تنافس قوي وصراع عنيف شهدهما الدوري العام لكرة السلة لدخول المربع الذهبي، لكن الكويت والقادسية كانا الأبرز، بينما تتنافس أندية الجهراء والعربي والساحل والنصر وكاظمة على المراكز الأخرى.
شهدت منافسات بطولة الدوري العام لكرة السلة تنافساً شديداً وصراعاً عنيفاً، من أجل المنافسة على المراكز الأربعة الأولى المؤهلة للمربع الذهبي الذي سيحدد بطل الدوري. والغريب في الامر حتى انتهاء الجولة الثانية عشرة، ان المستوى الفني لم يرتقِ الى المطلوب، لاسيما ان الاستعدادت للبطولة جاءت على اروع ما يكون سواء في المعسكرات الخارجية او التعاقد مع محترفين اكفاء، هم الأبرز في المنطقة، فالمنافسة التي شهدتها البطولة جاءت بسبب تقارب المستوى وليس تطوره، ولعل ابتعاد الكويت والقادسية بالصدارة عن اقرب منافسيهما العربي والساحل والجهراء والنصر وكاظمة خير دليل على ذلك، وفي قراءة في اوراق البطولة نجد ما يلي:
تألق العميد
برز الكويت (العميد) بشكل ملحوظ، وقدم مستوى رائعا يرشحه بقوة لإحراز اللقب، فالابيض فاز في كل مبارياته بسهولة مطلقة، باستثناء مواجهته مع البرتقالي، وتميز لاعبوه باللياقة البدنية العالية، التي كانت اهم اسباب التألق، إضافة إلى اتقانهم طريقة الدفاع الضاغط (رجل لرجل) بشكل ممتاز، والطرق الدفاعية مع الاعتماد على الهجوم السريع، وكانت لفترة الاعداد التي خاضها الابيض في لبنان مفعول السحر في تقدم المستوى وانسجام اللاعبين، واذا كان العميد هو الأبرز، فان جهازه الفني هو الأبرز ايضاً بين الاجهزة الفنية، إذ يقوده المدرب الصربي زوران، ويضم الأبيض بين صفوفه محترفين متميزين، هما الأميركيان ايرا كلارك وأندريه بيتس، اللذان يشكلان مصدر خطورة للفرق المنافسة، خصوصاً ان الثنائي من الصعب ايقاف تحركاته، اما عن البحريني احمد المطوع فحدّث ولا حرج، فالمطوع برز بقوة في المباريات السابقة سواء في المتابعة تحت السلة او في التسجيل والاختراق، هذا غير اكتظاظ الفريق بعدد وافر من اللاعبين الوطنين الاكفاء.
القادسية غير مُقنِع
على الرغم من مشاركة الأصفر الكويت في الصدارة، وفوزه في كل مبارياته حتى الآن، فإن الفريق لم يقدم اوراق اعتماده هذا الموسم بعد، اذ لم يستطِع حسم مواجهاته امام الساحل والجهراء والعربي وكاظمة إلا في الدقائق الأخيرة، فقد لعبت الطريقة الدفاعية (الزون دفاع المنطقة) التي يتقنها لاعبو الأصفر جيداً الدور الكبير في حسم تلك اللقاءات، وجاء تعاقد إدارة الفريق مع المدرب المقدوني جوردانكو ديفيد باكوف خلفاً لليتواني داريس سيرتاتيس الذي اقالته الادارة بعد الجولة الثانية، لعدم رضاها عن المستوى، وعلى الرغم من انخفاض مستوى الفريق، فإنه كسب لاعباً مميزاً هو الناشئ ناصر الظفيري الذي قدم مستوى جيدا أثار إعجاب المدير الفني للازرق الصربي زوران، الذي قام باستدعائه لتمثيل الأزرق في بطولة الألعاب المُصاحبة لـ«خليجي 19»، وقد كان الأصفر محظوظا بتعاقده مع المحترفين الأميركيين مايكل مارشال ونورمان نورلان، اللذين لفتا الانظار اليهما بشدة، لكن على الجهاز الفني العمل بقوة من اجل اعادة المستوى الحقيقي للفريق، الذي لن ترضى جماهيره بديلا عن الانتصارات.
