«متى ينهض الفريق الأول لكرة اليد بالنادي العربي ويحرز بطولة الدوري التي غابت عن خزائن النادي ما يقرب من 18 عاما؟» سؤال يراود محبي كرة اليد بالقلعة الخضراء وكثيرا ما يتردد على ألسنتهم، حيث كان آخر عهد الأخضر بألقاب الدوري عام 1993 أيام رائد الزعابي وزملائه الابطال الذين كانوا يأكلون الاخضر واليابس لتحقيق الفوز، وأهم ما كان يميز الفريق في ذلك الوقت الروح العالية والإخلاص في الملعب من أجل الفانيلة وحدها وليس من أجل المادة، والاهم التركيز على الجانب الدفاعي الى جانب القيادة الادارية الناجحة.
ولكن في الوقت الراهن حدِّث ولا حرج، فالأسباب التي تعوق العربي من إحراز البطولة كثيرة أهمها وجود الأحزاب في الفريق التي تنهش في الجسد العرباوي وتجعل بعض اللاعبين يلعبون من اجل زملائهم وليس من أجل الفانيلة التي يرتدونها، والبعض الآخر همه فقط المادة وكيف يجني من وجوده أكبر مبلغ ممكن، وعلى سبيل المثال ان وعدهم الإداري بمكافأة مادية وتأخر في توفيرها تجد اللاعبين يدخلون الملعب دون أي همة أو روح ولا يقدمون مستواهم الحقيقي الى جانب ان البعض يلعب من أجل الاستعراض أمام الجماهير.
وهناك أسباب أخرى تخص الطاقمين الفني والإداري لابد من الوقوف عندها وبشدة ونتمنى ان تؤخذ الأمور ويفهم الكلام من باب «النقد البناء» وليس النقد لمجرد النقد أو الهجوم لأنه لا يوجد ما يستدعي الهجوم على العربي، لأن الضرب في الميت حرام ولذلك لن يستفيد أي طرف من مهاجمة العربي الذي يعتبر ملح بطولات اليد بسبب جماهيره الجميلة التي غالبا ما تزين صالة الشهيد فهد الأحمد وترفع حرارة الصالة، مما يضفي على المباريات حلاوة ومذاقا خاصا، خاصة التي يكون الأخضر طرفا فيها، لذلك فوجود العربي في المنافسة يرفع من مستوى اللعبة، وهذا ما يدعونا للكتابة عن الفريق مرات عدة في الموسم في محاولة لطرح السلبيات وعرضها ليكون العرباوية سواء مجلس الادارة أو محبو القلعة الخضراء على بينة وان كان المجلس جادا في إيجاد الحلول فعليه مناقشة السلبيات التي نطرحها عله يجد لها حلولا أو يجد لبعضها الحل، لاسيما ان عيون الناقد مجردة من العاطفة والحسابات الانتخابية على عكس عيون بعض أعضاء مجلس الادارة.
ولابد من الوقوف عند الجانب الفني المتمثل في الجهاز الفني، والملاحظ في جميع الفرق دون استثناء التهاون في تعيين مساعد المدرب أو نجد مجاملة في التعيين باستقدام أحد أبناء النادي، وغالبا ما يكون دوره هامشيا للغاية، وجلوسه على دكة الاحتياط لضمان الراتب آخر الشهر، وهذه نظرية خاطئة لأن مساعد المدرب هو العين الفنية الحقيقية للمدرب أثناء المباريات، خاصة الحساسة التي تحتاج الى قارئ فني من الطراز الرفيع يكتشف سريعا الجوانب السلبية في فريقه ويعرضها على المدرب لإصلاحها، وهذا لا نجده في العربي، ويجب أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار لتقوية الجهاز الفني.
أما المدير الفني أو المدرب فلابد ان تسير الامور ببرنامج واضح وصحيح بدءا من فترة الإعداد، ولابد ان يكون المدرب كفؤا ويعرف جيدا كيف يتعامل مع اللاعب الكويتي بغض النظر عن السيرة الذاتية الى جانب الالتزام الكلي من اللاعبين في التدريبات.
وهذه الامور مفقودة في العربي، فتارة نجد مدربا لا يعرف كيف يعد الفريق ويجهزه من الناحية البدنية، وتارة نجد مدربا لا يعرف كيف يتصرف في الملعب، وأحيانا نجد مدربا لا يعرف كيف يوظف اللاعبين في الملعب على الرغم من وجود لاعبين مميزين، ونحن لا نتحدث عن الموسم المنقضي فقط، ولكن عن المواسم الاربعة الاخيرة التي كان فيها الاخضر ينافس على الدوري ويخسره في الأمتار الاخيرة.
لذلك على مجلس الادارة تشكيل لجنة فنية من اللاعبين القدامى لاختيار المدرب أمثال جاسم الذياب ورائد الزعابي ووليد عايش وأحمد جاولي وعباس الخضري، وقد ذكرنا هؤلاء لأنهم متواجدون حاليا في الساحة وبالطبع أقل واحد ممن ذكرنا أفضل بكثير من مدير الفريق الحالي حسين عاشور الذي لم يمارس لعبة اليد.
ومن الجانب الاداري لابد من الجلوس مع مدير الفريق حسين عاشور وتوعيته اداريا فيما يخص التعامل مع اللاعبين والجهاز الاداري لأن جل المشاكل التي واجهت الاخضر في الموسم المنتهي كان سببها عدم إلمامه بكيفية التعامل الصحيح مع المشكلة ما ساهم في تفاقمها، وإذا استمر الحال الاداري على ما هو عليه فلن ينصلح حال الاخضر حتى ان كان الجهاز الفني على مستوى عال.
أخيرا من الممكن ان يعود الاخضر وبقوة للظفر بالبطولات اذا أخذت الأمور التي ذكرناها بعين الاعتبار مع التقليل من المجاملات.
أبو سفيان..لا طبنا ولا غدا الشر
علمت «الأنباء» ان المدرب الجزائري درواس ابوسفيان قدم أوراقه الى العربي لتدريب الفريق الاول في الموسم المقبل، وقد سبق له ان درب في الكويت أربع فرق، حيث كانت بدايته مع التضامن ثم مع الفحيحيل وحقق معه بطولة الكأس ثم درب الكويت، وقد أقيل في منتصف الموسم لتخبطه الفني، ثم اتجه لتدريب الشباب وأيضا تمت إقالته لمستواه الفني الضعيف، ما يعني انه لم يكن بالمستوى الفني المطلوب في الفترة الاخيرة التي قضاها في الكويت لذلك إذا درب ابوسفيان العربي فلن نقول إلا «لا طبنا ولا غدا الشر».