اذا كان القادسية والكويت انكشفا خلال مشاركتهما في دورتي ناديي العين والجزيرة الاماراتيين الوديتين لكرة القدم حيث جاء «الاصفر» في المركز الثاني بعد النادي المنظم «البنفسجي» واحتل «الابيض» المركز الثالث بعد صاحب الارض الجزيرة والاتفاق السعودي، فان الخوف الان على «ثالثهم» العربي الذي سيذهب الى مدينة حمص السورية وهو «مصلّع راسه» للقاء ناديه الاول الكرامة في «الذهاب» يوم 15 سبتمبر الجاري ضمن منافسات دور الثمانية لبطولة كأس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم.
وقد استعد صاحب الضيافة لمواجهة «الاخضر» بمعسكر قوي في دولة الامارات الشقيقة شارك خلاله في بطولة نادي النصر الودية ولعب أكثر من خمس مباريات تجريبية كان آخرها تعادله مع نادي العين 2/2.
في المقابل يدخل «الاخضر» هذا الاختبار الاسيوي وهو في حال يرثي لها من جميع النواحي سواء الفنية او الادارية او المادية، بل لا نبالغ اذا قلنا ان فريقه يكاد يكون آيلاً للسقوط لافتقاده الأعمدة الأساسية التي يقوم عليها اي بنيان كروي قوي ومتين ومتماسك الاركان وزاد هذا الامر وضوحا من تصدعات وتشققات خلال تجاربه الاستعدادية للموسم رغم محاولات الترميم والترقيع التي قامت بها ادارته المتفككة بالاصل، والتي منها اقامة معسكر خجول في القاهرة لعب خلاله مع اندية ربما لا يعرفها عشاق كرة القدم المصرية، ولم يشارك فيه نجماه خالد خلف ومحمد جراغ لادراكهما الكامل بعدم جدوى هذا المعسكر المتواضع، وزاد الطين بلة تعاقد «الاخضر» مع مدرب مغمور هو الكرواتي دراغان الذي فجر الدنيا بتصريحاته النارية منذ وصوله الكويت وتخيل اليه أنه سيقود ريال مدريد وليس العربي.
محترفون مغمورون
واذا كان «العربي» «المغلوب على امره اصبح «مطقاقة» من اندية الصف الثاني في كرة القدم الكويتية، فكيف له أن يقارع الابطال من فرق الدول الاخرى في البطولات الخارجية في الوقت الحالي، وهو لم يبد حتى الاستعداد الجيد لها، كما أنه فرط في أفضل أسلحته نجمه المحترف السوري فراس الخطيب بعد ست سنوات ناجحة «ستر» فيها الخطيب على ما تبقى من تاريخه وتركه يذهب الى القادسية لعجز الادارة العرباوية على توفير القيمة المادية لإبقائه في صفوف «الاخضر».
وانتظرت جماهير العربي «المغلوبة على أمرها» من ادارة ناديها أن تعوض غياب الخطيب بصفقة كبيرة، الا انها وكما يقولون تمخض الجبل فولد ثلاثة تعاقدت مع محترفين مغمورين من كرواتيا لم تتجاوز قيمتهم الاجمالية الكاملة 600 ألف دولار فقط، وربما تكون الادارة أحسنت بعض الشيء بتعاقدها مع لاعبي السالمية نواف العتيبي وحمد حربي اللذين من الممكن أن تكون لهما بصمة في حال وجود المناخ الاداري المناسب والذي يفتقده الفريق العرباوي منذ سنين طويلة.
وياليت الامر اقتصر على خسارة «الخطيب» وانما لف الاحباط من عدم التغيير والاصلاح الى نجومه المحليين وعلى سبيل المثال لا الحصر، خالد أحمد خلف ومحمد جراغ اللذان ينتظران أي فرصة للنفاذ بجلدهما قبل أن يضيع ما تبقى من مستقبلهما الكروي الذي بكل تأكيد لن يجداه في قلعتهما المتهالكة.
واحقاقا للحق ان صاحب الرداء الاخضر بات من الضعف الى الدرجة التي لا يخيف فيها قطة ولا يقوى على مصارعة الأقوياء، بعدما اصبح كالاسد الكهل مجرد اسم كبير يحمل تاريخا عريقا من البطولات والانتصارات والانجازات والألقاب المحلية والخارجية التي حطمت الارقام القياسية، حيث نال في مجده بطولة الدوري العام 16 مرة، وحصل على كأس الامير 15مرة، واحرز بطولة ولي العهد 5 مرات، بطولة الخرافي 3 مرات، وكأس السوبر مرة واحدة، بالاضافة الى أنه أول فريق خليجي يحصل على لقب مجلس التعاون في انطلاقتها الاولى 1981، اما الان فأحواله لا تسر عدواً ولا صديق وينطبق عليه المثل القائل «ارحموا عزيز قوم ذل»، في اشارة واضحة الى ما وصلت فيها نتائج الفريق الاول لكرة القدم الذي أصبح «مطقاقة» لكل الفرق التي كانت ترتجف من الرعب والخوف من مشاهدته من بعيد، بينما الان بامكان أي فريق حتى الشباب أن يفوز عليه رايج جاي وبنتائج كبيرة أيضا.
ان تاريخ «الأخضر» أو «الزعيم» كما يحب أنصاره أن يلقبوه به بنى صرحه الانجازي نتيجة لعمل كبير وممتد منذ تأسيس النادي في العام 1961 من قبل مجالس ادارته المتعاقبة، والتي حملت لواء ناديهم تحت شعار الريادة والمقدمة للكرة الكويتية محتاج الان الى «فزعة قبل فوات الاوان».
الراي
|