كتب ناصر الفضلي: كم كانت الجماهير العرباوية تمني النفس في اعتلاء فريقها منصة التتويج كبطل للدوري الممتاز لكرة القدم أمس الأول بدلا من غريمه التقليدي القادسية الذي حقق البطولة للمرة الثانية عشرة في تاريخه عن جدارة واستحقاق، بعد غياب البطولة التي حققها 16 مرة في تاريخه«رقم قياسي» عن عرينه منذ فترة ليست بقصيرة وتحديدا موسم 2001/2002.
ومما زاد في حسرة تلك الجماهير أن البطولة كانت في متناول فريقها هذا الموسم لولا تعثره أمام الشباب والسالمية والتضامن الأمر الذي أفقده أمام تلك الفرق 20 نقطة بالكمال والتمام كانت كفيلة بتتويجه لو حاز على نصفها على أقل تقدير.
في المقابل المتابع لنتائج الفريق يلمس أنه تمكن من حصد أغلب نقاطه البالغة واحد وثلاثين من فرق مقدمة الترتيب كالقادسية البطل وهزمه مرتين 2/صفر و3/صفر وكاظمة في مباراتين وبنفس النتيجة 1/صفر وتقاسم النقاط بالتساوي مع الكويت حينما تبادل الفريقان الفوز في القسمين الأول والثاني بهدف ثم تعادلا 1/1 في القسم الثالث.
أزمة اللاعبين
وتلك النتائج تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الأخضر قادر على تجاوز الفرق الصغيرة لكنه يعاني من مشكلات يجب على القائمين التغلب عليها أبرزها عدم احترام بعض اللاعبين للفريق الخصم والنظر إلى اسمه على حساب الجدية في الأداء والإخلاص للفانيلة الخضراء أثناء مواجهته، والمشكلة ليست وليدة الموسم الحالي بل منذ مواسم عديدة فالفريق تارة يهزم الكويت مثلا لكنه يخسر أمام الساحل في ثلاث مواجهات وهذا ما حصل قبل موسمين وتارة أخرى يهزم القادسية لكنه يقع أمام التضامن مع كل الاحترام والتقدير لأسماء الفرق المذكورة.
وهذه الحالة تحتاج إلى إعادة نظر من قبل مجلس الإدارة وأعضاء الجهازين الإداري والفني للتغلب عليها وتوفير سبل معالجتها في أسرع وقت، وإذا ما أراد القائمون حل تلك المعضلة فإنهم مطالبون في عدم مجاملة اللاعبين المقصرين واتخاذ القرار الحاسم في استبعاد المتعالين منهم مهما كانت إمكانياتهم الفنية لخلق عوامل الانضباط والالتزام والجدية والمثابرة في التمارين لنقل تلك العوامل أثناء أي مواجهة لأي خصم ومن ثم تجاوزه بنجاح للوصول إلى الهدف.
ومن ضمن العوامل الكفيلة بحل مشكلات الفريق بما أنه يزخر بكوكبة من النجوم الشباب الذين يعتبرون المخزون والثروة الحقيقية للزعيم في السنوات العشر المقبلة على أقل تقدير أمثال علي مقصيد وعبدالله الشمالي وعبدالله الحداد وأحمد مطر وحسين الموسوي وخالد خلف ومحمد جراغ ومبارك البلوشي، والملاحظ لتلك الأسماء يلمس جيدا أنها لا تضم مدافعين يمكن أن يكونوا دعما لهذه العناصر المميزة، من هنا يحتاج الأخضر إلى غربلة شاملة تتمثل باستبعاد بعض المدافعين الذين انتهت صلاحيتهم دون التطرق إلى ذكر الأسماء لأن المسؤولين والجماهير تعلمهم جيدا، وجلب آخرين من أندية محلية كما فعل نادي الكويت عندما ضم يعقوب الطاهر من اليرموك وسامر المرطة من السالمية ويوسف اليوحة من الفحيحيل ووليد علي من خيطان في حين استعان القادسية بنهير الشمري وفايز بندر من الصليبيخات ونواف الخالدي من خيطان بالإضافة إلى التعاقد مع مدافع خليجي سوبر لتطوير مستوى خط الظهر الذي يرتكب أخطاء فادحة في كل مباراة، ولعل أسلوب اللعب الذي لجأ إليه المدرب أحمد خلف«مضطرا» حد من هذه المشكلة عندما حول الخطة من 3-3-4 إلى 2-5-3، وذلك لعدم وجود محوري دفاع ذو إمكانيات عالية يساعدان في تطبيق الخطة الأولى، وساهمت تلك الخطة في تقليل نسبة الأهداف التي دخلت شباك شهاب كنوكني الذي تألق كثيراً في حماية عرين الاخضر وفي اكثر من مناسبة، فمشاركة ثلاثة مدافعين كمحور ساعد في تغطية احدهم للأخر داخل منطقة الجزاء ورغم ذلك شاهدنا سوء تمركزهم في بعض الاحيان وارتكبوا اخطاء كلفت الزعيم فقدان الكثير من النقاط.
