خلت الجولات الـ 12 من عمر الدوري العام لكرة السلة للموسم الحالي من المفاجآت الكبيرة على صعيد تنافس الاندية على قمة الترتيب ولم يظهر اي فريق ليعلن عن نفسه كمنافس على لقب البطولة ويزاحم القادسية والكويت المحتكرين للقب الدوري منذ مطلع الالفية الجديدة وهما الفريقان الوحيدان اللذان قدما اوراق اعتمادهما كمنافسين بقوة على اللقب كعادتهما في المواسم الثمانية الماضية.
في المقابل كانت المفاجآت كبيرة ومدوية بين فرق الوسط والمؤخرة، وكان فوز النصر على كاظمة 92-80 صاحب الامكانيات والفائز بالدوري في 8 مناسبات في الجولة الماضية هو بحق حديث الموسم بالنسبة لمتابعي وعشاق اللعبة.
وغير الصليبخات من صورته الهزيلة التي كان عليها في المواسم الماضية اثر فوزه على الشباب واليرموك بعد غيابه عن تحقيق الانتصارات لما يقارب الـ 3 مواسم.
وستعود عجلة الدوري للدوران من جديد في 14 يناير المقبل بعد قرار الاتحاد بترحيل الجولتين الاخيرتين من القسم الاول لتوفير متسع من الوقت لمنتخبنا الوطني الاول للاستعداد لبطولة الالعاب المصاحبة لـ «خليجي 19» المزمعة اقامتها في سلطنة عمان من 2 حتى 8 يناير المقبل.
حنين الابيض للدوري
على ما يبدو ان الحنين لمعانقة لقب بطولة الدوري بدأ يدب بقوة في نفوس لاعبي الابيض بعد فراقهم له في الموسمين الماضيين وايضا خروجهم من بطولات الموسم الماضي دون أي لقب على الرغم من قوة الفريق وامتلاكه العناصر الخبيرة التي يستحيل بها ان ينهوا الموسم دون لقب يزين خزانة النادي في كيفان.
وقياسا على المستوى الذي قدمه الابيض حتى الآن فهو يعد المرشح الاول والابرز لاضافة لقبهم السادس في تاريخهم على صعيد بطولات الدوري وذلك للمستوى المستقر الذي قدمه الابيض الذي تمكن من حسم جميع مبارياته بفارق مريح من النقاط دون صعوبة بفضل اللياقة البدنية العالية التي تميز لاعبي الابيض عن غيرهم من الاندية الاخرى، وكذلك انضباطهم التكتيكي الكبير بخطط المدرب المحنك الصربي زوران زوبيسيفيك الذي يعرف كيف يوظف طاقات لاعبيه بالشكل المناسب، لاسيما بعد انضمام البحريني احمد المطوع للفريق والذي اضاف قوة للابيض.
القادسية غير مقنع
لم تكن الانتصارات الثمانية التي حققها الاصفر ـ حامل الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بلقب الدوري (18 مرة) ـ مقنعة بالنسبة لقاعدته الجماهيرية العريضة، حيث افتقد الفريق عنصر الاقناع في الاداء طوال مبارياته وحتى انتصاراته كان يحققها بصعوبة بالغة وبفارق ضئيل من النقاط، لاسيما عندما واجه كاظمة والساحل والجهراء والعربي بـ «شق الانفس».
ودائما ما يكون اللعب الفردي السمة الطاغية على اداء الفريق في مبارياته، اذ دائما ما يلجأ لاعبوه للحلول الفردية التي دائما ما ترجح كفة الفريق، اضافة الى الحلول الفردية للاعبيه.
وكانت تعاقدات الادارة مع الاميركيين نورمان نولان ومايكل مارشال ناجحة وظهر الاثنان بمستوى اكثر من ممتاز.
الساحل لا يصمد طويلا
دائما ما يلعب الساحل دور الحصان الاسود الذي يبعثر الاوراق ويلخبط الحسابات بالنسبة للفرق المتصدرة، الا ان الفريق الحالي يفتقد للخبرة المطلوبة عند لقائه الفرق الكبيرة، حيث يعاني عجزا واضحا في كيفية الصمود والمقاومة وتجد اداء اللاعبين يختلف من مباراة لأخرى باستثناء المحترف الاميركي المميز ريكي هوكابي الثابت على نفس المستوى طوال المباريات العشر التي لعبها الفريق ودائما ما يشكل ريكي علامة فارقة في المباريات الكبيرة، الا انه يفتقد للمساعدة من قبل زملائه.
وكان الساحل قد انهى مبارياته في القسم الاول بفوزه في 6 مباريات كانت امام اليرموك والنصر والصليبخات والتضامن وكاظمة والشباب وتلقى الهزيمة من الكويت والقادسية والجهراء والعربي، وينتظر ان يتغير حال الفريق في القسم الثاني بعد عودة صانع العاب الفريق والمنتخب شايع مهنا، وذلك لالتحاقه بدورة عسكرية غاب على اثرها عن معظم مباريات فريقه في القسم الاول.
