تواصلت الإثارة والندية في دوري الدرجة الممتازة لكرة القدم، وبلغت أشدها بعد انتهاء الجولة التاسعة عشرة من الدوري، ولم يتحدد او يعرف بعد من هو البطل حتى الآن، مع بقاء جولتين سيتحدد من خلالهما حامل درع الدوري في الموسم الحالي المثير والطويل.
إذ شهدت الجولة الماضية استمرار مسلسل الكراسي الموسيقية مابين فريقي الصدارة القادسية والكويت حيث تمكن الاول من استعادة صدارته التي فقدها في الجولات الاربع الماضية لصالح الكويت الذي خطفها منه بتحقيق الاصفر فوزا ثمينا على حساب السالمية بهدف دون مقابل في حين فقد الكويت نقطتين سيندم عليهما كثيرا بتعادله الايجابي امام العربي بهدف لكل منهما، ولم ينتهز كاظمة فرصة الصعود الى الوصافة بسقوطه في فخ التعادل السلبي أمام الشباب، وحقق التضامن فوزا سيتغنى به كثيراً على النصر بهدفين لهدف ليؤمن موقفه بشكل كبير في البقاء بمصاف اندية الممتاز في الموسم الكروي المقبل.
الأصفر حقق الأهم
الفوز الذي حققه القادسية على السالمية يعتبر ذا قيمة كبيرة في الوقت الحالي الذي يخوض فيه معركة شرسة مع الكويت في سباقهما الناري نحو درع الدوري، والنقاط الثلاث التي خرج بها من المواجهة لا تقدر بثمن، وقد تنسي المتابعين ولو لفترة المستوى غير المقنع الذي قدمه في اللقاء.. فعلى الرغم من الفوز لم يظهر الاصفر بمستواه المعهود، ومن الواضح انه لايزال يعاني من آثار خسارته الاخيرة امام العربي والتي كادت تتسبب في قصم ظهره.. والفريق فنيا لم يقدم مستوى مقنعا ومن الواضح ان الضغط العصبي قد اثر على مستواه ويحسب له انه تجاوز ظروفه وخرج لاعبوه من الحالة المعنوية السيئة التي كانوا عليها وحققوا الاهم وهو النقاط الثلاث، على الرغم من المستوى الفني المتذبذب.. ومن الواضح ان مدربه محمد إبراهيم خشي من حالة الجمود التي تنتاب الفريق في مبارياته الاخيرة والهبوط الحاد في المستوى باعتماده على نفس اللاعبين فعمد الى جلوس بعض الاسماء الرنانة على مقاعد البدلاء والزج بعناصر لم تأخذ فرصتها الكافية وذلك لتفعيل خطوطه ولمعاقبة لاعبيه الذين كانوا اشباحاً في لقاء الاخضر على حد قوله، ومن حسن حظ الاصفر ان النتائج الاخرى كانت لصالحه وجعلته في الصدارة بفارق نقطتين عن اقرب منافسيه.
الأبيض «صابته عين»
يبدو أن فريق الكويت قد اصابته عين بعد سلسلة من النتائج الرائعة وتحقيقه انتصارا تلو الآخر في مبارياته الثماني الاخيرة مقرونة باداء وعرض فني متكامل.. فها هو الابيض يفقد 5 نقاط كاملة من مباراتيه الاخيرتين، فبعدما تلقى هزيمة امام كاظمة في الجولة الماضية تعادل ايضاً مع العربي في مباراة كاد ان يخرج منها مهزوماً لولا براعة حارسه خالد الفضلي وتصديه لركلة جزاء من قدم خالد خلف، وعلى الرغم من نزيفه للنقاط فالابيض وان لم يكن بمستواه في مواجهة كاظمة في الجولة الماضية إلا أن الحظ الذي انصفه في اللحظات الاخيرة امام الاخضر لم يكن معه طوال المباراة بشكل عام، وتفنن لاعبوه في اهدار الفرص المحققة خصوصا في الشوط الاول، ولعب مدربه الفرنسي بانيد بنفس تشكيلته المعتادة وزج بجميع اوراقه الرابحة اثناء المباراة دون ان ينال مراده، فاليوم لم يكن يومه.
