كم هو صعب على الإنسان عندما يفقد شخصا عزيزا ومقربا عرفت فيه قمة الأخلاق والتواضع والقلب الطيب، وهذا يعني ان الحزن سرق جزءا كبيرا من حياتك، والرحيل ليس مجرد كلمة تنتهي بها الجملة، لأن في زمننا هذا من المستحيل حين نفقد شخصا عزيزا أن نعوضه.
فقد رحل عنا المرحوم صالح عبدالله نجم النادي العربي والمنتخبين الوطني والعسكري، الذي كان يعتبر أفضل ظهير عرفته الكرتان الكويتية والخليجية، حيث انضم الى النادي وعمره 17 سنة، وفي فترة الستينات والسبعينات كان لاعبا مميزا يتسم بالفاعلية دفاعا وهجوما، فكان ممولا أول للمهاجمين بالكرات الخطيرة التي تمثل ازعاجا للمدافعين وتهدد حراس المرمى، بل انه جعل من الجهة التي يتواجد فيها طريقا سالكا ولا يسمح للمطبات بان تعرقله أو تحد من انطلاقاته أو تمريراته ، وكان في ذلك الوقت أفضل جناح أو ظهير، لم تنجب ملاعبنا في وقتنا الحالي مدافعا يتميز بموهبة المرحوم صالح عبدالله، وكانت 80 في المائة من رفعاته وتمريراته العرضية تمثل خطورة على مرمى الفريق الخصم، مما جعل المدربين يضعونه أول اختياراتهم في مركز الظهير، خصوصا ان امكاناته الهجومية كانت أكبر فاعلية من الدفاعية، وهذا الشيء لا يكون في أي ظهير متواجد في ملاعبنا في الوقت الراهن، فقد عرفته الملاعب بإخلاصه وبالروح القتالية وولائه للفانيلة التي كان يرتديها، سواء في النادي أو المنتخب، كما كان مخلصا لزملائه.
ذكراك ستظل في القلب يا بوعبدالله، وهذه سنّة الحياة فكل نفس ذائقة الموت.. رحم الله صالح وأسكنه فسيح جناته.
فاضل الرئيس
fadhelalrayis@yahoo.com
القبس
|