نحن نعيش في ازمة حكام الكرة، والمقبل من الايام سيكون أسوأ مما بدا عليه الموسم، ليس طعنا في قدرات الحكام ولكن الظروف التي صاحبت انطلاقة الموسم جعلتهم في موقف لا يحسدون عليه، ومنها عدم استقرار الحالة الكروية العامة وخشية توقف النشاط في اي لحظة الى جانب تداعيات اقالة رئيس لجنة الحكام عبداللطيف الدواس واعلان عدد من الحكام تضامنهم معه،
ونحن اذ نقدر الدور الذي قام به الدواس خلال فترة عمله وتفانيه في إنصاف الحكام، وهو حكم دولي سابق وقريب من احتياجاتهم، الا ان انقطاع بعضهم عن عملهم ليس له ما يبرره وعليهم الا يكونوا مصدر تأزيم آخر، خصوصا ان ملاعبنا تعاني «شحا» في الحكام، فهم كالقضاة، عليهم ان يكونوا على الحياد في اي خلاف قائم في الاتحاد، فهم بانقطاعهم قد تسببوا في ربكة شديدة لادارة المباريات بدليل استعانة لجنة الحكام بآخرين من الدرجة الثانية ومنهم من توقف عن ممارسة التحكيم لفترة طويلة.
ولابد من الاشارة الى ان الحكم يتعرض لمواقف شتى في حياته اليومية ولا يمكنه ان يكون بمستوى واحد خلال 3 مباريات متتالية، ومن الظلم ان تسند له مباريات ذات خاصية جماهيرية في اوقات متعاقبة، اذ انه بحاجة الى راحة ما بين كل مباراة واخرى لالتقاط الأنفاس، وفيما لو لم يوفق في احدى المباريات مثلا كعدم احتسابه ضربة جزاء صحيحة، فلا يجوز ان تسند له مباراة واخرى في الاسبوع نفسه ولكن ما يحدث حاليا يجعل حكام الساحة يعيشون اوقاتا عصيبة، مما يحملهم وزرا كبيرا في ادارة المباريات ومن الطبيعي ان تلجأ لجنة الحكام الى الاستعانة بحكام من الخارج وتحديدا من الدول الخليجية للمشاركة في ادارة المباريات ونحن بحاجة الى تخريج حكام جدد، خصوصا حكام ساحة، اذ ان المتميزين منهم عدد قليل وتبقت لهم سنوات قليلة للابتعاد القسري.
ويرى الكثيرون ان بعض الجماهير لم تعد تستوعب الخسارة اما لحماستهم الزائدة او جهلهم لبعض الامور التحكيمية وترى في الحكم خصما آخر، علما ان الاخطاء واردة في كل ملاعب العالم، وما حدث في بداية الموسم من احتجاجات وشغب دليل على ان الجماهير لم تعد تتقبل الخسارة، فماذا سيفعلون اذن عندما تشتعل المنافسة في القسمين الثاني والثالث، وهذا لا يعفي بعض الحكام من تقصيرهم احيانا اذ يفترض بهم التخلص من اخطاء الهفوات البسيطة التي من شأنها ان تثير الجماهير ويلاحظ على بعضهم تصيد الاخطاء على بعض اللاعبين لعلمهم مثلا بخشونتهم، ولكن لا يجوز ان تحتسب الأخطاء بالنوايا، فقد يكون اللاعب الخشن في هذه المباراة بالذات قد تعلم من اخطائه السابقة، كما ان اخراج البطاقات الصفراء والحمراء يجب ان يكون بأهمية الحدث، وهذه ليست دعوة للخشونة، بل لإنصاف اللاعب ومدربه وجماهيره.
الانباء
|