الساحل يعتمد على الروح
«الروح» هي السلاح الحقيقي لفريق الساحل هذا الموسم، مما يمنحه الفوز في مبارياته، فالفريق يضم لاعبين صغار السن يغلب عليهم طابع الحماس في الاداء، ولعل فوز الفريق في مباراته مع كاظمة بعد وقتين اضافيين خير دليل على ذلك، فلم يستسلم الفريق طوال المباراة رغم تخلفه بفارق 12 نقطة، وظل يقلص الفارق حتى حسم الفوز لمصلحته، وقد برز من الساحل بشكل كبير محترفه الأميركي ريكل في الاختراق والتسجيل والمتابعة، بينما لم يظهر مواطنه طومسون بالمستوى المطلوب، مما دفع الادارة الى الاستغناء عنه، وكان للاعبين صالح يوسف وعبدالله الشمري واحمد فالح دور كبير في نتائج فريقهم الايجابية، كما ان خسارتي الفريق اما الجهراء والعربي على التوالي كانت لهما اسباب مبررة، هي عدم مشاركة صانع العاب الفريق والمنتخب الوطني شايع مهنا بسبب دورته العسكرية.
غياب العربي
لم يظهر العربي بالمستوى الذي تتوقعه جماهيره حتى الآن، وتفاوتت نتائجه من مباراة لأخرى، فخسر من كاظمة، ثم فاز على الجهراء، وخسر مجدداً بنتيجة ثقيلة امام الكويت، ثم على يد القادسية بفارق نقطة واحدة في مباراة كان هو الأقرب بها إلى الفوز لولا تسرع محترفه الأميركي ساسر في تسديد الكرة الأخيرة بطريقة عشوائية، ويبدو ان عودة الفريق إلى البطولات في الموسم السابق بعد فوزه بلقب كأس الاتحاد، بعد غياب عن منصات التتويج استمرت 30 عاما، وضعته تحت ضغط عصبي شديد، وبرز فيه اللاعبون عبدالمحسن خليفة ومحمد محزم والمحترف الأميركي لامار، والاخير برز بشكل ملحوظ حيث كان سبباً رئيسياً في فوز الفريق على الجهراء والساحل، بينما هبط مستوى محمد المطيري والبحريني جاسم جمعة والأميركي جيرل ساسر بشكل ملحوظ، وتنتظر جماهير الأخضر الكثير من مدرب الفريق الأميركي جيمي انجلي، خصوصاً في استغلال صانع الألعاب المتألق فهد الرباح جيداً، والذي يشركه المدرب في غير مركزه.
الجهراء جدّد دماءه
جدد فريق الجهراء دماءه بعد اعتزال اللاعبين المخضرمين حمد السهو وفهد السلامة اللعب، ليتم الاعتماد على توليفة من اللاعبين اصحاب الخبرة وصغار السن، أمثال عبدالعزيز ضاري ونايف الصندلي وبدر العثمان ومحمد ناصر المطيري وصانع الألعاب يحيى كليب، ونجحت هذه التوليفة في تقديم مستوى جيد، وترجع خسارة الفريق على يد العربي الى إصابة لاعبه المميز محمد المطيري، أما الخسارة امام القادسية فترجع الى عدم توفيق اللاعبين في الرميات الثلاثية، بعد أن لعب الاصفر باسلوب «الزون دفاع المنطقة»، ليُجبر لاعبي الجهراء على التصويب من خارج المنطقة، ويحتاج الجهراء الى محترف يجيد الرميات الثلاثية، علماً بان الفريق قدم عروضاً ومستويات جيدة، بفضل التوظيف الجيد لامكانات لاعبيه من قبل الجهاز الفني الذي يقوده المدرب محزم العتيبي.
الإصابات أضرّت بالنصر
لعبت الإصابات دوراً كبيراً في هبوط مستوى النصر وتردي نتائجه، اذ غاب عنه علي العدواني ومحمد سعود المطيري منذ الموسم السابق، وهما اللاعبان اللذان يشكلان مصدر قوة تحت سلة المنافسين، كما جاءت اصابة المحترف الأميركي كيرتس في معسكر الفريق بالقاهرة، لتضع الفريق في موقف لا يحسد عليه لهبوط الروح المعنوية للاعبين، مما اثر في نتائج الفريق، وبتعافي الأميركي كيرتس من الاصابة عاد الفريق الى الفوز على كاظمة، ليعلن انه عاد بقوة الى المنافسة على دخول المربع الذهبي، وستكون عودة علي العدواني بعد اسبوع قوة إضافية للفريق، ليعود النصر إلى مستواه الحقيقي.
