بقلم عبد الرضا عباس : أجزم الآن وبعد هذا العطاء الذي تجاوز أكثر من 10 سنوات رئاسة للنادي العربي أن الأخ العزيز رئيس النادي العربي جمال الكاظمي لم يستوعب الدرس في كيفية إدارة النادي العربي حتى الآن مازالت تبعات الجمعية العمومية لعام 2004 التي انتهت قبل شهر وصدر الحكم بإلغاء الإشكال المقدم من الرئيس والذي مر فيها بعدة مراحل كان فيها الحل والاستئناف ثم الإشكال ومن ثم الاستئناف
واستخدم فيها كل الأدوات القانونية في هذه القضية الشائكة التي انتهت بعد 5 سنوات صراع وكأنها أعمال شاقة فرضت على النادي ورجالاته وجماهيره ولاعبيه وما إلى ذلك فلا نعلم إلى متى سيستمر هذا التطاحن، واليوم أيضا يدخل مجلس الإدارة الحالي من جديد إلى نقطة البداية لعهد جديد لربما تكون في أروقة المحاكم أو الهيئة التي ستبدأ معها سلسلة الشكاوى كما قلنا من حل أو إشكال أو استئناف، فعلى هذا المنوال سيقوم مجلس الإدارة مرة أخرى بالعمل في هذه الأجواء المشحونة وغير الصحية.
أخي العزيز بو طلال دعني أتكلم معك هذه المرة أكثر صراحة وإن كانت قاسية أولا كعرباوي عاشق لهذا النادي وكصديق لأكثر من 30 سنة بجميع مراحل الحياة من أيام الثانوية إلى المعهد التجاري إلى النادي العربي وحتى هذه اللحظة وإلى نهاية الحياة، بالرغم من إقصائنا من إدارة النادي العربي إلا أنني مازلت أكثر المدافعين عن مجلس الإدارة وعن فرق النادي وبالأخص عنك أنت، وانا اؤمن بنظافة يدك ومساهمتك الخيالية في دعم فرق النادي من مبالغ طائلة لا يستطيع كائن من كان أن يدفع تلك الأرقام الخيالية وفي أحلك الظروف المادية التي كانت تمر على النادي فقد كنت أكثر الأصدقاء نصحاً لك لإيماني بعضويتي ومساهمتي لبيتي الثاني ولتقويم اعوجاج هنا أو هناك لأي إخفاق إداري أو فني، وكنت قارئاً جيداً للأحداث الرياضية التي كانت تثقل كاهلك وتجدني انقلها لك بكل حرية وأمانة الضمير، فكنت تارة تترجمها إلى أفعال وتارة أخرى تهملها لسبب لا أعرفه، فكنت دائماً اعمل مع مجلسكم الموقر وكأني العضو رقم 12 وهذا محل فخري أيضاً.
لو تسترجع الذاكرة قليلاً للوراء، عندما نصحناك ومعي الرياضي المخضرم والمحب لك أيضاً عبد الرزاق معرفي في صالة الاسكواش تحديداً وقبيل تشكيل هذا المجلس أو كان على وشك التشكيل النهائي، فقال السيد معرفي هذا الاختيار لا يرتقي لمستوى الطموح مع شديد الاحترام للجميع، وقلت لك يا بو طلال النادي ليس جدرانا ولاعبين ومدربين فقط، بل النادي العربي يحتاج إلى قيادة وريادة وحسن تدبير وبالأخير الشخصية الاعتبارية القوية النافذة وهذا لا يتأتى إلا برجال أقوياء لديهم الفكر والقدرة وقوة الشخصية التي تستطيع أن تدير النادي وتمر به إلى بر الأمان، إلا أن أذنيك فقط كانت صاغية ولكن قلبك وعقلك كانا شاردين، وقرارك النهائي قد حسم من طرفك أنت فقط.
عزيزي بو طلال انظر حولك، أين هم رجالات الرئيس التي كنت تعتمد عليهم في نجاحاتك الأولى والسابقة، ويشهد الله ليس طعنا بالزملاء الأعزاء ولكن لكل شخص قوة ورأي ومقام إلا انه لا يتماشى مع النجاح المطلوب ولم تساهم في تعزيز مكانة النادي وطموح الجمعية العمومية الموقرة وفي الصفوف الأمامية للأندية المتقدمة فنياً وإدارياً، لهذا يا بو طلال فالإنسان الحكيم هو من يتعظ ويستعين بالتاريخ ليترجمه إلى عمل ومنهاج حتى يرى الطريق السوي ومع الأسف يا بو طلال فقد آثرت الانفراد بالرأي والقرار لوحدك ولم تعط الفرصة الكافية حتى لزملائك الأفاضل في المشاركة في اتخاذ بعض القرارات المهمة.
