يحرص اللاعبون القدامى واصحاب الخبرة دائما على ان يكون لهم دور وحضور مؤثر في صفوف الفريق ويعملون على تقديم التضحيات ونكران الذات من اجل الفانيلة التي يرتدونها وهذا ما يلمسه الجميع على اصعدة عدة لدرجة ان هناك عددا كبيرا من هذا الصنف من اللاعبين اصبحوا رموزا لدى عشاق فرقهم.
إلا ان هذه الثقافة والمنهجية غابت معانيها عن اللاعب المحلي، فالكثير من لاعبي الجيل الحالي يرون في قرارة انفسهم انهم نجوم زمانهم وانهم بلغوا اعلى المراتب على الرغم من انهم لا يتمتعون بالصفات والمقومات التي تؤهلهم لان يصلوا الى المكانة التي يدعونها سواء من الناحية الفنية أو البدنية، فمنهم من يفتقر لهذه القدرات والآخرون من صناعة الاعلام من خلال تسليط الاضواء عليهم دون ان يقدموا الشيء المقنع والهدف الذي تصبو اليه الجماهير والبعض من هذه النوعية يخدمهم اللعب ضمن صفوف اندية جماهيرية او التي تندرج تحت مسمى الاندية الكبيرة. والبعض الآخر من يحاول عبثا ان يلفت الانظار له بخلق المشاكل والاحداث امام ناديه او ضد الخصوم، وبدت في الاعوام الاخيرة ظاهرة جديدة تسمى الترويج للاحتراف الخارجي ما بين فترة واخرى ونلاحظ العروض الاحترافية تنهال على بعض اللاعبين دون ان تصل الى الجدية.
ويعد محمد جراغ من اكثر اللاعبين اذا لم يكن «المتصدر» لقائمة اللاعبين الذين يتلقون العروض الاحترافية سواء من اندية خارجية او محلية، فله الحق الكامل بان يبحث عن الفرصة المناسبة من اجل ضمان حقوقه المادية والمعنوية، خصوصا ان سنه اقترب من الـ 28 عاما وعليه ان يحسن التعامل مع ناديه العربي لانه صاحب الفضل عليه ومنه انطلق الى النجومية التي يتمع بها ولدرجة انه اصبح احد مشاهير القلعة الخضراء على الرغم من اختلاف الزمان والظروف.
وجنى جراغ الكثير من الفوائد من الادارة العرباوية التي تتعامل معه بكل «وداعة» وبات الفتى المدلل وهذا ليس تجنيا عليه وانما المواقف والاحداث المتعددة تثبت ذلك.
وفي الايام الماضية تخلف جراغ عن مرافقة الاخضر في معسكره التدريبي الذي اختتم اليوم في القاهرة بداعي ظروفه الخاصة بعدما خاض تجربة احترافية مع فيتوريا سيتوبال البرتغالي حيث لم يتوصل لاتفاق معه نظراً لاشتراط الطرف الثاني على ان يكون لمدة موسمين حسب ما ذكره جراغ بانه اشترط لمدة 6 أشهر وكما ان قيمة العرض بلغت 200 ألف دولار. ومنذ عودته الى البلاد وقبل سفر الاخضر الى القاهرة لم تتضح الصورة بشأن انضمامه من عدمه الى الفريق، الذي غادر دون مرافقته على ان يلتحق به بعد زوال ظروفه ويبدو انها لم تنته ومثل هذا يفتح ابواباً عدة من التساؤلات ويظهر ان هناك حالة من عدم الوئام ما بين الطرفين. وينسحب ذلك على اللاعب خالد خلف الذي تخلف عن الانضمام للفريق اثناء معسكره بحجة العملية الجراحية فهو الاخر كان قد تلقى عرضاً من الوحدة السعودي ولم يكتب له النجاح نظراً لتواضع المبلغ المقدم له وفقاً لتصريحات الادارة ووالده المدرب احمد خلف وبما ان اللاعبين جراغ وخلف وعدا الادارة بالالتحاق بالفريق الا انهما لم يستطيعا ذلك ربما لعدم انقضاء العوائق. وتصرفهما هذا يدعو للوقوف عنده فهما من اللاعبين الذين يضعهم الجمهور العرباوي في ميزان النجوم الكبار الذين يملكون القدرات الهائلة ويعملون على صنع المستحيل والانجازات التي قد عجز الكثيرون من الذين سبقوهما عن فعله وبالتالي عليهما ان يقدرا هذا العشق العرباوي وان يقدما التنازلات من اجل القلعة الخضراء التي لم تقصر معهما ابداً فاذا ما كان العتب على عدم الموافقة على احترافهما خارجياً فهناك طرق عدة من اجل التفاهم بشأن ذلك وبالذات ان لديهما وسائل الحصول على حقوقهما!
والاهم من كل ذلك على الادارة العرباوية ان تظهر قوتها وصلابتها بمعالجة مثل هذه المواقف دون ان تلتفت الى النجومية طالما ان الكثير اصبح يكتسبها دون معاناة ومن خلال استعراض وهمي فقط.
ومتى ما وضعت الادارة الامور في نصابها الصحيح فلن يجرؤ اي كان على القدوم على مثل ذلك ولابد ان يعرف جميع اللاعبين ان القلعة الخضراء مدرسة في الروح القتالية منذ زمن بعيد ودائماً ما كان العرباوية يقدمون التنازلات والتضحيات من اجلها وطالما ان الاوضاع اختلفت عن السابق فلابد ان يكون هناك حسم من الادارة دون النظر لاي اعتبارات اخرى مع العلم ان «النجومية الحالية» اغلبها صناعية «وهمية»! ولابد من النظر الى المهمة المقبلة التي ينتظرها الفريق في كأس الاتحاد الآسيوي لكون مشاركته تمثيلاً للكرة الكويتية فالكل يضع امالاً عليه وعلى الاخضر وان يسير دون الالتفات لمن يسقط من القافلة من تلقاء نفسه.
النهار
|