البرتقالي يخفق
لم يستغل كاظمة النتائج والظروف التي صبت في مصلحته في الجولة السابقة، وخسر نقطتين امام الشباب متذيل الترتيب وفوّت على نفسه فرصة كبيرة في الحصول على النقاط الثلاث والتقدم الى المركز الثاني على حساب الكويت، وكأن الفريق لا يريد ان يتقدم بثبات.. فكلما تقدم خطوة الى الامام عاد في الجولة التي تليها خطوتين الى الخلف او يبقى في مكانه، وبالتأكيد سيعضّ الكظماوية اصابع الندم على ضياع نقاط المباراة.. فالبرتقالي عموما لم يكن هو ذاك الفريق الذي قدم اداء مبهرا امام الكويت وهزمه بثلاثية في الجولة السابقة، فكان اداؤه امام الشباب بطيئا في اغلب فترات المباراة، ويبدو انه تأثر كثيرا بطرد مدافعه فيصل دشتي واكماله المباراة بعشرة لاعبين بالاضافة الى استعجال معظم لاعبيه في احراز هدف، وكلما تأخر الهدف زادت عصبية ونرفزة لاعبيه حتى فقد نقطتين لم تكونا في الحسبان.
الأخضر صعب
استطاع العربي ان يكون هو صاحب كلمة الفصل بعدما خرج الفريق نهائيا وابتعد عن المنافسة على درع الدوري قبل جولتين وتفرغ الى عرقلة فرق الصدارة والوقوف حجر عثرة في طريقها، ولعب دور من يحدد البطل دون ان يكون منافسا، فبعدما هزم القادسية بثلاثية في الجولة الماضية اراد اكمال عرقلته للمتصدرين وخرج بتعادل امام الكويت.. ويريد الاخضر تسجيل كلمة واثبات نفسه قبل نهاية الدوري كفريق له وزنه حتى وهو خارج المنافسة، وكان له ما اراد.. فالاخضر لم يقدم شيئا يذكر خلال الشوط الاول وبقي مدافعا طوال الشوط ولكن ما اظهره في الحصة الثانية عكس ذلك تماما وقدم مستوى متطورا وفاجأ خصمه باندفاع هجومي، وكاد ان يخرج بنقاط المباراة كاملة لولا ركلة الجزاء المهدرة، وعانى خلال اللقاء من غياب نجميه محمد جراغ والسوري فراس الخطيب.
عموما ما قدمه الفريق خلال المباراتين الماضيين يثبت انه صعب المراس وبحاجة الى التنظيم واعادة حساباته فقط.
السماوي يبحث عن نفسه
لايزال السالمية يبحث عن نفسه في مبارياته الأخيرة، فالفريق يحاول ان يحصد عددا من النقاط يحسن بها مركزه ليستعيد به صورته الايجابية في بداية المنافسات على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها وافتقاده لعدد كبير من لاعبيه الذين يعتبرون اعمدة أساسية في الفريق الذي سعى في اللقاء الأخير الى مجاراة خصمه الأصفر، واستطاع ان يكون نداً له طوال المباراة، لكن قلة خبرة عدد من لاعبيه لم تسعفه على الرغم من المجهود الكبير الذي قدمه الفريق خصوصاً في المنطقة الخلفية، وبشكل عام صورة الفريق كانت أفضل من المواجهة السابقة أمام النصر والتي خسرها بثلاثية.
العنابي غايب
لم يكن فريق النصر في لقائه أمام التضامن بصورته المعتادة، حيث وجد لاعبوه صعوبة كبيرة في الوصول الى مرمى خصمهم الذي كان في قمة مستواه، وعانى الفريق من غياب لاعب وسطه طلال نايف الذي يعتبر مركز ثقل كبيرا في منطقة الوسط، وعاب الفريق البطء في نقل الكرة وهو الأمر الذي تسبب في هبوط المستوى العام للفريق وغيابه عن الظهور في أغلب فترات المباراة، وحتى الهدف الوحيد الذي سجله عبر مهاجمه البرازيلي كاريكا جاء في الدقائق الأخيرة.
التضامن حقق مراده
تمكن التضامن في مواجهته للنصر من الخروج بثلاث نقاط ثمينة للغاية في مشواره نحو البقاء في أندية الدرجة الممتازة في الموسم الكروي المقبل، واستطاع ان ينال مراده بعد ان قدم لاعبوه أفضل مبارياتهم في الموسم في مباراة تعتبر لها خصوصيتها مع النصر، وأظهر اللاعبون حماسا كبيرا داخل الملعب توجوه بفوز رفعوا به رصيدهم الى 15 نقطة في المركز السابع.
الشباب مجتهد
على الرغم من تضاؤل آماله في البقاء ضمن أندية الدرجة الممتازة، ففريق الشباب يستحق الاشادة بعد أن قدم مستويات جيدة طوال الموسم وأكمله باللقاء الأخير أمام كاظمة والذي من خلاله استطاع لاعبوه الوقوف سداً منيعاً والخروج بنقطة أمام فريق ينافس على الصدارة، ويحسب له اجتهاد لاعبيه وحماسهم داخل المستطيل الأخضر.
اوان
|