كاظمة متذبذب
قدم كاظمة عرضاً قوياً في انطلاق الموسم امام العربي، ونجح في حسم النتيجة لمصلحته، لكنه خسر امام الكويت والقادسية «بصعوبة»، ثم عاد وخسر بسهولة امام الساحل والنصر، وهذا يؤكد ان البرتقالي مستواه متذبذب، والفريق قادر ولديه الافضل، لكنه يحتاج الى «وقفة جادة» من ادارة النادي حتى تعود الامور إلى نصابها السليم، واكد محترف الفريق الأميركي دارك انه صفقة رابحة، نظراً لظهوره بمستوى ثابت في كل المباريات، ويمتلك البرتقالي لاعبا واعدا هو احمد البلوشي الذي يعتبر افضل عناصر الفريق واكثرهم تسجيلاً للنقاط في مباريات الفريق.
تراجع مستوى التضامن
تراجع مستوى التضامن بشكل ملحوظ عن الموسم المنصرم، على الرغم من ضم الفريق لاعبين اكفاء مثل حمود الهجرس وعلي الحاج، بالاضافة الى العناصر الاخرى كالأخوين فهد ونواف الظفيري اللذين يتمتعان بمستوى عالٍ في الاختراق والتسجيل وإجادة الرميات الثلاثية، فعلى الرغم من وجود المدرب الوطني صاحب الخبرة حمد الهجرس على رأس الجهاز الفني للفريق، فإن الفريق لم يقدم مستواه الحقيقي، ويتعين على الجهاز الفني دراسة الأسباب التي ادت الى تردي الأوضاع في الفريق ومحاولة التغلب عليها.
تطور مستوى الصليبيخات
لم يعد الصليبخات ذلك الفريق يعتبره المنافسون فرصة جيدة لتجربة بعض الخطط اثناء مواجهته، نظراً للفوز عليه بسهولة مطلقة، فالصليبيخات تطور مستواه بشكل لافت للنظر، وبات المنافسون يحسبون له الف حساب عند مواجهته، وحقق الفريق هذا الموسم الفوز على الشباب واليرموك، وكان للمدرب المخضرم يوسف السليم الدور الأبرز في الطفرة التي تحققت، كما كان للمحترف الأميركي يوسف عبدالعزيز دور مهم في النتائج الايجابية، نظراً لتمتعه بمهارات عالية في التسجيل والاختراق والمتابعة تحت السلة، ويضم الفريق العديد من العناصر الشابة كناصر شاهر وثامر جدوع ومنذر العنزي.
اليرموك... مستوى متفاوت
اتسم مستوى أداء اليرموك بالتذبذب، فالفريق قدم مستويات جميلة على الرغم من خسائره، حيث كان اليرموك نداً قوياً في بعض المباريات التي خسرها، بيد ان خسارته امام الصليبيخات غيرت كثيراً صورة الفريق لدى الفرق والإعلام، فالفريق حصل على المركز الثالث بكأس الاتحاد في الموسم السابق بقيادة مدربه الوطني عبدالرحمن حسين، وهو قادر على ان يقدم الكثير وافضل من المستوى الحالي، وذلك بعد ان تقوم إدارة الفريق بتقديم بالاهتمام به أكثر، والتعاقد مع محترفين على مستوى عالٍ، حيث لم يقدم المحترفان النيجيريان للفريق شيئا في الجولات السابقة، كما ان الفريق يملك صانع العاب مخضرما هو احمد صفر الذي عادة ما يكون نجم الفريق في المباريات.
الشباب لم يستوعب التجربة
على الرغم من التجهيزات الكبيرة التي قدمها مجلس الإدارة للفريق من إقامة معسكر داخلي تلاه مباشرة معسكر خارجي في العاصمة البحرينية المنامة، والتعاقد مع محترف اميركي وآخر نيجيري، فإن الفريق لم يستوعب التجربه في دوري الدرجة الأولى فهو حديث الدخول، ولم يقدم مستوى مقنعا حتى الآن، إذ خسر كل مبارياته وكانت نتائجة دائماً ضعيفة لا تتعدى الخمسين نقطة.
الحكام
جاء مستوى التحكيم متفاوتاً حتى الآن، اذ تفاوت مستوى التحكيم من مباراة لاخرى، بل يمكن القول ان المستوى تفاوت من وقت لآخر في المباراة، ويعد الحكم الدولي احمد العصفور الأبرز بين الحكام، اما الحكم عابر العابر فكان بمنزلة عنصر تأزيم للمباريات التي شارك في إدارتها.
الجريدة
|