كم أحزنني ما آلت اليه الاوضاع بين الاخوة العرباوية في الفترة الماضي القريبة من احتدام وتصادم وصراع وعصبية غير مبررة. فمن ير هذا الوضع من الخارج يعتقد ان ما يجري في النادي العربي هو اقتتال وصراع على ارث ومال سائب بين اعداء واضداد، او بين اناس غرباء اندسوا فيه ويريدون نهبه وسلب خيراته. فمع الاسف الشديد،
لم نتوقع ان يشتد هذا النزاع بين الاخوة الاحباء الى صراع الغاية منه المصالح الآنية والمطالب السلبية، التي لا تدحض الاهداف التي بنيت عليها اسس ودعامات القلعة الخضراء، والتي تسعى لتفتيتها وتجزئتها فئة معينة دون غيرها، فهذا الجمع الغفير، الذي تشرف بحضور الجمعية العمومية غير العادية سواء الذين مع او ضد توجه مجلس الادارة، فهم ليسوا باغراب عن الجمعية، فالجميع عرباوية تربطهم الروابط الاخوية والتصاهر والتناسب والتزامل وغالبيتهم ممن له اسهامات كبيرة في هذا النادي سواء في المشاركات الرياضية او الادارية او بالدعم المالي او المعنوي، وكلهم حريصون وغيورون عليها وعلى نتائجها، سواء من رفض التقريرين الاداري والمالي او ايدهما، فلماذا دب الخلاف بينهم فجأة وانشق الصف وتوسعت دائرة الخلافات؟ اهي «زلة الشيطان» لا سمح الله، او تحريض من الآخرين؟ ام حب الذات والنفس ام هو التحدي والعند؟ فمهما كان السبب والمبرر، فلماذا نعالج وضع النادي بهذه الطريقة والاسلوب؟ أليس لهذا النادي رجالات كبار ومحبون افذاذ وعشاق واناس غيورون على سمعته ومكانته، فاين هم من ذلك؟ ولماذا السكوت والخنوع لمطالب البعض بحل الادارة وطرد رئيسها بالذات؟ او مطالبتهم بالتنحية والابتعاد؟ وما الذنب الذي اقترفوه حتى يكيل لهم هذا البعض بكم من الشتائم والسباب؟ ولماذا الاصرار على التحدي وفتح الجبهات ضدهم والاستمرار بالتعنت والتهجم المستمر عليهم بسبب ومن دون سبب؟ فمن هؤلاء الاخوة بمجلس الادارة؟ اهم اغراب عن النادي؟ ام اناس غامضون اقتحموا اسواره وتسلطوا على ادارته بالقوة؟ فجميعنا يعلم جيدا من هم هؤلاء الاعضاء، ولأي الاسر الكريمة ينتسبون وتاريخهم الرياضي المشرف في النادي يشهد عليه الكبير قبل الصغير، ومكانتهم الاخلاقية والمهنية يشهد عليها كل فرد في المجتمع، فهؤلاء جميعا خدموا هذا النادي منذ طفولتهم كل حسب قدراته وامكاناته، فلماذا نبخس الناس اشياءهم، وهم ما زالوا يجتهدون ويبذلون قصارى جهدهم واوقاتهم لارضاء اعضاء النادي ومحبيه، فلماذا هذا الاصرار؟ أهو التعنت كما اسلفنا؟ او هو رغبة وامنية وغاية شخصية للبعض؟ ام هو مصلحة فئوية للبعض الآخر؟ فلو فرضنا ان ما يسعى اليه هذا البعض مصلحة عامة.. فما الجدوى من طرحها بهذا الاسلوب المستعر؟ فاين الحكمة ودور العقل هنا؟ واين من يعتبرون انفسهم المثال والقدوة الحسنة لاصلاح ومعالجة هذه الازمات؟ ولماذا هذا التقاعس والسلبية وعدم التحرك؟ كأن الامر لا يعنيهم البتة، فلو افترضنا ان مصحلة الغالبية من اعضاء الجمعية العمومية هي طرح الثقة بمجلس ادارة النادي وتحقق لهم هذا الامل «لا سمح الله»، فما الجدوى من هذه العملية؟ وما النتائج المرجوة منها؟ فالعقلاء يدركون ان مجلسا معينا سيدير النادي بعد ذلك لفترة وستتعطل انشطة النادي ومسابقاته وستتوقف المنح المالية لبعض الالعاب او غالبيتها وسيفقد النادي معظم اللاعبين المحترفين والمدربين الاكفاء منهم، وسيفتقدون الدعم المالي لرواتبهم ايضا، فمن سيكون الداعم المالي لهم بعد ذلك؟ فمن من هذا المجلس المعين يستطيع ان يدفع لجلب كوادر ولاعبين محترفين من الخارج؟ طبعا لا احد؟ وسيعيش النادي بعدها صراعات ونزاعات على كراسي ومناصب متهالكة، وسيفتقد التوافق فيما بينها وسيتنازع جميع الاطراف فيما بينهم كل يسعى لمصلحة قائمته ومجموعته، فلو افترضنا جدلا ان هذه القوائم والاطراف استطاعت ان تشكل قائمة واحدة فمن سيرأسها؟ ومن سيكون الداعم المالي لها؟ وهل باستطاعة هذا الداعم ضخ هذا الكم الغزير من الاموال ومن دون قيود لمصلحة النادي؟ فان لم يتواجد هذا الممون فنعتقد ان ازمة النادي ستستمر الى الاسوأ ولا يعرف مداها الا الله، الله يستر! فبعيدا عن العاطفة والاندفاع والتهور.. وقليلا من التأني والتعقل.. دعونا اخوتي واحبتي ان نحل هذه الأزمات بالنادي برؤية واعتدال، وان ننظر إلى المستقبل بنظرة الأمل والحب، وان يملأنا الحرص والغيرة، بأن نبتعد وننأى عن أهوائنا الشخصية، فدعونا نتحاور بود ونحل خلافاتنا بروية وان نتحد بأفكارنا وطموحاتنا وألا يشق صفنا من يريد الضرر لنا ولنادينا، فلنشطب مصطلح «المعارضة والضد» من أجندتنا ولنرجع اخوة كما كنا متحابين مترابطين، همنا الأول والأخير مصلحة النادي، وان نرتقي كما كنا في السابق بطروحاتنا ولغة الحوار الهادف بيننا بعيداً عن المشاحنات والقذف والشتم والتعرض لذمم وأعراض الناس وشرفهم، فهذه من الموبقات التي حرمها الله سبحانه وتعالى ولم تكن يوماً من الأيام مفرداتنا في النادي، ولم نكن نسمعها خارج جدران وأسوار النادي، فما بالنا نسمعها الآن، مع الأسف الشديد، داخل أروقته. أخيراً دعونا نقف وندعم أخوتنا أعضاء مجلس الإدارة ونتركهم يعملون بصمت وهدوء لتكملة هذه الدورة بعيداً عن التوتر والانفعال، فأمامهم الكثير من النشاطات والبطولات تتطلب منهم التخطيط السليم والمتابعة الجدية لكل النشاطات،وأن نتقبل الديموقراطية كمنهج تشريعي ويكون شعارنا دائماً «لودامت لغيرك ما اتصلت اليك». ويبقى النادي العربي دائماً رمزاً شامخاً وقلعة خضراء إلى الأبد، ويديره رجال ويتغير مع الوقت والزمن بآخرين، فهل نحن مدركون؟؟
الفنان التشكيلي - قاسم ياسين
kassem393@hotmail.com
القبس
|