لم يكن غريبا ان يتساءل البعض عن اسباب انحصار الصراع والمنافسة على بطولة الدوري العام لكرة اليد هذا الموسم بين نادي الكويت والنادي العربي فقط على الرغم من مشاركة »15« فريقا للمرة الاولى في الدوري العام بعد انضمام القرين الى مسابقات الاتحاد بالموسم الحالي. البطولة اقيمت بنظام الدوري من دور واحد بدلا من دوري المرحلتين الممتاز والاولى الذي طبق الموسم الماضي حيث كانت تقام مباريات الدور الاول في هذا النظام بطريقة الدمج ثم تقسم الفرق المتنافسة الى »6 فرق« تلعب في الدوري الممتاز طبقا لنتائجها في الدور التمهيدي وتنافس الفرق الاقل نقاطا في دوري الدرجة الاولى.. واضطر الاتحاد الى اعتماد الدوري من دور واحد هذا الموسم لضيق الوقت بعد مشاركة المنتخب الوطني في التصفيات المؤهلة لاولمبياد لندن »2012« الى جانب المنافسة في التصفيات الاسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم. وتأتي التساؤلات التي طرحها المتابعون لبطولة الدوري من خلفية الاعتقاد بوجود اكثر من اربع فرق او خمسة كانت تتنافس على اللقب في المواسم الماضية ولم تحسم البطولة الا في مراحلها الاخيرة حيث يقام الدوري الممتاز بين افضل »6« فرق بطريقة الدوري من دورين مع وجود مساحة للتعويض. صحيح ان دوري الموسم الحالي لم يحسم الا في المباراة الاخيرة بين العربي والنصر الا ان العنابي لم يكن طرفا في الصراع وبقيت المنافسة بين العميد والاخضر وحصل العربي على بطولة الدوري بفارق نقطتين عن العميد بينما ابتعد عنهما اقرب المنافسين »القادسية« واحتل المركز الثالث بفارق ثلاث نقاط عن الكويت وخمس عن العربي الذي احتل الصدارة واحرز اللقب بعد غياب 19 عاما عن الدرع. حامل اللقب وقبل الحديث عن اداء الفرق التي شاركت في البطولة علينا ان نعترف بأن نتائج الدوري وحصول العربي على اللقب بمنافسة وحيدة مع الكويت يعكس التراجع الواضح لمستوى اللعبة وانخفاض معدلات الاداء باستثناء بعض المباريات التي كانت مؤثرة على الفرق المرشحة للتويج، خريطة الترتيب في الدوري العام هذا الموسم تغيرت 180 درجة حيث كان التنافس بين اكثر من فريق المواسم الماضية الا ان الفحيحيل حامل اللقب ومحقق الثنائية لم يظهر في الصورة بل تراجع الى المركز السابع لاول مرة في تاريخه بعد اداء اقل مايوصف بأنه باهت ودون تطلعات اللاعبين والجهاز الفني الذي قاده المدرب الجزائري سعيد حجازي.. الفحيحيل لم يحقق اكثر من 18 نقطة ومني بخمس خسائر مقابل 9 انتصارات، نظام الدوري هذا الموسم كان يقضي بخروج اي فريق يخسر مرتين من حسابات البطولة وسباق المنافسة. الفحيحيل يحتاج إلى وقفة ومصارحة مع اللاعبين الفحيحيل خرج من المعادلة في حسابات الدوري وافتقد لاعبوه الروح القتالية وهناك ما يردد ان الاصابات وعدم التزام اللاعبين بالتدريب سلبيات رافقت الفريق حتى قبل بداية بطولة الاندية الخليجية التي اقيمت في الكويت العناصر الموجودة في التشكيلة تملك خبرات وقدرات فنية عالية الا انها لم توظف تلك الخبرات كما حدث في الموسم الماضي حيث تمكن الفحيحيل من تحقيق ثنائية رائعة باحرازه بطولة الدوري مع كأس الاتحاد. الفريق يحتاج الى وقفة من الادارة ومصارحة مع اللاعبين للاستعداد للموسم المقبل خصوصا بعد ان تأكد رحيل المدرب الجزائري سعيد حجازي وتعاقد مع نادي الكويت بالموسم المقبل. كما يحتاج الفريق لحالة تجديد والاستعانة باللاعبين الشباب والصف الثاني الذين اثبتوا وجودهم في الموسم المنقضي. هدف قاتل اقترب الكويت من لقب الدوري هذا الموسم ونافس حتى المباراة الاخيرة الا ان هدف سليمان الشمالي القاتل في لقاء العميد والعربي بعد انتهاء الوقت الاصلي للمباراة كان كفيلا ببقاء الاخضر في الصدارة حتى نهاية الدوري. امتلك الكويت مجموعة من اللاعبين ذوي الخبرات والمهارات الفنية اعتمد عليهم في معظم المباريات منهم الاشقاء محمد وعبدالله الغربللي ومعهم عبدالله الخميس والبالول حيث كونوا قوة هجومية ضاربة في الخط الخلفي وضعتهم على رأس الفرق المشاركة في عدد الاهداف المسجلة في مرمى المنافسين.. وتأثر العميد بعدم التوازن بين الهجوم والدفاع حيث تلقى مرماه عددا كبيرا من الاهداف وكانت تلك الاهداف في بعض المباريات سببا في خسارة الفريق لنقاط غالية افقدته فرصة الفوز بالدوري كما حدث امام النصر فخرج متعادلا كما خسر من العربي وهي المباراة التي كانت نقطة تحول في بطولة الدوري. أداء الأصفر لم يكن اداء القادسية في بداية