوجب عرض الايجابيات والسلبيات التي ظهرت هذا الموسم. الفحيحيل استحق العلامة الكاملة استحق فريق الفحيحيل العلامة الكاملة في نهاية الموسم، ورغم بدايته المتواضعة في البطولة التنشيطية، فإنه قدم اداء رائعا فنياً وبدنياً في البطولتين الرسميتين ليكون “البطل” بلا منافس وفنياً وهو ما يحسب للمدرب الجريء الجزائري سعيد حجازي حيث وضحت استفادته من البطولة التنشيطي كفترة اعداد، وهو المطلوب تماماً من إقامة مثل هذه البطولات، إذ ظهر الأحمر بعدها بأداء ثابت وتكتيك ممتاز ووضح إصرار مدربه على أن يكون جميع اللاعبين بنفس المستوى، لا يوجد “لاعب اساسي واخر بديل” رغم التفاوت الكبير في الاعمار، وساعده في ذلك ارتفاع مستوى اللياقة البدنية. ولعل ما يحسب لحجازي كذلك هو مساهمته في عودة الحارس الدولي يوسف الفضلي الى صفوف المنتخب مرة اخرى بعد ابتعاده لاكثر من سبب، كما أنه نجح في إزاحة الستار عن الجناح النشيط مبارك دحل، بالإضافة إلى النضج الكامل لمعظم لاعبي الفحيحيل إلا أن ذلك انعكس سلبياً على ظهور وجوه جديدة في الفريق باستثناء لاعب واحد فقط من الشباب وهو عبدالعزيز الشمري، وعلى حجازي ان ينتبه جيداً لذلك في الموسم المقبل حتى لا يضيع انجازه. العربي يتراجع بلا مبرر أما فريق النادي العربي فخرج خالي الوفاض بعد خسارته لقب الكأس وتراجعه للمركز الرابع في الدوري الممتاز وطبقاً للنتائج تراجع الاخضر عن الموسم قبل الماضي، وذلك لعدة اسباب اهمها عدم الاستقرار الفني والاداري للفريق بعدما تعاقد في بداية الموسم مع التونسي خالد بن عاشور واقاله في منتصفه واسند المهمة لمساعده وليد عايش ثم عين في نهاية الدوري الممتاز المدرب الوطني سالم محمود، وقد تسبب هذا التغيير في الفكر والتكتيك بين المدربين في إنهاك اللاعبين ذهنياً وبدنيا لاختلاف المدارس التدريبية التي تغيرت عليهم في موسم واحد. وقد اثبت العربي بالدليل القاطع أنه لا يحتاج الى تغيير مدربين بقدر ما يحتاج الى تغيير فكر وأداء لاعبيه داخل وخارج الملعب، فالكل نجوم لكن كل لاعب على حدة، مما افقد الفريق جماعية الاداء ورسخ الفردية لتكون أساس كل شيء، لذلك على الوطني محمود أن يعيد تأهيل لاعبيه نفسياً لاعادة روح الفريق الواحد قبل أن يبدأ في جرعاته الفنية إلى جانب إيجاد البديل الجيد للاعب الاساسي وإعطاء فرصة اكبر للاعبين الشباب أمثال محبوب سالم وغيره. الكويت أفضل لاعبين بدون نتائج من جانبه يعتبر فريق نادي الكويت فريقا مميزا يملك مجموعة من أفضل اللاعبين الشباب صغار السن لكن خبرتهم القليلة لم تسعفهم لتحسين نتائج الفريق عن الموسم قبل الماضي وحماسهم الزائد في كثير من الاحيان اضاع عليهم فرصة اقتناص الالقاب هذا الموسم فحصل الابيض على المركز الثالث في الدوري وخارج خالي الوفاض من بطولتي الكأس والتنشيطية، ومن الواضح أن الفريق يحتاج الى مزيد من الانضباط التكتيكي داخل الملعب وعلى لاعبيه عدم الافراط في الحماس للوصول الى ما يستحقونه على منصات التتويج التي يمكنهم صعودها ببساطة لو احسنوا استغلال امكانياتهم في الملعب. القادسية يحتاج إلى توحيد الرأي أما فريق القادسية فتراجعت نتائجه عن الموسم الماضي رغم أنه يعتمد على مجموعة من الشباب الواعد ولكن لم يحصل الا على المركز الثالث فقط في البطولة التنشيطية وذلك لعدة