كتب مطلق نصار : وأخيرا قرر لاعب العربي المحترف السوري فراس الخطيب اتخاذ الخطوة الشجاعة بإنهاء عقده وعدم التجديد للعب مرة اخرى في صفوف النادي العربي بعد 6 مواسم كروية حافلة بالانتصارات والاخفاقات وان كانت الاخفاقات اكثر مسجلا اكثر من 120 هدفا.. وهو ما لم يحققه اي محترف لعب في الدوري الكويتي.
فراس الخطيب قرر الرحيل وأحسن ما فعل حتى يعود العربي لانتصاراته وبطولاته السابقة ويذوق طعم الفوز بأم المسابقات المحلية والعالمية (بطولة الدوري العام) التي غابت عن خزينة الاخضر منذ فترة طويلة واستمر ذلك حتى في ظل وجود فراس الخطيب.. يجب ان يعرف الجميع ان النادي العربي والقلعة الخضراء هي من صنعت نجومية فراس الخطيب وليس العكس، فالعربي يبقى قلعة كبيرة قدمت العديد من نجوم الكرة الدوليين ولعب بصفوفها عدد آخر من اللاعبين المحترفين وحقق بعضهم بطولات كروية اكثر بكثير مما تحققت من خلال وجود فراس مع الفريق..
من ايام طه بصري وسمير محمد علي وعلي السيد مرورا بكلاديو وتوفيق بلاغة ومنصور اياندو وتوريه بصلة ومحمد الاستاد وطلال خلفان.
***
ما نريد ان يفهمه فراس الخطيب وغير فراس من اللاعبين المحترفين الذين تشرفوا بارتداء الفانيلة الخضراء او الذين في طريقهم لارتدائها ان النادي العربي باسمه وتاريخه وانجازاته وبطولاته وجماهيره الكبيرة باق.. باق.. والآخرون زائلون.. الزعيم حقق بطولات كروية وخصوصا فترة الثمانينيات، بطولات كروية لم يحققها اي ناد كويتي آخر ومن دون ان يشارك معهم اي لاعب محترف لا عربي ولا اجنبي. وانا شخصيا اسعدني جدا قرار فراس الخطيب بعدم تجديد عقده مع الزعيم حتى يتنفس اللاعبون والفريق بأكمله الصعداء و«يشموا شوية هوا»، ويعيدوا الثقة لانفسهم كقدرات وامكانيات فنية - وحساباتهم من جديد ويفندوا مقولة ان العربي لا يفوز في مباراة او بطولة الا بمدى المجهود الذي يبذله فراس والمستوى الذي يقدمه ويظهره في المباراة وانه الوحيد الذي يعرف طريق المرمى ويسجل الاهداف وان كان ذلك حقيقة يجب علينا عدم انكارها ولكنها جاءت ايضا بسبب تمريرات جراغ ومقصيد وعبدالقدوس وخالد خلف وحسين الموسوي ومحمد حبيل هذا اولا.
***
ثانيا ان لاعبي العربي اصبح لديهم قناعة غير حقيقية انهم اذا ارادوا تسجيل هدف يجب ان يبحثوا عن الخطيب لكي يمرروا له الكرة للوصول الى المرمى، بمعنى ان معظم لاعبي الفريق وخصوصا لاعبي الوسط والهجوم لم تعد لديهم ثقة بأنفسهم وقدراتهم وصنعوا من محترفهم فراس هالة كبيرة أثرت بشكل او بآخر على الحالة النفسية والذهنية والفنية التي يؤدي بها اللاعبون مبارياتهم الرسمية.. فاذا كان فراس «زين» فإن الفريق كله سيكون «تمام» واذا غاب فراس او لم يظهر بمستواه فإن الخسارة هي عنوان اي مباراة يلعبها الاخضر!
***
العربي هو من صنع فراس الخطيب هذا ما يجب ان يعرفه اللاعب نفسه والجميع، ففراس كان لاعبا مغمورا وغير معروف عندما جاء لاول مرة للكويت ولعب موسمين كاملين مع فريق نادي النصر لم تعرفه الجماهير الا عندما ارتدى الفانيلة الخضراء ولعب لزعيم الاندية المحلية، تألق الخطيب مع العربي ليس لأنه اللاعب السوبر في الفريق بل لان معظم لاعبي الاخضر مستوياتهم متواضعة وغير ملتزمين في الملعب وفي التدريبات وامكانياتهم الفنية والمهارية دون الطموح، وهناك من غرس في نفوسهم الاتكالية على اللاعبين المحترفين حتى (يشيلوا) الفريق ويلعبوا دور المنقذ بدلا مهم.. رغم ان هناك الكثير منهم يملكون ان يظهروا بصورة افضل ويقدموا مستويات احسن اذا ما اكتسبوا الثقة في انفسهم وطوروا من ادائهم و(هوسوا) شوي لكي يشعروا بقيمة ارتدائهم للفانيلة الخضراء.. وان فريقهم يستطيع ان يفوز ويحقق بطولة كروية دون وجود فراس او غير فراس معهم لكي يعتمدوا على احدهم لكي (يفوّزهم).
***
فراس سوف يذهب للقادسية.. للكويت.. يلعب خارج الدوري الكويتي.. يروح المريخ.. يعود للكرامة.. يترك العربي.. هذا حق من حقوقه والقرار يملكه اللاعب نفسه.. ولكن يجب ان يعرف فراس او غيره وكل الجماهير العرباوية التي تتعاطف مع هذا اللاعب ان العربي لن يموت ولن تنساه البطولات مادام فراس سيتركه.. اللاعب قدم واعطى وما قصر مع العربي ولكن رحيله اصبح مطلبا ملحا على الاقل من بعض من يثق في ان القلعة الخضراء كانت ومازالت وسوف تستمر قلعة البطولات الكروية بلا منازع وانا على ثقة ان العربي سيزداد قوة وتأثيرا ومنافسة على البطولات الكروية في الموسم القادم وكل المواسم القادمة.. باصرار وروح وعزيمة واخلاص وحب وايثار وتضحيات نجوم الاخضر اليوم ودوم مشكور يا فراس أديت ما عليك.. والآن استطيع ان اقول ان العربي بمن حضر!.. والفلوس ليست كل شيء!
الرؤية
|