الدوري بالقدر الذي يرضي الجماهير والجهاز الفني وعلى الرغم من انضمام النجم فيصل واصل الى صفوف الاصفر بما يملكه من قوة تصويب من خارج منطقة التسعة امتار الا ان الانسجام الكامل بينه وبين زملائه لم يتحقق الا بعد عدة مباريات. الاصفر عاني من بعض الاصابات وغياب اكثر من نجم وادى ذلك الى عدم ثبات التشكيلة الا انه استعاد توازنه في النصف الثاني من البطولة وحقق انتصارات عدة متتالية متجاوزا خسائر في البداية ولحق بمنصة التتويج محتلا المركز الثالث.. ويحتاج القادسية الى اعادة الروح للفريق وزيادة التركيز للاعبين خصوصا في الهجوم واستغلال العدد المتوافر من النجوم في جميع المراكز بداية من حراسة المرمى للدولي حمد الرشيدي ومهدي القلاف وعلي الحداد وصالح الجيماز وغيرهم من النجوم. عناصر الأندية الرقم الصعب في بطولة الدوري هذا الموسم كان فريق القرين على الرغم من مشاركته في مسابقات الاتحاد لاول مرة. وسبب لاعبوه ازعاجا للفرق الاخرى كما أنه الفريق الوحيد الذي هزم بطل الدوري »العربي« ويحسب للفريق انه دخل الدوري منافسا وليس مجرد مشاركا حيث استفاد الجهاز الفني من الدعم المادي والمعنوي للادارة. تكونت تشكيلة الفريق من لاعبي الاندية الذين تم الاستغناء عنهم لاسباب تتعلق بكل لاعب واستقطب الجهاز الفني هؤلاء اللاعبين وكون التوليفة التي شارك بها في الدوري.. وفي اطار البحث عن التوافق والتجانس بين كوكتيل اللاعبين الذي تم تجميعهم وصل الجهاز الفني الى هذا الهدف بعد مباريات عدة من انطلاق الدوري.. الفريق راهن على المركز الثاني في نهاية الدوري الا انه اصطدم بالكويت وخسر واحتل المركز الرابع ونظن انه مركز مناسب على خلفية المشاركة لاول مرة. العربي تخلص من عقدة المباراة النهائية تخلص العربي من عقدة المباراة النهائية واستطاع التغلب على هذه المعضلة التي لازمته في بطولتين مختلفتين.. انحصار المنافسة بشكل مبكر بينه وبين الكويت لم يمنع الجهاز الفني واللاعبين من المحافظة على المسافة في النقاط مع العميد حتى نهاية الدوري.. المدرب الوطني خالد غلوم عالج السلبيات التي كان يعاني منها الفريق والتي ابرزها الاداء الفردي وحث اللاعبين على اللعب الجماعي واستطاع بذلك الفوز في جميع مبارياته باستثناء لقائه مع القرين. غلوم وظف لاعبيه بشكل جيد واستفاد من قدراتهم في جميع المراكز خصوصا في الدفاع معتمدا على تشكيلة »6/ صفر« الايجابية بالتقدم لمواجهة لاعبي الخط الخلفي للفرق الاخرى.. وعلى الرغم من تراجع الاداء الهجومي قياسا الى الدفاع القوي الا ان الدور الكبير الذي قام به الحارس المخضرم عبدالرزاق البلوشي كان له جانب كبير في فوز العربي بدرع الدوري. الصليبخات والبطولة فريق الصليبخات احد الفرق التي لها انجازات محلية وخليجية وعربية وكان يزخر بالنجوم قبل ان يفترق بعضهم ويذهب لاندية اخرى. الفريق استعاد جزءا من خطورته بعد عودة الاخوين فيصل وحسين صيوان كما انه يتميز بتطبيق الدفاع المتقدم الذي يرهق به الفرق الاخرى ومع غياب عدد من النجوم ازداد تأثر الفريق باصابة النجم فيصل صيوان. ويبدو ان عدم اكتمال اللاعبين في التدريبات ببداية الموسم وتأخر بعضهم الى الانضمام للتدريب اثر على اداء الفريق خلال الدوري.. قوة الصليبخات موزعة بين الهجوم والدفاع الا انه يتمتع بقدرات هجومية متميزة سواء في التصويب من خارج منطقة التسعة امتار او الاختراقات الجانبية من الاجنحة.. تأخر ترتيب الفريق في الدوري حيث يقع في منتصف الجدول تقريبا يضع على اللاعبين والجهاز الفني مسؤولية الاجادة في الكأس. فرق المؤخرة حصول التضامن على المركز الاخير من دون ان يسجل اي فوز او حتى تعادل بالاضافة الى تلقي مرماه نسبة كبيرة من الاهداف يوضح ان الفريق كان خارج نطاق التغطية ويحتاج الى ضخ دماء جديدة او دفع الروح المعنوية للاعبين القدامى مع الفريق وعلاج السلبيات اضافة الى تنشيط الفريق بعدد من اللاعبين الشباب حتى يتغير شكل ومضمون اداء الفريق الموسم المقبل. وفي السباق نفسه اتفقت اندية الجهراء وكاظمة وخيطان والسالمية واليرموك في الابتعاد عن المنافسة وتأثر بعضها بانتقال لاعبيها الاساسيين الى اندية اخرى. وفيما يتعلق بفريق الشباب الذي حصل على مركز الوصيف في الدوري الموسم الماضي متفوقا على النصر الذي كان ينافسه على هذا المركز الا انه تراجع الى المركز الخامس وتذبذب مستواه من مباراة لاخرى ولم يحافظ لاعبوه على مستوى فني ثابت خصوصا امام الفرق الكبيرة.
|