اليسار الداخلي
اليمين الداخلي

الثلاثاء 03 فبراير 2009 10:00 مساءً,

 

كتب :     

المشاهدات : 821

 
   

كتب مشعل العبكل : المستوى المتواضع الذي قدمه محمد جراغ مع منتخب الكويت في بطولة كأس الخليج التاسعة عشرة لكرة القدم، والتي اقيمت الشهر الماضي في العاصمة العمانية مسقط، يؤكد ان هناك شيئا ما خطأ في الخريطة الجينية الكروية الكويتية، فهذا اللاعب الذي توقع له خبراء اللعبة عند بزوغ شمسه في المستطيلات الخضراء، ان يكون الامَلِ المُرجَّي،
وطلعة الفرج القريب لكرة القدم الكويتية، ورقما صعبا في منطقة الوسط بل موسيقارها بلا منازع نظرا لما اظهره من جهد اعطاه صفة المتفاني ومن مهارة اعطته لقب المهندس لهذه المنطقة التي تدار منها العمليات وتعد مركز التمويل والامداد، وفوق كل هذا وذاك من يشغل احد مراكزها يصبح رمانة الميزان في كل فريق اذا سيطر عليها كسب واذا افلتت منه خسر. جراغ بدأ في العد التنازلي لمستواه خلال الموسم الاخير رغم انه المفروض ان يكون في هذه الفترات في تمام نضجه حيث لم يتخط عمره بعد الـ (26) عاما، وهو امر مستغرب ليس جراغ فقط ولكن في لاعبي كرة القدم الكويتية الذين ينطفئون في وقت التوهج، ويتراجعون في لحظات التألق، وينسحبون في وقت التقدم، بعكس كل اقرانهم من لاعبي المستديرة الساحرة في مختلف دول العالم حيث يكونون بهذا العمر في ازهى فترات حياته في الملاعب. بكل تأكيد ان محمد جراغ هبط مستواه الى حد مفزع الى الدرجة التي عجز فيها عن تسجيل حضور لائق بتاريخه في «خليجي 19» حيث لم يلمس الكرة في الاوقات التي لعبها في مباريات «الازرق» في المونديال الخليجي الا 20 مرة، خرجت من قدمه 6 تمريرات بالشكل الصحيح، والباقي كطلقات « الشراقي» علاوة على انه لم تكن له اي بصمة في الاهداف التي سجلها المنتخب في البطولة. وياليت الامر اقتصر على التراجع في المستوى الفني ولكن امتد الى لياقته البدنية، حيث ظهر عليه الارهاق والتعب وهذا ما انعكس سلبيا على تركيزه ودقة تمريره واختياره لمواقع التسلم الجيد والتسليم المريح اي بمعنى ادق ضاقت مساحة الرؤية امام عينيه، وهذه اشياء تعني في علم النفس الرياضي بان جراغ يعاني. ومعاناة جراغ ربما تنحصر في اسباب مادية او معنوية او نفسية وهذا دور النادي لعلاجها حتى لاتخسر كرة القدم الكويتية لاعباً في حجم جراغ وجوده وان حضر بكامل لياقته البدنية والمزاجية يعني الكثير لفريقه ولوطنه الذي يفتقد منتخبه الوطني الى مثل هذه النوعية من اللاعبين في خط الوسط وهي معاناة «الازرق» بل الاندية الكويتية نفسها والتي ذهبت الى تعويض هذا النقص بالتعاقدات الخارجية مع اللاعبين المحترفين. لا نريد ان تقول الجماهير لجراغ «اسالك الرحيل» او «باي باي... مع السلامة» وهي حتما ستقولها اذا لم يقف اللاعب مع نفسه وقفة صدق، يقيم فيها تجربته... اين كان ؟ وكيف اصبح ؟ والى اي طريق يسير ؟ وايضا اذا تركه الاتحاد الكويتي للعبه وناديه دون التدخل لمعرفة سبب هذا التراجع، لان ماحدث لجراغ هو في النهاية نتاج لظروف الكل مشارك فيها. وحتما ما اصاب جراغ هو مرض كرة القدم الكويتية والذي اصاب العديد قبله , فتركوا الملاعب وهم في افضل احوالهم، وسوف يصيب العديد من بعده وايضا سوف يبتعدون دون سابق انذار، ومن ابرز اعراض هذا المرض، الاحباط، وغياب الحافز المجزي في زمن اصبح المال هو وقود اللعبة الشعبية الاولى في العالم، وافتقاد الاجهزة الفنية في المنتخبات والاندية لخبراء الاحمال المتخصصين، وتواضع الاهتمام بالاعبين صحيا وبدنيا من خلال الكشف الدوري لضبط نوعيات الاكل والجرعات التي يحتاجونها في الغذاء والتدريب وايضا الاخصائيين النفسيين الذين لهم الدور بل العبء الاكبر في تخفيف الضغوط النفسية والمشاركة في وضع حلول للازمات الشخصية. الراي
 



التعليقات

لا يوجد تعليقات


إضافة تعليق

 الاسم
 عنوان التعليق
 البريد الالكترونى

 التعليق

 كود التأكيد