مدافع سوبر
ولعل التعاقد مع مدافع خليجي سوبر يحد من تلك المشكلة بشكل كبير ويبدو البحريني سيد عدنان المحترف مع الخور القطري افضل الاسماء المطروحة لما يمتاز به من طول القامة تساعده في تسجيل الاهداف لفريقه الخور سواء من الركلات الثانية او الالعاب الهوائية وبإمكان المسؤولين بالنادي العربي متابعة عدنان في الدوري القطري وما تقدمه من مستويات عالية، بالاضافة الى ذلك الجهاز الفني مطالب بمنح الفرصة للمدافع الشاب احمد ابراهيم كابتن فريق 19 سنة بالنادي ومنتخب الشباب خصوصا ان لاعبين اصغر منه سنا يشاركون حالياً مع فرقهم كفهد حمود مدافع الكويت ويوسف ناصر وناصر فرج مع كاظمة ومحمد دهش مع الجهراء ومهما ارتكب ابراهيم من اخطاء دفاعية ولو اننا لا نراها ستكون كثيرة بحكم متابعتنا للاعب عن كثب فإنها لن تكون بفداحة التي ارتكبت في الموسم الحالي او المواسم الماضية من قبل المدافعين الحاليين. ويحتاج العربي الى محترف سوبر في خط الوسط على شاكلة البرازيلي توبانغو المحترف مع فريق الشباب والذي قدم مستويات عالية جدا وسجل العديد من الأهداف ويمتاز اللاعب في انه يستطيع تحويل دفة اللعب وبالنزعيتن الدفاعية والهجومية على الرغم من ضعف المساندة من زملاءه في خط وسط الشباب وذلك عوضا عن النيجيري ايما نويلا الذي لم يقدم شيئا يذكر وغاب اكثر من شهرين بسبب الاصابة ولم يستفيد منه الفريق لا من قريب ولا من بعيد إلا في مباراة المبرة اللبناني المتواضع فنيا بشهادة جميع المراقبين. وإذا ما ارادت الادارة العرباوية تطوير الفريق اكثر فعليها المحافظة على اللاعبان الظهير البحريني محمد حبيل والمهاجم فراس الخطيب لما قدماه من مستويات رائعة ساهمت في النتائج الايجابية المحدودة للفريق وبشكل لا يختلف عليه اثنان بالرغم من الخلل الواضح في الاداء الجماعي في خط الوسط وتحديدا في منتصف ملعب الخصم حيث تغيب الامدادات الهجومية والحلول الجماعية لاختراق دفاعات الخصوم.
والمسؤولون في القلعة الخضراء مطالبون بعدم الاكتراث الى الآراء المطالبة بالاستغناء عن الخطيب بعد ان ابدت استعدادها لجلب ثلاثة محترفين في المبلغ الذي طالب به النجم السوري لتجديد عقده للموسم المقبل والذين قد يكونون على شاكلة نينا وبينا وايما نويلا وعلى اعتبار آخر هو ان الخطيب لا يزال لديه الكثير، اذ لم يتجاوز سنه الستة والعشرون ربيعا ويمتاز بالمهارة والسرعة والتهديف ولكم ان تتصوروا غيابه عن هجوم العربي مستقبلا.
عالم اليوم
|