نادي العربي مرة أخرى: هل ستبقى «فانيلته» خضراء؟
أنا
عندما كتبت قبل عشرة أيام تقريبا حول نادي العربي تحت عنوان «العربي انجازات ماضي»، توالت عليّ بعد الاتصالات والملاحظات التي كان أغلبها مؤيدا لما ذهبت إليه من تساؤل وتذمر مما يشهده هذا النادي العريق من حالة التردي. كغيري، فالكثير من مشجعي نادي العربي وأبنائه لا يتخذون موقفا مؤيدا أو معارضا للتوجهات أو التيارات المتنافسة، لكنهم مستاؤون جدا من وضع النادي في سلم الصدارة. كما ان الحكم القضائي الذي حصل عليه أعضاء الهيئة الإدارية مهم جدا ونبارك لهم ذلك لكنه لا يكفي وحده كي يستعيد للنادي صدارته. من الملاحظات التي أبداها بعض الإخوة المشجعين الجديرة والتي يتعين على أن أوصلها هي، السلبية التي يعيشها مشجعو العربي في المشاركة في الانتخابات لصناعة منافسة حقيقية بين القوائم، وهذا الأمر صحيح وأنا أول من تنطبق عليه هذه الملاحظة الأمر الذي دعاني للكتابة مرة أخرى حول النادي ناشدا الصلاح والخير لمن يقدم أكثر للنادي بعيدا عن السياسية والتسييس. الملاحظة الأخرى التي أبداها بعض الإخوة من محبي النادي هي شح الموارد المادية لتمويل الأنشطة الرياضية وخصوصا لجلب المحترفين على المستوى المرموق.الملاحظة الثالثة التي ركز عليها البعض هي التشاحن بين المتنافسين على ادارة النادي الى الحد الذي قد يخرج عن سياق المنافسة على الرياضة مما يساهم في تسييس قضايا النادي التي يجب ان تكون احترافية فقط. الملاحظة الرابعة، والتي لست متأكداً من صحتها، هي إقحام لاعبي الفريق في المنافسة القائمة بين التوجهات التي تريد قيادة النادي. وفي حال صحة هذه الملاحظة أعتقد أنها بيت الداء حيث يجب ألا يقحم اللاعبون في جو التنافس الاداري، فاللاعب للنادي بجمهوره ومشجعيه وتاريخه وللفانيلة الخضراء وليس للادارة. وكما قلت فأنا من أحد أفراد الأغلبية الصامتة من مشجعي النادي فحسب وليس لدي أجندة ضد هذا أو ذاك، وقد قررت ان أتحدث بشفافية وحيادية قدر الإمكان، لذا أدعو الإدارة الحالية لمحاولة رأب الصدع بين الفرقاء ونسج شباك الحوار البناء بين أبناء النادي وردم الفجوة القائمة بين نشطاء النادي ومشجعيه ومحاولة التفكير في زيادة الموارد البشرية والمالية كي يتمكن النادي من استعادة دوره وصدارته. إن مشجعي الفانيلة الخضراء متحمسون جدا ليروا أمجاد على الملا ومرزوق سعيد وطه بصري وسمير محمد على وبلوشي وعسكر ونايف والعسعوسي وبوعباس وعنبر سعيد وغيرهم من عمالقة القلعة الخضراء. فليصدق أعضاء الإدارة والمنافسون لهم فصديقك من صدقك، ان هنالك تذمرا من وضع النادي ولن يكون بمقدور أحد ان يستعيد تلك الانجازات إلا بمواجهة المشاكل التي يعترف هو بها ثم يطلب من الآخرين حلها، لا أن يعلقها على غيره وهكذا يستمر الفأس بالرأس.
مع
المشكلة تكمن في المكابرة عند البعض من الاستماع للنصيحة والاعتقاد بأن أي رأي ناقد هو موجه له شخصيا.كما ان هناك مشكلة في المعارضة الحالية للإدارة الراهنة تتمثل في رؤية الأخطاء من باب التصيد لتوجيه اللوم وليس الإصلاح. كما ان هناك مشكلة ثالثة تتجسد في انعدام أو سلبية الفرقة الثالثة التي تستطيع ان تستوعب الجميع دون ان يكون لها مصالح انتخابية.كل ذلك ساهم في اختفاء الإبداع والإنجازات.
ضد
المشكلة الحقيقية في مجتمعنا هي ان الكلام سهل والفعل صعب فالكثير ممن يدعون الإصلاح وينادون بالعمل والمثابرة هم سلبيون في مساهماتهم.لا يمكن انقاذ النادي الا من خلال حراك رياضي على مستوى مهني وليس سياسياً، ومن خلال مناقشة أحوال النادي بشفافية لا خلف الكواليس، وبمواجهة مشجعي النادي لا التهرب منهم، وتنويع مصادر دخله كي لا تطغى المادة على الولاء.مشكلة الفانيلة الخضراء انها لم تعد خضراء، بل تدخلت بها ألوان أخرى!!!
د.عبدالله يوسف سهر
sahar@alwatan.com.kw
نشرت هذه المقالة في جريدة الوطن في 26 مايو 2010