كتب مطلق نصار : بداية نحن لسنا ضد احتراف أي لاعب كويتي خارج حدود الوطن، بل نفخر اذا ما شاهدنا وليد وجراغ وندا والمطوع وفاضل وخلف ونهير والطاهر وطارق نايف وغيرهم من اللاعبين يشاركون مع الاندية السعودية والقطرية والاماراتية والكورية والبرتغالية، بل ان عدم وجود لاعب كويتي واحد يحترف خارجياً يعتبر حالة شاذة وغير مقبولة، لا تعكس الحالة الفنية العالية المستوى للاعبينا، كمهارات وامكانات،
بينما نجد أن كل لاعبي المنتخب البحريني والعماني على سبيل المثال يتوزعون على الأندية الكويتية والسعودية والقطرية كمحترفين كامل الدسم ويظل اللاعب الكويتي «متقوقعاً» في ناديه المحلي وحتى إن جاءته بعض العروض الاحترافية من اندية خليجية، فإن المبالغ التي تعرض عليه لا توازي إطلاقاً امكاناته، فمعدن وجوهر اللاعب الكويتي مع احترامي لكل لاعبي دول الخليج الاخرى لا يمكن مقارنتها مع اي لاعب خليجي آخر، فاللاعب الكويتي موهوب بالفطرة وطنته غير!
****
لكن ما يزعجنا ولا نشجعه، هو قيام بعض لاعبينا بالتجاوز على كل العلاقات والالتزامات التي تجمعهم مع انديتهم، ويقومون ببوادر وتحركات شخصية وفردية من دون علم وموافقة أنديتهم عبر الاتصال مع بعض «السماسرة» والمتعهدين واغلبهم للاسف غير معترَف بهم من قبل «فيفا»، ولا يملكون إجازة رسمية كمتعهدين معتمدين من الاتحاد الدولي لكرة القدم لعرض انفسهم على اندية خليجية أو آسيوية أو أوروبية، كل ذلك من خلف انديتهم، حيث تجد النادي يفاجأ بوجود احد لاعبيه، كما حصل من لاعب العربي محمد جزاع، يتدرب مع احد فرق الاندية الخارجية ويتفاوض معه من اجل ان يجد فرصته ويضرب الحظ معه للاحتراف الخارجي ويضع ناديه في موقع صعب ومحرج، كونه كالزوج اخر من يعلم!
*****
محمد جزاع لاعب دولي صاحب خبرة ويتمتع بمستوى رائع، متى ما اشتهى اللعب فهو يتألق ويبدع، ومتى ما أراد ان يظهر خلاف ذلك، فهو قادر على ذلك أيضاً ومن تابع جراغ خلال الموسم الماضي يتأكد مما أطرحه، رغم قناعتي بأنه لاعب كبير ولكن ما قام به يؤكد حالة التسيب الإداري بالنادي العربي على مستوى جهاز الكرة او على مستوى مجلس الإدارة، فتعامل الإدارة العرباوية الكروية والإدارية تتعامل مع تصرفات بعض اللاعبين السلبية بعدم المبالاة، وتترك الحبل على الغارب»، وتتبع أسلوب «الهون أبرك ما يكون» «والمسامحة» عند اللزوم ومثل هذا السلوك والمواجهة لا تخلق فريقا متماسكا ولا لاعبين «ينشدّ الظهر بهم»، فاحترام النادي واحترام الجهاز الإداري ومعه الجهاز الفني من أساسيات الالتزام الرياضي والأخلاقي والسلوكي لأي لاعب، فمن أمن العقوبة أساء التصرف، ولذلك لم يعد مستغربا أن يتخذ ويسلك أي لاعب بفريق الكرة بالعربي طريقا مخالفا للعرف الرياضي ويتصرف تصرفات غير مقبولة، ويكسر كل التعليمات الإدارية، فقط لأنه لاعب جماهيري ومطلوب من أندية أخرى ويعرف أنه لن ينال أي عقوبة من إدارة ناديه.
***
أتحدى أي لاعب في أندية كالقادسية والكويت وكاظمة أن يتجرأ ويسلك سلوكا ويأخذ طريقا آخر يخالف ما تعلمه في هذه الاندية من انضباطية والتزام واحترام وهيبة لمجالس إدارتها واجهزتها الفنية والإدارية، ويتصرف تصرفاً يعرف أن سيندم عليه لاحقاً إذا كسر التعليمات مهما كانت نجوميته، لأن الأمر متعلق بثواب وعقاب وحزم ومتابعة ومحاسبة، أما في الإدارة العرباوية فللأسف أقولها الأمور فالقوة وخارج نطاق السيطرة.
ولذلك لم يعد مستغرباً أن يتدرب لاعب في ناد آخر دون علم ناديه العربي أو أن يشارك لاعب كأساسي في الفريق، وهو غير ملتزم بالتدريبات ويتدرب على مزاجه، أو أن يخرج لاعب من الملعب غاضباًَ، «فاصخاً فانيلته»، فقط لأنه لاعب دولي يجب ألا يُستبدل متصورا أنه يجب أن يلعب حتى نهاية المباراة حتى لو كان مستواه صفرا! دون أن يجد من يردعه ويوقفه عند حده!
|