فجأة ومن دون سابق إنذار، قرر عبدالرحمن العتيبي لاعب النادي العربي ومنتخبنا الوطني للكرة الطائرة اعتزاله اللعبة وهو في قمة عطائه، وجاء هذا القرار على خلفية خلافه المستمر مع مجلس إدارة النادي العربي، بعدما تقدم نادي الساحل في بداية الموسم بكتاب رسمي إلى العربي يطلب فيه إعارة العتيبي لموسم واحد مقابل 10 آلاف دينار، فرفض العربي ذلك، وأصر اللاعب على التعويض، ودخل الطرفان في صراع مرير وسجال طويل أديا إلى أن يتخذ العربي قراراً إدارياً بإيقاف العتيبي حتى نهاية الموسم، وإن بدر من النادي تصرف إيجابي يحسب له، رغم أنه جاء متأخراً، بأن سمح للاعب نفسه بأن يشارك مع فريق نادي العين الإماراتي في بطولة «خليجي 31»، والتي أقيمت في الكويت، وأبلى العتيبي بلاء حسناً، وظن الجميع أن المشكلة في طريقها إلى الحل، خصوصاً أن الموسم في آخره، وبطولة ممتاز الدوري على الأبواب، بل وبادر اللاعب العتيبي إلى تخفيض مطالباته المادية، رغبة منه في احتواء الأمر. بيد أن العربي لم يعر ذلك اهتماماً، ومضى كل إلى غايته، حتى قرر عبدالرحمن العتيبي اعتزاله اللعبة، بعد أن أدار العربي ظهره له، وتخلى عن لاعب قدم الكثير لناديه، وكان القاسم المشترك لجميع بطولات الأخضر في اللعبة.
وبسؤال العتيبي مباشرة عن حيثيات القرار، أكده بما لا يدع مجالاً للشك، وألقى باللوم على ناديه، وعدم معاملة لاعبيه بالمثل، مؤكداً أن مبدأ التعويض الذي رفضه مجلس الإدارة للعتيبي قد طبقه حرفياً على ثلاثة لاعبين من الفريق الأول لكرة القدم، بعد حصول الفريق على
كأس ولي العهد للكرة قبل شهرين تقريباً، رغم أنهم معروفون بإثارتهم المشكلات بشكل مستمر، والحال نفسها تنسحب على لاعبين من لاعبي الفريق الأول للطائرة، تم تعويضهما في أكثر من مناسبة، وتساءل العتيبي، لماذا يكيل مجلس الإدارة للاعبين بمكيالين؟!
وختم عبدالرحمن العتيبي حديثه بأن الرياضة في الكويت تسير من سيئ إلى أسوأ، واللاعب في حد ذاته مهان، وأسير رغبات النادي، في وقت يسعي الجميع فيه إلى الحرية، فلا يمكن أن يظل اللاعب حبيس ناديه، وأرجع ذلك إلى جملة من القوانين البالية والمستهلكة، وإن حاول البعض تطبيق سياسة «الترقيع» عن طريق فرض الاحتراف الجزئي الذي لم يحل المشكلة بل زادها تعقيداً، مؤكداً أن هذا الموقف من ناديه يصب في الحكمة القائلة «رب ضارة نافعة»، لأنه استفاق بعد نوم عميق، وأدرك قيمة مستقبله ومصلحة أسرته، لذا فقد استجاب لنداء العقل لا القلب، وقرر أن يسافر بعد شهر رمضان المبارك إلى جمهورية مصر العربية، رغبة منه في الالتحاق بأحد المعاهد البدنية، حفاظاً على مستقبله العملي، بعد تأكد له أن الرياضة في وضعها الحالي «ما توكل خبز»!