العربي متذبذب
سيحتاج العربي الى 32 عاما من جديد للفوز ببطولة اخرى نسبة الى الفارق الزمني بين آخر بطولتين حصل عليهما اذ فاز الموسم الماضي بلقب كأس الاتحاد وهو اللقب الاول له بعد فوزه بلقب الدوري موسم 76 - 77 اذا ما استمر لاعبوه في ادائهم الفاتر والمتقلب ليس من مباراة الى اخرى، بل في المباراة الواحدة احيانا على الرغم من التألق الواضح للاعب محمد محزم وعبدالمحسن خليفة في جميع المباريات، الامر الذي جعل الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني يتراجع عن قراره السابق 19».
وهناك علامات استفهام كبيرة تثار حول مستوى المحترف البحريني جاسم محمد في هذا الموسم الذي لم يقدم فيه مستواه المعهود الذي ظهر به في المواسم الماضية وغاب تماما عن لعب الدور الذي كان يلعبه في ترجيح كفة فريقه من خلال تميزه بتسديد الرميات الثلاثية، في المقابل قدم محترفا الفريق الاميركيان لامار وجيريل ساسر مستوى مقنعا نوعا ما.
طموحات جهراوية
لاشك في ان أبناء الجهراء سيتغير مركزهم بعد نهاية القسم الاول وايضا في نهاية القسم الثاني للحصول على مقعد في المربع الذهبي وذلك لخوض الجهراء مباريات اقل من العربي والساحل، وتنتظر الفريق مباراتان في غاية الاهمية بالنسبة لمشوار الفريق في الدوري امام الكويت وكاظمة على التوالي.
ويعتبر الجهراء من الفرق المرشحة للعب دور رئيسي في الفوز بلقب الدوري قياسا على امتلاكه اكثر من لاعب في مستوى ممتاز على صعيد المنتخبات منهم عبدالعزيز ضاري ومحمد المطيري ونايف الصندلي والمحترف الاميركي جمال سيدرك، الا ان ابرز نقاط ضعف الفريق تتمثل في عدم وفرة النجوم التي باستطاعتهم قلب الموازين في حال نزولهم الى الملعب، وايضا يعيب الفريق ضعف معدل التسجيل للاعبي مركز صانع الألعاب.
كاظمة خيب الآمال
تحوم علامات تعجب كثيرة حول مستوى الفريق الكظماوي الذي استبشرنا ان يعود بنا الى ذكريات الزمن الجميل، زمن النجوم امثال اسعد البنوان (الرئيس الحالي للنادي) وصلاح الميال وناصر بوشناق ومحمد نصيب وخالد نجم وغيرهم من الاسماء التي كانت تشكل العصر الذهبي لـ «سلة البرتقالي» في منتصف الثمانينيات حتى منتصف التسعينيات وحققوا خلال هذه الفترة لقب الدوري في 5 مناسبات منها 4 على التوالي.
وتزخر صفوف الفريق حاليا بالمواهب والامكانيات التي بامكانها تحقيق المراكز المتقدمة مع تواجد فهد الرجيبة وعبدالعزيز الربيعة ومحمد اشكناني واحمد البلوشي وعبدالرحمن وفهد العلي والاميركي ديريك ترايفر.
ولم تقصر الادارة في تأمين افضل اعداد للفريق في رحلة تجهيزه للموسم الحالي اذ انطلقت التدريبات في وقت مبكر من الصيف تلاها اقامة معسكر تدريبي خارجي في البحرين قبيل انطلاق الدوري بايام معدودة، الا ان الخلل على ما يبدو غامض ويحتاج لعلاج من قبل الادارة الكظماوية الخبيرة.
الصليبخات مفاجأة الموسم
كان المستوى الجدير بالاحترام الذي ظهر به فريق الصليبخات صاحب المركز العاشر قبل الاخير مفاجأة بالنسبة للفرق الاخرى فبعدما كان ملازما بشكل دائم للمركز الاخير في السنوات الماضية، بات في هذا الموسم «بعبعا» لفرق الوسط التي كانت تعول كثيرا على النقاط التي تحصل عليها من الصليبخات، ويبدو ان المدرب الوطني القدير يوسف السليم قد نجح في هدفه الذي سعى اليه بعد تسلم قيادة دفة الفريق والذي تمثل في كيفية تكوين فريق ينافس ولا يهزم بسهولة.
في المقابل كانت الفرقصاحبة المراكز من السابع حتى التاسع وهي النصر واليرموك والتضامن على التوالي بحاجة الى المزيد من العمل لتحسين مراكزها في لائحة الترتيب.
الشباب يستحق الإشادة
يعتبر فــــريق الشباب من الفرق الحديثة بالنسبة لمنافسات دوري الكبار وذلك يعــــــود لغياب الفريق عنها منذ عام 95، وقــــــامت ادارة النادي باعادة اللعبة عـــــلى صعيد الدرجــــة الاولى في هذا الموسم واجـــرت تحركاتها في استقطاب عدد من اللاعبين من الاندية الاخرى وايضا التعاقد مع محترفين بمستوى جيد هما الاميركي دارن ترايفر والنيجيري ايبو ابراهيما، والمراقب لنتائج الفريق على الرغم من تلقيه الهزائم في جميع مبارياته يتوقع ان يتغير حال الفريق في المستقبل من خلال الاهتمام الكبير الذي توليه الادارة للفريق.
الانباء
|