من المؤلم جداً بأن تلاقي الجحود والنكران بعد أن تفني سنوات طويلة من حياتك في العطاء والتضحية والإخلاص، وتتفاجئ في ختام المشوار بأن الأشخاص الذين أعطيتهم أجمل سنوات حياتك "يصدون" عنك!!، هذا الأمر ينطبق تماماً على كابتن العربي أحمد موسى والذي سيودع الملاعب خلال الأيام القادمة. فبعد مشوار طويل يصل إلى حوالي 20 عام من العطاء داخل أسوار القلعة الخضراء، سنودع آخر لاعبي الزمن الجميل للنادي العربي، ومع شديد الأسف سيكون هذا الوداع غير لائق في مسيرة موسى الطويلة والرائعة!!، والسبب المباشر في ذلك هم العرباوية وأعضاء الجمعية العمومية للنادي العربي على وجه التحديد، فمن منهم قد كبد نفسه عناء عرض خدماته ومساعدة اللاعب المعتزل؟، حتى نكون منصفين فمن وقف إلى جانب موسى هم قلة من المخلصين، لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة!!، ولعل رجل الأعمال الشاب الرياضي بدر محمد العتيبي والذي هو من يستحق أن يُطلق عليه لقب رجل من رجالات العربي، لأنه دعم وقدر مسيرة كابتن العربي ومعشوق الجماهير العرباوية الأول أحمد موسى، على نقيض أهل الدار الآخرين والذين من الأولى أن يسموا أنفسهم بأصنام العربي!!، وهنا طبعاً نحن لا نبخس حق القلة القليلة من منتسبي النادي العربي والتي وقفت إلى جانب اللاعب، ولكن من حقنا أن نتساءل إذا كان أحمد موسى بتاريخه الكبير مع النادي العربي يلاقي هذا النكران، فماذا سيلاقي لاعبي العربي الحاليين بعد اعتزالهم؟، قد يتصور البعض أن المسألة هينة، وهي مجرد مباراة تكريمية لا أكثر من ذلك، ولكن بالواقع فأن الأمر أكبر وأعمق من ذلك بكثير. إذا كان الوفاء سمة مرتبطة في جمهور النادي العربي، كونه أكثر الجماهير تحملاً وتقبلاً للصدمات، فأننا ما نرجوه بأن يتحلى رجالات هذا النادي في جزء من وفاء جماهيره، لأننا على يقين بأن الراية الخضراء لن تقوم لها قائمة من دون الوفاء والتقدير لمن رفعها بالأمس، ختاما لا يسعني سوى أن أجدد شكري للرجل المخلص بدر محمد العتيبي، والذي يثبت للجميع بأن وفاء محبي القلعة الخضراء أكثر بكثير مِن من يُسمون أنفسهم برجالات العربي!
محمد عباس حياتي عضو الجمعية العمومية بالنادي العربي الرياضي
|