قبل كل شيء.. فان عبدالرحمن الدولة كان رئيس فريق النادي العربي والمنتخبين الوطني والعسكري.. ومثل الكويت في الدورة العربية الثالثة في المغرب في لعبة كرة السلة وكان ثاني مسجلي النقاط في الدروة وكان مهاجما فذا في كرة القدم يخشاه حراس المرمى ومثل الكويت في الدورة العربية الرابعة في القاهرة ومثل العربي والكويت في جميع المناسبات الكروية منذ عام 1961 حتى 1972.. ودخل مجلس ادارة النادي العربي سنة 1974.
، هذا النجم الرياضي الفذ كان ولا يزال رمزا من رموز النادي العربي واحدى علاماته المضيئة في كل زمان ومكان.. ومن لا يعرف ذلك عليه المذاكرة ومراجعة تاريخ القلعة الخضراء.
الآن.. نقول انه كان وضعا غير مقبول ان ينسحب امين سر النادي العربي عبدالرزاق المضف من البرنامج التلفزيوني «كافيه رياضي» ويعتذر قبل بدء البرنامج بدقائق بحجة وجود ياسر أبل لأنه امين سر.. وأبل من دون منصب.. وهذا المنطق أعوج وغير مقبول.. لانه احرج معدي البرنامج ومقدميه وهم لا ذنب لهم بمشاعر الضيوف.. بل إنهم يتعبون ويجتهدون ويشقون لتقديم وجبات اعلامية دسمة للمشاهدين.. احتراما وتقديرا لهم. وما حدث ليس تقليلا من نجاح البرنامج بقدر ما هو اساءة وعقاب للمشاهدين فالمضف مرشح بقائمة أسرة النادي وياسر ابل مرشح بقائمة العربي.. وطالما أن الاثنين مرشحان فان الكفتين متساويتان والجماهير كانت بانتظار معرفة برامج وتوجهات كل قائمة.. ولكن يبدو ان هناك امرا اخر دفع المضف الى الاعتذار واحراج معدي ومقدمي البرنامج وبالتالي اضطر للتعلل والتبرير بحجة غير مقبولا.. كما ان هذا الاعتذار لم يسيء لياسر ابل الذي تعالى على صيغة الاعتذار وسما فوق ضربه تحت الحزام، وقال وهو متماسك «ان المضف استاذي واداري تعلمنا منه الكثير ولا اعلم ظروف تخلفه»!.. بل أساء للمعتذر الذي لم يظهر جليا في البرنامج سبب اعتذاره.. خاصة ان جمال الكاظمي كان قد اعتذر عن الظهور ومواجهة ابراهيم شهاب في برنامج رياضي اخر ظهر في اليوم نفسه كما اعلن احد المذيعين ذلك.. اذا الاعتذار الثنائي من الكاظمي والمضف يحمل اشياء لا نعرف خفاياها.. وهل حقا هو هروب من «البساط الاحمدي».
ونعتقد ان القائمين على البرنامج حاولوا المحافظة على تكافؤ الفرص من منطلق حرصهم على برنامجهم.. ولكن الاعتذار تسبب في هذا التفاوت.
وما دفعنا الى الكتابة هنا ليس اعتذار المضف.. أو «كافيه رياضي» او ضيفه ياسر ابل.. بل مداخلة رئيس النادي العربي جمال الكاظمي الذي نفى علمه بالبرنامج وضيوفه رافضا التحدث مع مقدمي البرنامج هاتفيا.. والمصيبة انه عندما ذكر موضوع اجتماع الدولة معه عن طريق اللجنة الثلاثية للم شمل العرباوية اعلن على الهواء.. «انهم يريدون أن يعملوا انقلابا علي».. يا ساتر.. هل الكاظمي رئيس جمهورية.. او ملك او سلطان.. او زعيم دولة لينقلبوا عليه..؟ ثم هل يريد عبدالرحمن الدولة بهذا التاريخ العريض والمشرف، وأحد اضلاع امجاد العربي، ان ينقلب على من لا يحمل 1% من تاريخه؟ هل هناك عاقل يصدق ان الكاظمي رغم احترامنا لشخصه )وليس كلامه( يمكن ان يمثل شيئا للقلعة الخضراء مقارنة بالدولة حتى يسعى الاخير للانقلاب عليه.., حقيقة عشنا رجبا.. ونرى عجبا.. المفاهيم انقلبت.. والأسس تضاربت.. والقيم ضاعت.. وكل العرباوية في هذا التسونامي اللامنطقي يرقصون مذبوحين من الألم.
القبس
|