نجح فريق العربي لكرة القدم فى خطف تعادل ثمين من الكرامة السوري دون أهداف في المباراة التي جمعت الفريقين بمدينة حمص في ذهاب الدور ربع النهائي من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، وبات الأخضر فى حاجة إلى الفوز في لقاء الإياب الذي سيجمع الفريقين مجدداً على استاد صباح السالم في 30 الجارى لحجز بطاقة التأهل إلى الدور قبل النهائي من المسابقة أما فى حال التعادل الإيجابي فإن الكرامة هو من سيتأهل إلى الدور ذاته ،
ويدين الزعيم في تعادله بملعب خصمه الذي اكتظ بما يزيد على أربعين ألف متفرج زحفوا لمساندة الكرامة إلى حنكة مدربه الكرواتي دراغان في المقام الأول والذي تعامل مع مجريات اللعب بواقعية منذ البداية في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها فريقه والمتمثلة في غياب أبرز العناصر الأساسية كصانع الألعاب محمد جراغ والمهاجمين خالد خلف وخالد عبدالقدوس بالإضافة إلى علي مقصيد وأحمد عبدالغفور، إذ اعتمد على الأداء الجماعي وتطبيق تكتيك مناسب استطاع من خلاله كبح جماح الخصم وتعطيل مفاتيح لعبه، ما أدى إلى ظهوره دون مستواه المعهود أثناء استحقاقاته السابقة وعجز تماماً عن الظهور بالخطورة التي تعودناها في لقاءاته السابقة ضمن المسابقة نفسها، وقدم دراغان درساً في كيفية التعامل مع المباريات الصعبة خصوصاً تلك التي تقام على ملعب الفريق المنافس ووسط جماهيره الغفيرة بتقديمه الأداء الجماعي على حساب الفردي مع التمركز السليم والمدروس للاعبين في مختلف أرجاء الملعب طوال التسعين دقيقة، ساعده في ذلك الأداء المتميز للمحترف السلوفيني روكي الذي أجاد التعامل بامتياز مع الكرات العالية والتغطية السليمة داخل منطقة الجزاء إلى جوار الرشيدي صاحب المجهود الكبير والتوقيت المناسب في الضغط على حامل الكرة، في ما كان لأحمد موسى الدور الأبرز في بناء الهجمات والحركة الدورية من خط الوسط لإسناد المهاجمين حسين الموسوي وعلي اشكناني اللذين ظهرا بمستوى متواضع ولم يحسنا التعامل مع الكرات القليلة التي وصلتهما نظراً للبطء الشديد وضعف التركيز أمام مدافعي المضيف ولو أحسنوا المرور من خط الظهر ومهاراتهم الفردية لنجحوا في تهديد مرمى مصعب بلجوس بفعالية أكثر.
وبالعودة إلى الشوط الأول من اللقاء أغلق العربي بإحكام جميع الطرق المؤدية لحارس مرماه شهاب كنكوني ولجأ مدربه الكرواتي دارغان إلى اللعب بطريقة حذرة منذ البداية بالاعتماد على لاعبي الارتكاز نواف شويع وعبدالله الشمالي أمام رباعي خط الدفاع المكون من فهد فرحان والمحترف السلوفيني روكي وأحمد الرشيدي ومبارك البلوشي على الجناح الأيسر مع تحركات المحترف الكرواتي ايغور على الجهة اليمنى وأحمد موسى من الوسط لصناعة الألعاب وتمريرها إلى المهاجمين حسين الموسوي وعلي اشكناني مع منح صلاحيات محدودة للظهيرين فرحان والبلوشي، وتمكن دراغان بهذه الطريقة من تحديد مفاتيح لعب الكرامة إلى حد ما والذي فرض أفضلية واضحة نظراً للتحفظ الذي لجأ إليه العربي في أداء الشق الهجومي، ما منعه من إمكانية استثمار المساحات الخالية في المناطق الخلفية ومن ثم تلاشي الفرص المحققة لمهاجميه باستثناء رأسية مهاجمه المحترف المغربي يزيد القيسي في الدقيقة ٣٤ اصدمت بأحمد الرشيدي وخرجت إلى ركلة ركنية، ثم أعقبها فهد عودة بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء علت العارضة بعدها بدقيقة.وكادت الكتيبية الخضراء تفتتح التسجيل وعلى عكس مجريات اللعب عندما أضاع اشكناني فرصة ثمينة اثر تمريرة المحترف الكرواتي ايغور العرضية استقبلها المهاجم بشكل مثالي قبل أن يطيح بها فوق العارضة بسهولة في الدقيقة ٣٧، كما تعامل اشكناني بطريقة خاطئة مع كرة سهلة عندما واجه المدافع الأخير وجهاً لوجه لكنه عجز عن تجاوزه وأضاع فرصة انفراد محققة قبل خمس دقائق من انتهاء الحصة الأولى من اللقاء.
ومع انطلاقة الشوط الثاني حاول الكرامة زيادة الضغط الهجومي والاقتراب أكثر من مرمى كنكوني لهز شباكه لكنه اصطدم بخط دفاع حديدي للأخضر يقوده «الصخرة» روكي ومن أمامه نواف شويع الذي قدم أفضل مبارياته على الإطلاق، في ما كان عبدالله الشمالي الجندي المجهول وبذل مجهوداً خارقاً في إفساد ألعاب الفريق الازرق الذي عجز عن بناء هجمات خطيرة واضحة بشكل جماعي، لكنه على الرغم من ذلك حصل على فرصتين ثمينتين الأولى في الدقيقة ٥٥ إثر تسديدة فهد عودة من على حدود منطقة الجزاء مرت بجوار القائم الأيمن والثانية من كرة قوية سددها حسان عباس أنقذها كنكوني إلى خارج مرماه بصعوبة في المقابل افتقد العربي إلى المهاجم البديل والسريع لاستغلال تقدم مدافعي الكرامة للأمام لإحراز هدف السبق ومن ثم الاستفادة من المساحات الخالية في ظل الإنهاك الذي بدى واضحاً على المحترف الكاميروني ريتشارد وياسر شاهين الظهير الأيسر وكاد أحمد موسى يخطف هدفاً للعربي قبل النهاية بخمس دقائق لكن تسديدته مرت بعيدة عن القائم من داخل منطقة الجزاء.
وسعى دراغان إلى تنشيط أداء الأخضر في الوسط والهجوم بالدفع بجراح زهير وعبدالله الحداد لكن اللاعبين مالا كثيراً للمساندة الدفاعية على حساب التفكير في التسجيل أو شن هجمات مباغته، ما أدى إلى تصعيب المهمة على الكرامة في الاختراقات سواء من الوسط أو الهجوم وتلاشي الخطورة الحقيقية على مرمى كنكوني أحد أبرز نجوم المباراة.
الوسط
|