الاحتراف الرياضي بداية دخول الأندية الى عالم الخصخصة والاستثمار، وهذا يتواكب مع تحويل نظرتنا من الهواية الى صناعة احترافية كاملة في جميع النواحي الإدارية والفنية والجماهرية.
ويأتي قرار الاحتراف الجزئي الذي سيطبق بأثر رجعي من اول ابريل الفائت كهمزة وصل قد تقودنا الى العالم الجديد، متى ما توافرت الجدية والفهم والدعم من اجل رياضة احترافية حقيقية.
ولمسايرة التحول الى نظام الاحتراف يجب ان تكون هناك آلية جديدة تنظم العلاقة بين الأندية واللاعبين لأنه كان و مازال النادي يسيطر سيطرة كاملة على مستقبل اللاعبين. وفي الكرة الطائرة تحديدا بمجرد ان يوقع اللاعب على استمارة التسجيل عند التحاقه بالنادي، وربما يكون عمره وقتئذ لا يتعدى الـ 11 عاما فقط، يظل اللاعب اسيرا للنادي مدى الحياة بمجرد التوقيع على تلك الاستمارة.
لقد حان الوقت في ظل الاحتراف لتصحيح الأوضاع كأن يستمر اللاعب بارتباطه بالنادي بموجب استمارة التسجيل التي وقع عليها في بداية حياته الرياضية حتى بلوغه السن الرسمي لتسجيله في فئة العمومي «الدرجة الأولى».
هنا يجب ان يتغير وضع اللاعب في علاقته مع النادي اي بمجرد ان يصعد الى الفريق الأول ينتهي ارتباط اللاعب بناديه بموجب استمارة التسجيل ليحل محلها عقد ملزم بمدة معينة بين النادي واللاعب، إما يجدد بموافقته، او يكون حرا في الانتقال الى ناد آخر من دون الإخلال بحق الرعاية لناديه الأصلي، وايضا اتحاد الكرة الطائرة كجهاز رسمي يعتمد ذلك.
وقد عرضت «الوسط» فكرة تنظيم العلاقة بين الأندية واللاعبين على مديري وممثلي الفرق التي تشارك في مسابقات الدرجة الأولى، وكانت حصيلة الآراء كالتالي:
{ مؤيد شهاب (العربي): يصعب تطبيق الفكرة على لاعبي الدرجة الأولى الذين تكون اعمارهم أقل من 26 عاما، لانه من غير المنطقي ان يستغنى النادي عن لاعب تعب في صقل موهبته، وأعده الإعداد التقني الجيد واصبح نجما ليستفيد من جهوده ناد آخر على الجاهز ففي ذلك اجحاف بحق النادي الأصلي الذي له الفضل في ما وصل اليه اللاعب من متسوى متميز.
والأهم ان تبذل الأندية المزيد من الجهد لتأسيس قاعدة قوية للعبة تكون الرافد المستمر لتغذية المراحل السنية والدرجة الأولى.
{ نبيل العليوة (القادسية): إطلاق حرية اللاعبين في الانتقال من دون ضوابط سيشكل مشكلة كبيرة للأندية نظرا لتباين تمتعها بالدعم المادي من الشخصيات والمؤسسات الاقتصادية ومن الأفضل الا يسمح للاعب الدرجة الأولى بحرية الانتقال إلا بعد بلوغه الـ 28 عاما.
والاحتراف الجزئي المزمع تطبيقه قريبا سيساوي بين اللاعبين جميعهم في الأندية كلها بالنسبة للدخل الشهري بينما المتميزون ضمن صفوف المنتخب الوطني سيكون دخلهم أعلى تقديرا لعطائهم لذلك، فلن يكون اللاعبون في معظم الفرق مثل السابق متلهفين لترك انديتهم متى لوح لهم بأي مبلغ مالي، لكن الأمر سيكون مختلفا عند تطبيق الاحتراف الكامل بمفهومه الحقيقي.
{ جاسم العنزي (الكويت): الأندية غير مهيأة حاليا لحجم المتغيرات المصاحبة لنظام الاحتراف، وستكون الأندية التي يطلق عليها «الصغيرة» مجازا لانها لا تتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة، ولا يحظى منتسبوها بالأضواء الإعلامية والشهرة الكافية هي المتضررة اولا من فكرة اطلاق حرية انتقال اللاعبين حتى لو تحدد سن معين للانتقال.
{ محمد الغنيمي (التضامن): ما زلنا نعاني من بند في لائحة سابقة تم إلغاؤه كان يعطي اللاعبين الحق في الانتقال من دون موافقة ناديه، إذ لم يشارك مع فريقه لمدة موسمين متصلين، لذلك كان اللاعبون الذين لديهم عروض للانتقال يتعمدون الغياب، وعدم المشاركة حتى مرور الموسمين، وبعدها يضعون ناديهم أمام الأمر الواقع.
يجب ان تكون هناك عدالة في اهتمام الأندية باللعبة أسوة باللعبات الأخرى واقترح ان تكون الميزانية السنوية تفصيلية بمعنى ان يتحدد فيها المبالغ المخصصة للاتفاق على كل لعبة، وفقا للأنشطة التي تشارك فيها واعداد اللاعبين ومستلزمات الأعداد.
{ طلال جاسم (كاظمة): الفكرة لا تصلح للتطبيق في ظل الظروف الحالية في الأندية لأنها قد تدمر اللعبة في عدد منها، وتقلل من الاهتمام بها في البقية والأهم هو عمل الأندية جميعها على تكوين قاعدة قوية للمستقبل «إذا ما تشتغل تحت صح ما يصعد أحد فوق».
اللاعبون الذين يصنفون في خانة النجوم او الواعدين هم الذين عليهم الطلب اما ما يطلق عليهم «نصف كم» فلا مكان لهم في بورصة الانتقالات، وشيئا فشيئا يتلاشى اسمهم من قائمة التسجيل.
{ صلاح الحارثي (الساحل): لا نقبل بالظلم سواء للأندية التي تجتهد وتتعب لإعداد لاعبين جيدين، ثم تقوم أندية أخرى بخطفهم منها، وكذلك لا نقبل بظلم اللاعبين الذين يريدون ان يستمتعوا بثمرة تفوقهم ماديا وإعلاميا، والحل الوسط هو ان يسمح لهم بالانتقال بعد بلوغ الـ 27 عاما فذلك يعني ان اللاعب اعطى ناديه الأصلي حقه، وما تبقى له من عطاء يستثمره لمصلحته.
{ خالد المطيري (الجهراء): هناك ايجابيات وسلبيات للفكرة لكن في الوقت الحالي فإن السلبيات أكثر نظرا للتباين في جهود الأندية من أجل إعداد اللاعبين على أعلى مستوى، ولذلك فإن اطلاق حرية الانتقالات ضرره على بعض الأندية كبير.
الوسط 27/6/2007
|