هي حادثة وكارثة كويتية مسجلة ومؤرخة في التاريخ الكويتي العبق، وهي «سنة الهدامة» والتي جرت أحداثها في عام 1934، حيث هدمت البيوت بفعل السيول مما تسبب في تشرد الشعب وانتشار الأمراض آنذاك.
ظروف سنة «الهدامة» باتت تنطبق إلى حد كبير على وضع قلعة الكؤوس وزعيم الكرة الكويتية النادي العربي الرياضي، فبعد متابعة حثيثة لأحوال النادي تبين لي بشكل مؤكد أن من يقود دفة القيادة في النادي لا يعي ولا يحترم مدى أهمية وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، والأمر الأكثر ألماً أن بعض أعضاء مجلس إدارة النادي العربي باتوا يبررون أخطاءهم الإدارية الفاضحة بأعذار مضحكة ومبكية في نفس الوقت، فبعدما كانت الشماعة السابقة لمجلس الإدارة هي أن من يطلقون عليهم لقب «المعارضة» هم من يعرقلون مسيرة عمل مجلس الإدارة، والآن ظهرت شماعة جديدة باتت تردد بشكل كبير من بعض أعضاء مجلس الإدارة، وهي الجمعية العمومية الأخيرة للنادي ورفضها للتقريرين المالي والإداري، فأخذت أتساءل بيني وبين نفسي ضارباً الأخماس في الأسداس لعليّ أجد جواباً أو تحليلاً شافياً مقنعاً لهذه المبررات التي سمعناها مراراً وتكراراً، فهل يا ترى من يطلق عليهم لقب «المعارضة» هم من كانوا السبب وراء غياب 8 من أعضاء مجلس الإدارة خارج البلاد بمن فيهم رئيس مجلس الإدارة طيلة فترة الصيف الحالي متناسين مسؤولياتهم بتدعيم ومتابعة فرقهم الرياضية، أم أن «المعارضة» هم وراء التعاقد مع لاعبين محترفين دون مستوى الطموح في السنوات الماضية، ولعل «المعارضة» هم السبب في مسلسل إقالة المدربين بشكل مستمر، وهم الذين يتدخلون في وضع تشكيلة الفريق، وربما لو اعتمدت الجمعية العمومية الأخيرة التقريرين المالي والإداري في ظرف دقائق لارتقينا في كأس التفوق، ولتعاقدنا مع محترفين مميزين، وحصلنا على بطولة الدوري في كرة القدم، وفي السلة واليد والطائرة، ولاكتسحنا البطولات في المراحل السنية وبجميع الألعاب، ولارتقينا في كأس التفوق، أود أن أوجه السؤال لأعضاء مجلس إدارة النادي العربي الرياضي المحترمين، أسألكم بالله عليكم أنتم في قرارة أنفسكم هل تقتنعون بهذه الأعذار التي تتفوهون بها؟، خصوصاً أن كل شيء مكشوف للجمهور العرباوي ولأعضاء الجمعية العمومية «فالشمس ما يغطيها المنخل».
كل ما نطلبه من أعضاء مجلس إدارة النادي العربي هو أن يقوموا بأداء مسؤولياتهم على أكمل وجه دون زيادة أو نقصان، لأننا باختصار ناد جماهيري، ونادي بطولات، وناد كبير، فالنادي الكبير يحتاج إلى مسؤولية كبيرة، وقيادة كبيرة، ونخص بالذكر رئيس مجلس إدارة النادي العربي جمال الكاظمي، والذي تخلى عن القيام في أدنى واجباته ومسؤولياته اتجاه النادي العربي، من خلال دعم صفقات اللاعبين المحترفين والتعاقدات الأخرى، وللعلم بأن الكاظمي سبق أن ذكر قبيل الانتخابات الماضية بأنه في ظل وجوده على كرسي الرئاسة لن يحتاج النادي أي شيء من الناحية المادية، ولكن ما نشاهده الآن أن النادي ينقصه الكثير والكثير، فأين تلك الوعود التي أطلقها الكاظمي؟ فهل ذهبت مع الرياح التي أخذت الوعود التي سبقتها؟ السيد الرئيس بات كل همه الدفع للحفاظ على كرسي الرئاسة فقط لا غير، فمنذ 2007 وحتى يومنا هذا سجل ما يقارب 1800 عضو للحفاظ على مقعد الرئاسة، فهل أصبح كل همك يا «بوطلال» الحفاظ على الكرسي وباتت البطولات والإنجازات آخر همك؟ وقد أثبت أمين الصندوق السابق جواد المقصيد ذلك عملياً في الجمعية العمومية الأخيرة حينما ذكر أن المبالغ المصروفة للتعاقد مع اللاعبين المحترفين كانت من ميزانية النادي وليس من رئيس النادي كما يردد البعض، نحن لا نطالب جمال الكاظمي بالمستحيل، نحن نطالبه بأداء واجباته ومسؤولياته بالصرف ودعم النادي مادياً، وهو الأمر الذي من المفترض أن يكون من صميم عمله كرئيس للنادي، خاصة أنه يعلم أن ثمن بقاءه على كرسي الرئاسة هو الدفع للنادي، أسوة بما نراه في نادي القادسية والكويت، ولم يمر علينا يوم ما وألا شاهدنا مناشدة من إدارتي الناديين المذكورتين للتبرع للنادي، لأن هذا الأمر وباختصار شديد هو من صميم عمل الإدارات الرياضية من خلال وسائل التمويل المتعددة والاستثمار.
وختاماً يسعدني أن أبارك لابن الكويت وابن القلعة الخضراء الحارس العملاق سمير سعيد على هذا الإنجاز العالمي والذي سيدون بحبر من ذهب في سجل إنجازات الكرة الكويتية، كما أبارك للأسرة الرياضية شهر رمضان المبارك راجيا العليّ القدير أن يكون الشهر التفضيل فأل خير على الرياضة الكويتية.
أحـمـد حـاجـي الـمـقـصـيـد
عضو الجمعية العمومية في النادي العربي الرياضي
الحرية
|