يبدو ان حالة عدم الاستقرار التي يعيشها النادي العربي امر مكتوب عليه هذا ما تؤكده الاحداث الاخيرة بعد رفض اغلبية الجمعية العمومية اعتماد التقريرين الاداري والمالي والميزانية المقترحة وذلك خلال اجتماع الجمعية العمومية العادية التكميلي الذي عقد اول من امس في ستاد صباح السالم.
ويأتي هذا الاجتماع استكمالاً للاجتماع الذي عقد يوم 15 الشهر الماضي بفعل الفوضى الذي سادته وعلى اثره لجأ الرئيس جمال الكاظمي الى الغائه. وكلا الاجتماعين تميزا بالسخونة وارتفاع حدة النقاش من قبل اعضاء الجمعية العمومية وبدا الانفعال والغضب العرباوي في الاجتماع الاخير حيث رأت اغلبية الحضور عدم اقتناعها بالتقريرين وهذا حق مكتسب وفقا للقوانين واللوائح التي تنظم عملية دور اعضاء الجمعية العمومية وبما ان هذا الرفض لم يفند او يوضح الاسباب التي أدت لاتخاذ مثل هذا القرار فانه سيتم منح فترة 30 يوماً لعقد جمعية عمومية غير عادية واذا لم يكتب لها النجاح بالانعقاد تمنح فترة جديدة لمدة 15 يوما. وبعيدا عن كل ذلك فان الاوضاع في النادي العربي لا تسر اياً كان ويشوبها الاحتقان والكل ممن يرفض التقريرين الاداري والمالي يرون في قرارة انفسهم ان المجلس الحالي لا يستحق الاستمرارية وطالما كفل لهم القانون ان يمارسوا حقوقهم الا ان ذلك العمل سيدخل العربي في نفق مظلم والصراع العرباوي ليس بجديد فهو متواجد منذ زمن بعيد الا انه تجلى بوضوح في حقبة التسعينيات وحتى الان وهذا ما تثبته ظهور القوائم والتغييرات في المواقف ما بين المتنافسين طوال فترات الانتخابات ومن الطبيعي ان مثل هذا الصراع له انعكاس سلبي على النادي ومازال العربي يعاني من افرازات هذا الصراع الطويل.
وبما ان العربي والقادسية يعتبران من رموز الاندية في الكويت نظرا لحالة التنافس فيما بينهما منذ امد طويل على الزعامة في جميع الالعاب حالهما حال الزمالك والاهلي في مصر والنصر والهلال في السعودية الا ان الاوضاع في تلك الاندية مغايرة لما يعاني منه العربي القريب كثيرا من نادي الزمالك المصري من ناحية الاستقرار الاداري فهذا النادي قد عانى طوال الاعوام الاربعة الماضية تحديدا من 2005 بعدما تم حله وتعاقب على رئاسته اكثر من رئيس عن طريق التعيين من قبل الجهات الحكومية حيث ترأس الزمالك بعد اقالة مرتضى منصور كل من مرسي عطا الله وممدوح عباس ومحمد عامر حتى الانتخابات الاخيرة التي فرض ممدوح عباس سيطرته على ادارة الزمالك بعد صراع شديد مع مرتضى منصور وكمال درويش وطوال فترة الاعوام الماضية منذ 2005 لم يكن الوضع الزملكاوي مستقرا وكثيرا ما كانت لغة العنف والغضب هي سيد الموقف ما بين الاعضاء، الامر الذي اثر سلبا وبشكل مباشر على نتائج فريق كرة القدم الذي تراجع الى مراكز متأخرة لم يعتد عليها واصبح محط سخرية لمشجعي الاهلي الذين تشفوا في الغريم التقليدي لناديهم الذي يعد وضعه افضل بكثير منه من ناحية الاستقرار وحصد البطولات التي يمكن ان تحصى على اصعدة عدة.
ووضعية الاهلي لحد كبير تتشابه مع القادسية اذا ما تمت مقارنته مع العربي فالاصفر يسوده الهدوء والاستقرار والخلاف اذا ما وجد ينتهي عند حدود نتائج الانتخابات التي اصبحت محسومة لقائمة الجميع برئاسة الشيخ طلال الفهد منذ عام 1997، ومجلس الادارة يواصل اعماله استكمالا لمن سبقوه من رجالات القلعة الصفراء والعمل على تطوير فرق النادي لكي تبقى دائما في المقدمة.
فيما تفرغ العرباوية منذ منتصف التسعينيات لتصفية الحسابات واستغلال كل طرف او مجموعة الظروف والاخطاء من اجل تحقيق رغباته واهدافه ومن ثم عاش النادي في دوامة من الصراعات التي كثيرا ما كانت تميزها الشخصانية دون وضع اي اعتبارات لمصلحة النادي وهذا ما تكشفه الخلافات التي وصلت الى ساحة القضاء منذ قضية جاسم عاشور عام 2004 التي حكمت المحكمة لصالحه باعتبار المجلس منحلا انذاك وحيثيات القضية بعد ان تم التحفظ على التقريرين من الجمعية العمومية ومن ثم الهيئة العامة للشباب والرياضة اعتمدتهما ولذلك رأى ان ذلك القرار غير قانوني ولجأ للمحكمة من اجل الانصاف، وكذلك الزمالك المصري انتقلت صراعاته هو الاخر الى القضاء عن طريق الرئيس السابق مرتضى منصور الذي اوقف قرار الانتخابات في عام 2006.
وطالما ان التفكير العرباوي والتعامل مع القضايا ونقاط الخلاف تتحكم به نظرية المؤامرة والشد والجذب، دون الالتفات الى مكانة ووضع النادي ستبقى الامور مثلما هي دون تغيير ويتفوق المتأخرون على «الزعيم» ليكتفي باللقب فقط!!.
النهار
|