اسباب اهمها تعدد الاراء الفنية داخل الملعب وخارجه فهناك مدير فني ومدرب للفريق وكل منهما له فكره وطريقة عمله مما ادى الى تخبط اللاعبين. كما أن الفريق تأثر بعدم وجود البديل الجاهز وظهر ذلك جلياً بعد اصابة صانع الالعاب صالح الجيماز قبل بطولة الكأس التي زادت فيها معاناة الاصفر. لذلك على إدارة الفريق الاستقرار على مدرب واحد وضخ دماء شابة بين لاعبي الخبرة للتعود على أجواء المباريات حتى يتمكنوا من العودة لمنصات التتويج ولو أن هذا الامر سيحتاج إلى وقت طويل. الشباب جيد لكنه متذبذب بدوره بدأ فريق الشباب قوية في مستهل بطولات الموسم وظفر بلقب البطولة التنشيطية ثم زاحم الكبار في الدوري الممتاز واقتنص وصافته لكنه خرج مبكراً من المنافسة على لقب الكأس، ورغم أن لاعبيه الشباب يتميزون بجماعية الاداء لكن مستواهم غير مستقر على مدار الموسم ويتسم بالتذبذب من مباراة لأخرى ومن بطولة للثانية. الصليبيخات يستحق التقدير أما فريق الصليبيخات فهو يستحق التقدير من الجميع بعدما تمكن جهازه الفني المكون من المدربين الوطنيين خالد غلوم ومساعده عباس طه من إعادة بناء فريق كامل اعتمدا فيه على لاعبين فقط من الحرس القديم هما مشارى طه وحسين جابر بعدما استغنيا عن خدمات الكبار بسبب كثرة المشاكل لينهض الفريق مجدداً ويقدم مستويات رائعة استحق عليها اشادة الجميع رغم انهم لم يحرزوا اي لقب لكن ظهورهم الرائع يفرض الاحترام للعمل المميز. اليرموك لغز ويعتبر فريق اليرموك أقرب الفرق لمقارعة الكبار بلاعبيه الشباب، لكن اداءه على مدار الموسم لغز كبير، تارة يقدمون أفضل المستويات أمام اقوى الفرق وتارة اخرى يتراجع مستواهم بشكل كبير وقد يعود هذا الأمر لسببين أولهما كثرة الايقافات بين اللاعبين الاساسيين لشغبهم المستمر والثاني هو قلة خبرتهم في كيفية توزيع الجهد على زمن المباريات مما يجعل الفريق غير قادر على مجاراة خصومه في الأوقات المتأخرة من المباريات. الجهراء وكاظمة ويعد فريقا الجهراء وكاظمة من الفرق التى ظهرت بمستويات جيدة على فترات، ولولا عدم ثبات المستوى من مباراة لاخرى لحجز الفريقان مكانا بارزا في اغلب البطولات المحلية. أما فريق التضامن فيحتاج الى وقت كبير للوصول الى المستوى المنشود خصوصاً بعد أن دعم صفوفه بلاعبين شباب تنقصهم الخبرة فقط للدخول في المنافسة، بينما لازال فريقا خيطان والساحل يشاركان من أجل المشاركة فقط وبدون تطوير في اداء لاعبيهما من موسم الى آخر. الشغب وأخطاء الحكام وعودة إلى أهم الظواهر السلبية نبدأ بأخطاء الحكام التي ربما تكون تقديرية في بعض الاحيان إلا أن ذلك لا يعفي الاتحاد من ضرورة إعادة النظر في لجنة الحكام وكيفية عملها وضبطه بشكل يسمح بمنافسة رياضية سليمة حتى لا تتفاقم المشاكل الى اقصى من ذلك في المواسم المقبلة وأخيراً ننتهي بالشغب في ملاعب كرة اليد الكويتية هذا الموسم وكثرة الاحداث المؤسفة من الدرجة الاولى الى فرق الشباب والناشئين بل إن الشغب خرج من الملعب ووصل الى منصة كبار المسؤولين في الصالة في بعض المباريات. وهو ما يؤكد إدانة الجميع سواء الاتحاد الذي لم يحاسب بشكل حقيقي المخطئ أو الأندية التي تتساهل مع لاعبيها وإدارييها طبقاً لحسابات الربح والخسارة وهو ما أدى إلى تمادي الانفلات وتفشي المرض الى اقصى مدى.
|