بريقُ اللون الأخضر وتوهجه بدأ ينطفئ شيئاً فشيئاً بعدما اعتادت الجماهير الرياضية أن يكون اللون الأخضر مرتبطاً بالإنجازات والبطولات، بات اللون الأخضر مرتبطاً بالهزائم المتكررة والليالي الحزينة ويبدو أن الأفراح والليالي الملاح قد ولت من دون رجعة، فمن خلال سلسلة النتائج السلبية والمخزية، التي ملأت قلوب محبي القلعة الخضراء بؤساً وحزناً على حال ناديهم العربي.
تلك الإخفاقات المتكررة مسحت «جمال» وروعة اللون الأخضر، لون زعيم البطولات والإنجازات.
السيد رئيس النادي العربي الرياضي جمال شاكر الكاظمي اسمح لي في بداية مقالي هذا أن أقولها لك بكل صراحة وبكل تجرد «لـم تُحسن الاختيار»، فمن الواضح أن اختيارك لقائمتك الانتخابية في الانتخابات الأخيرة كان يهدف الى تحقيق النجاح في الانتخابات فقط لا غير، ومن دون النظر نهائياً للتخطيط لمصلحة النادي بعد النجاح في الانتخابات، ومن دون النظر إلى وضع خطة تصورية واضحة لقيادة النادي، فمن الواضح أن السلبيات ذاتها تتكرر وتُعاد منذ سنوات، ولا أجد هناك أي عذر ألتمسه لكم، فقد يكون سوء التوفيق عاملاً مؤثرا مع فريق أو فريقين لتحقيق البطولات، ولكن أن تغيب جميع فرق النادي وفي مختلف الألعاب عن تحقيق أي بطولة رسمية، فهذا ما لا يقبله العقل والمنطق. فالخلل واضح وضوح الشمس، فهناك قصور كبير من الجانب الإداري، فآلية العمل في النادي والمبنية على المجاملات في المقام الأول قد أكلت كل ما هو جيد ومميز.
لم نسمع يوماً من الأيام أن هناك عجزاً مادياً في ناديي القادسية والكويت، ولم نسمع يوماً من الأيام أن الأزمة الاقتصادية أثرت في أحد الأندية الرياضية في دولة الكويت باستثناء العربي، ولم نسمع أن لاعباً أو مدرباً لم يتسلم راتبه من عدة أشهر إلا في النادي العربي، لنقُلْها بكل صراحة الأزمة المادية في النادي العربي سببها هو جمال الكاظمي، لأنك أنت طوال تواجدك على كرسي الرئاسة من خلال تسع سنوات لم تجد حلا لها على أقل تقدير من خلال إدخال بعض رجال الأعمال معك في مجلس الإدارة، ومع العلم أنك ذكرت للمقربين منك أن المادة لن تشكل أي عائق للنادي من خلال وجودي كرئيس لمجلس الإدارة، وكأن الأزمة الاقتصادية لا تأثير لها أثناء فترة تسجيل وتجديد اشتراكات أعضاء الجمعية العمومية.
واعلم يا بوطلال أن اللعب على وتر فراس الخطيب لم يعد مجديا، فالخطيب نجم خطير ولا غبار على ذلك، ولكن «تضخيم» مسألة التعاقد معه لذر الرماد في أعين محبي النادي العربي لن يجدي هذا الأمر نفعاً لتغطية أخطاء وسلبيات النادي المتعددة، فالتعاقد مع الخطيب لن يجعلنا نرتقي في كأس التفوق، ولن يجعلنا نتعاقد مع محترفين «سوبر» آخرين في جميع الألعاب، ولن يجعلنا نحصد الدوري الذي غاب عنا لتسع سنوات متتالية، ولن يجعلنا نقيم معسكرات خارجية لفرق النادي، ولن يجعلنا نُبعد المحسوبية والمجاملات في النادي العربي.. الخ.
ومن واقع المسؤولية الملقاة على عاتقك كرئيس للنادي أن تقف مع فرق النادي المختلفة في حال الفوز أو الخسارة، فالهروب عند الخسارة أمرٌ معيب، واعلم أن تطوير الفرق الرياضية في النادي وصناعة النجوم هما من واقع مسؤولياتك لأن «بقاء الحال من المحال»، فما بعد رحيل كنكوني ومُراد وجراغ وعبدالله جاسم سوى الحسرة على أيامهم، لتكن الدموع وحرقة الجماهير دافعاً كبيراً للعمل والإنجاز، ولكونك المسؤول الأول في النادي يجب أن تحل الخلافات الداخلية، ولعل من أهم مسؤولياتك كرئيس للقلعة الخضراء هو أن تتحمل مسؤولية نتائج فرق النادي والإخفاق قبل الإنجاز، فالإخفاقات المختلفة لجميع فرق النادي وفي جميع مراحلها السنية لا بد أن يكون لها سبب، وثق تماماً بأن تحمل المسؤولية صورة من أكبر صور الشجاعة والجسارة، فأنت المسؤول الأول والأكبر في النادي ويجب أن تتحمل، لأن قدر نادينا أنه نادٍ كبير وجماهيري، فيجب أن يكون كل شيء كبيرا.
ويبقى هاجسنا الأخير وهاجس كل «العرباوية»، ولا أبالغ إذا قلت كل الرياضيين، متى سيعُود بريق وتوهُج اللون الأخضر، متى ستعود للزعيم هيبته، متى سيعود جمال العربي يا بوطلال ؟!
وفي الختام، لنطرح نحن -العرباوية- تساؤلاً بسيطاً: ماذا حققت فرق القادسية والكويت وكاظمة في كل الألعاب والمراحل السنية؟ وماذا حققنا نحن؟!
بقلم: فهد سيف الفهد
* عضو الجمعية العمومية في النادي العربي الرياضي.
جريدة القبس
|