كتب أحمد السلامي: انقشع غبار الانتخابات أخيراً وتم الإعلان رسمياً عن أسماء النواب الخمسون الجدد الذين يمثلون الأمة والذين يحملون على عاتقهم أمانة كبيرة ومهام جسام تكمن في تطوير البنية التحتية للبلاد والارتقاء بمستوى التعليم والنهوض بالصحة وتطوير الرياضة بالإضافة إلى تشريع القوانين وأمور أخرى لا يمكن عدها أو حصرها في مقال واحد.
كما إننا لسنا بصدد الحديث عنها، بل سيكون الحديث موجه لشخص النائب صالح الملا الذي نعتز به كأخ وصديق و رياضي سابق يتمتع بحب واحترام من قبل أهل الكويت قاطبة.
صالح الملا رجل وطني بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهو من المدافعين عن حقوق الإنسان، وحريص على المصلحة العامة، ولديه استعداد تام للتضحية من أجل وطنه، فهو من الرجال الأوفياء لهذا الوطن المعطاء، والذي أقسم بأغلظ الأيمان بأن يكون مخلصاً له ويفديه بالغالي والنفيس، وأن يعمل بجد واجتهاد من أجل رقيه وتطويره في شتى المجالات ليكمل مشوار من سبقوه ويصحح الأخطاء ويزيح العثرات بتعبيد الطرقات التي تحتاج إلى سواعد فتية وعقول نيرة للمساهمة في نهضة الكويت التي أهلكتها الصراعات السياسية والنزاعات المفتعلة من أجل المصالح والمكاسب الشخصية على حساب المصلحة العامة للبلاد، ولأننا موقنون أن صالح الملا هو رجل المرحلة المقبلة التي تحتاج إلى أناس أوفياء من أمثاله يعملون بكلل دون ملل، وبجد وإخلاص لدفعة عجلة الإصلاح والتنمية والمضي قدمً نحو فجر جديد طال انتظاره وآن أوانه.
النائب الملا هذا الشاب الطموح سيساهم مع بقية زملائه النواب في تصحيح الأخطاء وإقرار كل ما من شأنه الرقي بالبلاد والمنفعة للعباد، وهو سليل أسرة رياضية عريقة نكن لها كل تقدير واحترام، فهو ابن المرحوم محمد الملا رئيس النادي العربي السابق وأحد أبرز رجالاته ومن أصحاب الأيادي البيضاء الذين ساهموا في تطوير رياضتنا والنهوض بمستواها، وهو حفيد الملا صالح رحمه الله الذي ساهم بنشر العلم والعلوم والمعرفة، وأيضاً هو خليفة المرحوم الدكتور أحمد الربعي في الشؤون السياسية وجاء ليكمل مشواره من بعده ليساهم في تنمية البلاد من خلال تبني الأفكار والمقترحات والعمل على صياغتها وبلورتها على هيئة قوانين وتشريعات، و عرف عنه وقوفه مع الحق وإن كان ذلك على حساب نفسه، كما أن أجندته الانتخابية كانت مليئة بالأفكار والمقترحات والرؤى المستقبلية التي سيعمل على تقديمها والعمل على الدفع بها قدماً لإقرارها من أجل المصلحة العامة.
شهادتي في بومحمد مجروحة، فهو رجل المرحلة المقبلة ونتوسم فيه الخير خاصة في خدمة الرياضة والرياضيين وكانت له العديد من المواقف الحازمة فلم يتردد في الدفاع عن قضايا الأمة ولم يتهاون في الدفاع عن أي قضية وإبداء الرأي الحاسم بها و في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية بالإضافة إلى موقفه الجاد تجاه مشاكل الرياضة المحلية التي واجهها بقوة واقتدار مبدياً وجهة نظره ومعبراً عن رأي شريحة كبيرة من أهل الكويت الذين وثقوا به ومنحوه أصواتهم ليكون صوت الحق ليلقى بذلك الكثير من الترحاب والاحترام.
صالح الملا عقد العزم في المجلس القادم أن يعمل على إضافة تعديلات وتحسينات على القوانين الرياضية نظراً لوجود نواقص وقصور في بعض أركانها والتي تحتاج إلى بعض الضوابط ومنها ما يتعلق باشتراطات العضوية للجمعيات العمومية و الدفع باتجاه تخصيص الأندية الرياضية تخصيصا جزئيا كمرحلة أولى للوصول إلى التخصيص الكامل مستقبلا و إعادة النظر في دور اللجنة الأولمبية للحد من هيمنتها وسيطرتها على أنشطة لا يفترض أن تقع تحت اختصاصها، لكي تلعب اللجنة الأولمبية الدور المناط بها والمعترف به دوليا.
هذا التفاؤل المنهمر في هذه الأسطر سببه مصداقية هذا الرجل الذي صدق مع الله ومع نفسه وصدقه كل من أنتخبه ليقينهم أن صالح الملا رجل «قول وفعل» وتفاؤلهم برؤاه الانتخابية الطموحة التي وعد بالعمل من أجل تحقيقها بعد تفشي حالة اليأس بين أفراد المجتمع وعانينا منها جميعاً بسبب تردي وضع الخدمات في معظم وزارات الدولة وتعطيل العديد من المشاريع الاقتصادية والتنموية بسبب تقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، وهو الأمر الذي عاد بشكل سلبي جداً على الإنسان البسيط الذي عانى من الزيف والخداع بسبب من باع الوهم للمواطن على اعتبار أنه حقيقة ليكتشف بعد سنوات عجاف أنه الخاسر الأكبر في معركة المصالح الشخصية التي عمل البعض على تزيينها وتزييفها من خلال الخطابات الرنانة التي يمكن للجميع وصفها بأنها مجرد شعارات فارغة ووصف الكتابات بأنها «كلام جرايد» لا يغني ولا يسمن من جوع، لكن روح التفاؤل والأمل عادت بعودة صالح الملا وغيره من زملائه الشباب الطموحين وكذلك دخول 4 سيدات فاضلات كسرن حاجز سيطرة الذكور على المقاعد البرلمانية لما يزيد عن خمسة عقود متتالية إنجازاتهم لم ترتقي لمستوى الطموح.
أحمد السلامي
كاتب و صحفي في جريدة القبس
|