الارادة القوية والهمة العالية والعزيمة هي مفاهيم التضحية من أجل الفانيلة الخضراء والزرقاء، ظهر ذلك على أرض الملعب من خلال لاعبنا الدولي والنادي العربي والمنتخب العسكري، «الفدائي» علي الملا، رغم ان هذا المفهوم يغيب عن بعض لاعبينا سواء كانوا في المنتخب او في ناديهم ولم يستوعبوا ذلك المفهوم الحقيقي، ولذلك لن نتقدم ولن نحقق اهدافنا،
ولن يتم بلوغ الاهداف والانتصارات الا بعد ان يقدم اللاعب الكثير من التضحية بإرهاق الجسد واجهاد الذهن وتقديم الكثير من خلال الــ 90 دقيقة داخل المستطيل الاخضر، وهذا ما شاهدناه من لاعبنا علي الملا في السبعينات.. عصر الكرة الذهبي، إذ كان نجما مميزا في عطائه داخل الملعب.
وتدرج الملا في النادي العربي من الناشئين حتى وصل الى الفريق الأول سنة 1968، وكان يلعب في خط الوسط ولكن المدرب جراييك وجد في ادائه القوة وضربات الرأس المميزة واخلاصه في الاداء والاستحواذ على الكرة، ووجد فيه المهاجم الصلب، ونظرا لتركيزه على المرمى بسرعته وذكائه فنقله لمركز قلب الهجوم وسجل أول اهدافه على نادي القادسية.
وفي عام 1971 تم اختياره للمنتخب الوطني، حينها كان من الصعب وصول أي لاعب الى المنتخب في تلك الفترة، وفي عام 1972 لعب في كأس الخليج في الرياض مع نخبة من اللاعبين الذين برزوا في هذه الدورة، وسجل الهدف الثاني في مرمى السعودية كما سجل امام الامارات هدفين كان احدهما بكعب رجله بحركة جميلة نادرة في الملاعب الخليجية، واحرز هدفين امام المنتخب القطري.
ولعب الملا في تصفيات كأس العالم سنة 1973 في ايران، وكان شعلة من النشاط والحركة ولفت انظار الجمهور الايراني بتحركاته في ذلك الوقت، وفي العام نفسه شارك في تصفيات كأس العالم مع المنتخب العسكري الذي فاز على نظيره الاردني بثلاثة اهداف للاشيء، وتألق علي الملا كعادته مع زميله النجم جاسم يعقوب امام الكونغو، وسجل الفدائي هدفا برأسه من الوضع الطائر ومن مسافة بعيدة اثار بها دهشة جميع من حضر هذه المباراة حتى وقف الجمهور الكونغولي ليصفقوا لهذا الهدف الجميل.
وقبل بداية «خليجي 3» الذي اقيم في عام 1974 في أول مباراة على ستاد نادي الكويت لعب منتخبنا الوطني مع المغرب مباراة ودية وفاز منتخبنا بهدفين مقابل لا شيء وسجل الملا هدف الكويت الثاني بمجهود فردي.
وفي كأس الخليج الثالثة التي اقيمت في الكويت تألق النجم علي الملا وسجل الهدف الثاني في مباراة الافتتاح ضد الامارات وسجل امام عُمان ثلاثة اهداف (هاتريك) منها هدفان بالرأس وكالعادة سجل احدها من الوضع الطائر بطريقة فدائية.
تألق الملا كعادته في دورة الألعاب الآسيوية 1974 في إيران مع النجمين جاسم يعقوب وفتحي كميل وسجل هدفا ضد بورما، وفي تصفيات مونتريال الأولمبية عام 1975 في ايران فازت الكويت على السعودية 4ـ2 وسجل علي الملا هدفين في التصفيات، ولعب ضد المنتخب السوري في تصفيات، كأس العالم العسكرية فاز منتخبنا 4ـ2 وسجل الملا هدفا. وتكرر المشهد في عام 1979 في كأس العالم العسكرية التي اقيمت في الكويت دخل الفدائي بديلا للاعب يوسف سويد بعد اصابته ضد النمسا وسجل الملا هدفين وحصلت الكويت على المركز الثالث في البطولة.
لقد سجل الملا العديد من الاهداف الجميلة ولا ننسى مباراة العربي وبولندا عندما سدد الملا كرة قوية من منتصف الملعب وحاول المدافع ابعادها برأسه لكنها مرت من فوقه وسكنت في الشباك.
كان الملا في صغره معجبا جدا باللاعب عبدالرحمن الدولة، وتمنى ان يصل الى مستواه، وحقق طموحه عندما لعب مع الدولة وطه بصري في نهائي كأس الامير بعد ان تقدم نادي الكويت بهدف لإبراهيم الخشرم، واستطاع الملا ان يشكل مع الدولة وبصري ثلاثيا كاسحا، ولعب اجمل مبارياته، وكان نجما فيها وسجل من خلالها هدفي التعادل والفوز في الدقائق الاخيرة، وحصل النادي العربي على كأس سمو الأمير ومن خلالها برز الملا كمهاجم ورأس حربة بعد ان اثبت تشكيله خطورة امام خصومه بمهاراته وتسديداته القوية واستفاد الملا من المدرب بورهي وبروشيتش.
ذكرنا بعض المعلومات القليلة عن هذا اللاعب الفدائي علي الملا، وهو ابن الكويت المخلص الذي خدم وطنه من دون مقابل، اضافة الى انه يحظى بفرصة الظهور الاعلامي كما هو الحال في وقتنا الراهن مع لاعبينا الذين يحصلون على حقهم من الظهور الاعلامي والدعم المادي.
علي الملا لم يحقق اخر طموحاته الكروية في ذلك الوقت وهو اللعب في كأس العالم، لكنه يبقى لاعبا كبيرا من خلال ما قدمه للكرة الكويتية، وايضا لا بد ان نشيد كذلك في قدراته وامكاناته وسيظل نجما لامعا في سماء الكرة الكويتية، ولا يمكن نسيانه بل اكاد اجزم ان يكون نسيانه من المحال.
فاضل الرئيس
fadhelalrayis@yahoo.com
القبس
|