يا بو طلال العزيز أين هؤلاء الأقوياء الذين كنت تعتمد وتستند عليهم الآن، فقد كانوا يحاربون من اجل النادي ومن أجلك ليس طمعاً بك ولكن حبا فيك لدعمك الكبير والمجنون لبيتنا الكبير وأخلاقك العالية.
كرة الثلج يا بوطلال بدأت تكبر مثل المارد الصغير الذي داعبته طفلاً وعندما اشتد ساعده انقض عليك، والمارد هو النتائج المخيبة للآمال - في مقالة سابقة ذكرت لكم أين فرق النادي بجميع مراحلها من منصات التتويج - نعم المشكلة قد كبرت والبنية التحتية لجيل الشباب بدأت تنضب، بسبب المجاملة وسوء الاختيار لمديري الألعاب والمشرفين ومرشحي بعض الاتحادات التي لم تتوافق نهائياً في معظم الترشيحات لطموح الرياضة الكويتية، والتي تعوٌدت الرياضة الكويتية أن تنتظر العربي تقديم الأفضل دائماً، ناهيك يا بو طلال عن موقع النادي من القيادة وفرض الرأي السديد والحر في الوسط الرياضي، ما أضعف موقف النادي في الوسط الرياضي الذي أثر سلباً حتى على اختيار الكفاءات العرباوية في لجان الاتحادات أو تشكيل إدارة الهيئة أو اللجنة الانتقالية لأنه لم يعد للعربي القوة في فرض هؤلاء الكفاءات لتلك المواقع، يجب أن تعلم يا بو طلال العزيز وسبق أن قلت لك أكثر من مرة أن النادي العربي مؤسسة عملاقة يجب أن يكون العمل به وفق مهنية احترافية عالية الدقة والمستوى، هناك أندية صغيرة باتت تفرض رأيها وأجندتها على مجلس الأمة ومجلس الوزراء وما شابه ذلك من تحد لقوانين الدولة بالرغم أنها صغيرة وغير شعبية ( أي جماهيرية).
أخي العزيز جمال الكاظمي رئيس مجلس إدارة النادي العربي أنا من اقرب المقربين لك واعتز بذلك، نعم ضربتان بالرأس توجع بل توقظ، بالرغم من الشعبية الجارفة التي كنت تتمتع بها إلا أنها بدأت تتراجع بشكل مخيف مع الأسف الشديد، وهل تنتظر أن تدخل النفق المظلم الذي دخلته للمرة الأولى في مجلس 2004 ولم تخرج منه حتى الآن، اعتقد هذه المرة يا بوطلال سيكون النفق هذه غير وقد تصل إلى نهاية النفق وتجد الطريق مسدودا لذا انصح من كل قلبي ألا تنتظر الحل بل طرح الثقة سيطرق بابك لأنه سيئ جدا لشخص مثلك فيعتبر إعداماً سياسياً ورياضياً واجتماعياً خطير أنت بغنى عنه ولا تستحقه ولكن هذه هي الإرادة الشعبية (أي الجمعية العمومية) لذا انصح ألا تكابر وتتحدى لان المطلوب هو رأسك عند البعض وإصلاح النادي عند الآخر ولكن اصبح هدفهم مشتركا هو التغيير، حيث التقى جميع الأطراف هذه المرة عليك، وأخيرا نصيحتي لك من الصديق المحب لك ولأسرتك الكريمة أن تحافظ على ما تبقى من رصيد ناصع البياض أمام العرباوية من محب أو ضد أن تقدم استقالتك حتى يتذكر العرباوية شجاعتك الباسلة وكرمك الطائي وعطائك الذي لن ينسى عبر التاريخ.
يا بوطلال وأنت العارف إذا أتتك النصيحة مني فإنها من صديق محب وصادق تعرفه حق المعرفة، لأنها لم تأت من فراغ، وهي لك وللتاريخ وللعربي.
اللهم اني بلغت اللهم فاشهد
* لاعب دولي سابق
|