كتب أحمد المطيري : انتهت الانتخابات ولكن مازال غبارها يملأ الصدور في النادي العربي ورغم كل ما قيل بأن الكل يسعى لمصلحة النادي وأن حبه وراء هذا التنوع بالاراء والافكار والرؤى، وأن الانقسام الى قائمتين كان الهدف منه بالنهاية التجمع تحت راية واحدة هي الراية الخضراء،
شتان ما بين القول والفعل لقد عمقت هذه الانتخابات الخلافات وزودت مساحة الشقوق بالانفس حتى وصل الامر بأن الفائز الوحيد من قائمة أبناء النادي ياسر أبل، عندما دخل مجلس الكاظمي فكأنه دخل جزيرة معزولة أو عضو زرع في جسد فلفظه لدرجة أنه أهون عليه أن يكون فى «غوانتانامو « على أن يكون فى مقصورة الخضراء في النادي العربي، أوباما الذي فاز برئاسة أميركا ولم يكن أحد من أسلاف أبيه مدفونا بأرضها، أول ما تلقى تهنئة كانت من منافسة الجمهوري جون ماكين بطل من أبطال أميركا فى حرب فيتنام وواحد من الصفوة في حزبه، بل طالب ماكين من حشده الذين كانوا حوله في مجمعه الانتخابي في فلوريدا قبل أعلان النتيجة بأن يتوحدوا خلف أوباما، وهذا ما فعلته قبله السيناتور هيلاري كلينتون التي كانت طامعة وطامحة في نيل ترشيح الحزب الديموقراطي لها في معركة الرئاسة التي حسمها ذلك الفتى الاسمر الذي كتب بفوزه ميلادا جيدا للولايات المتحدة الأميركية.
وأعتقد أن شعب الولايات المتحدة الأميركية يحمد الله أن جمال الكاظمي ليس الفائز في انتخابات الرئاسة في أميركا وإلا كان جمد كل منافسيه بمن فيهم ياسر أبل، لقد صرح الكاظمي قبل الانتخابات وهو الواثق من الفوز بأن أى اختراق من القائمة المنافسة بعضو أو اثنين بأنه سيتجاهلهما أو يجمدهما، وكان الجميع يعتقد أن هذا جزء من الحملة الانتخابية لجمع شمل مؤيديه وارهاب منافسيه، لكن لم يكن جمال الكاظمي جادا في حياته مثلما كان جادا في تنفيذ هذا الوعيد والتهديد، الذي كان من نصيب ياسر أبل صاحب أعلى الاصوات المتفرقة من أعضاء الجمعية العمومية للقلعة الخضراء الذين يقاربون الثمانية آلاف، وهو ما يعني ضمنيا أن نجاح أبل امتياز خص به، وارادة من الاغلبية يجب أن تحترم وبالتالي عندما يتم عزله بهذه الطريقة التى أشبه «بمسؤول الغاز» الذي لا حول له ولا قوة في اتخاذ أي قرار.
ان تجميد أبل من قبل الكاظمي ورفاقه يعني أن الاخير يتحدى ارادة من جعلوه رئيسا وجعل زملاءه أعضاء لمجلس ادارة للقلعة الخضراء التي هي الان بأمس الحاجة الى الالتفاف والتعاون ولم الشمل للعودة الى الزمن الجميل عندما كان الاخضر هو الزعيم الفعلي فى انجازاته ورجالاته ومواقفه ليس فقط على المستوى المحلي بل في منطقة الخليج، بالفعل لم تصف النفوس ويبدو انها لن تصفو ابدا طالما ظلت الاحقاد والكراهية مزروعة بالانفس وترمومتر العمل في ادارتها والتي تجسدها حالة ياسر أبل ذلك الفتى الذي حاول أن يكون فاعلا مع النادي الذي يحبه وكما شارك بفاعلية من قبل لدعم لاعبي الاخضر ماديا ومعنويا فانه اراد أن يكون من ضمن صناع القرار بواسطة أصوات الجمعية العمومية للنادي، لكن من الواضح أن ذلك لم يبلغه الكاظمي الذي يرفع شعار أنا العربي، والعربي أنا وهذا النهج ان لم يكن معلنا منه فأنه واضح فى سلوكه وتصرفاته وما يبطنه من مواقف وقد مر على العربي قبل ذلك الكثير من الازمات التي زادت من الفرقة والتشتت والاختلاف بالرأي الذي وصل الى مرحلة الخلاف في الموقف.
ثماني سنوات منذ أن تسلم جمال الكاظمي سدنة الرئاسة في العربي، لم تهدأ فيها الزوابع ولم ترتح بها المشاكل التي وصلت الى حد الاحتكام الى القضاء، خسر فيها العديد من الرفاق وابتعد عنه من كان يصنف بالامس من رجاله، واقترب منه العديد من المطبلين (وكذابين «الزفة») الذين وجدوا في مواقف الكاظمي تربة خصبة للنمو والازدهار والانتشار حتى أصبحوا كالسرطان يضرب هذا الجسد الاخضر الذى كان طوال عمره عنوانا للألفة والمحبة والتواصل والترابط والحوار واحترام الكبير والحنو على الصغير، ورغم أننا نعرف أن الكاظمي لم يكن فى يوم من الايام ديكتاتوريا أو (غاوي للسلطة) ولكن كل ما نخشاه أن يكون سلم أذنه للدساسين وأصحاب نهج التمزق الذين لا يعيشون إلا في أجواء الفرقة.
ونرى انه امام الكاظمي فرصة تاريخية أن يتصارح مع نفسه ويؤكد أنه فعلا هو العربي، والعربي هو من منظور الكبير الذي يلم ولا يفرق، يوحد ولا يمزق، يحترم ارادة الاغلبية ولا ينظر الى صغائر المعارك الانتخابية، ياسر أبل هو فرصة الكاظمي التاريخية لكي يعود كما كان من حب لناديه وود لاعضاء ناديه، وينقذ أبل من الشراك الذي يحاول بعض أعضاء مجلس ادارته ايقاعه فيه باسناد مهمة الاشراف على الفريق الاول لكرة القدم والذي يحتاج الى مجلس ادارة بأكمله للاشراف عليه وليس واحدا خصوصا والكل يعلم حجم المشاكل التي يعانيها.
ويبدو أن مجلس ادارة الكاظمي الجديد ليست مشكلته غريمهم الوحيد ابل ولكن ما حدث في انتخابات المناصب التنفيذية باستبعاد سامي الحشاش من المنصب الذي كان موعودا به استمراراً لموقعه في المجلس السابق كأمين للسر المساعد والذي ذهب الى خالد أحمد عبدالصمد تسديدا لفواتير انتخابية وردا لجميل أبيه الذي دعمه وايد موقفهم ولكن من الواضح أنه يريد أن يرى نجله على موقع الرئاسة امتدادا وتواصلا له من أجل استعادة امجاده.
الراي
|