بعد انتهاء جولة الذهاب للدور ربع النهائي لكأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وخوض ممثلي الكويت الأبيض والأخضر مواجهتيهما أمام أربيل العراقي والكرامة السوري، يبقى الحسم مؤجلا حتى جولة الإياب، والتي سيخوض فيها الأبيض معركة شرسة خارج أرضه أمام اربيل كأول فريق كويتي يلعب على الأراضي العراقية منذ فترة طويلة.
ويستضيف الأخضر نظيره الكرامة السوري على ستاد صباح السالم بنهاية الشهر الجاري.
وعلى الرغم من النتيجة الإيجابية التي حققها الفريق خارج ارضه أمام الكرامة وخروجه بتعادل سلبي يعتبر نتيجة ممتازة قبل لقاء العودة، إلا أن الأمور لم تحسم بعد، خصوصا أمام خصم كبير قادر على قلب الموازين، وسبق أن مر بنفس التجربة أمام القادسية في دور الأربعة لدوري أبطال آسيا العام 2005 حينما انتهى لقاء الذهاب في سورية بتعادل سلبي وفاز خارج أرضه في لقاء الإياب
بهدف نظيف.
وينطبق الأمر ذاته على الكويت الذي خيب آمال متابعيه بتعادل على أرضه أمام أربيل كان اشبه بالخسارة، وصعبت من مهمته في مباراة الإياب، لكن يبقى الأمل موجودا والأبيض قادر على مواجهة الظروف.
عدم ترابط
وبالعودة إلى مباراة الأبيض وأربيل فقد كانت البداية سريعة ومثالية من جانب الأبيض، واستطاع لاعبوه محاصرة خصمهم في بداية اللقاء وأضاع خالد عجب أول فرصة تهديف حقيقية عندما هيأ له البرازيلي روجيريو كرة على طبق من ذهب لينفرد عجب بالحارس العراقي أحمد علي، ولكن عجب لم يحسن التصرف معها في الدقيقة الرابعة، وسرعان ما صحح خطأه بعد دقيقتين فقط، واستطاع ان يخترق دفاع اربيل بذكاء ويضع الكرة في الشباك، معلنا هدف التقدم لفريقه. بعدها حاول الأبيض ان يدخل منطقة اربيل عن طريق العمق الدفاعي بسلاح المهارات الفردية واللعب على الاطراف بتبادل مراكز بين وليد علي ورجيريو. وتعتبر الدقائق العشرون الاولى كويتاوية، فرض فيها الأبيض سيطرته بشكل كامل على مجريات اللعب، ولم يشكل اربيل اي خطورة على الدفاع الكويتاوي، وبدأ رتم المباراة بالنزول بعد ان سجل الكويت هدفه، وكان يسعى جاهدا للمحافظة على هذا التقدم. وبدأ اربيل بدخول فورمة اللقاء، وسدد مهدي كريم تسديدة ذكية، وكاد ان يخادع الكندري ولكن كرته كانت خارج الخشبات الثلاث.. وشكل اربيل قبل نهاية الشوط الاول سيطرة ميدانية على خط الوسط، وسعى الأبيض إلى المحافظة على تقدمه خلال الشوط الأول. ولم نجد تفسيرا للأداء الرتيب للأبيض في الحصة الثانية، والتراجع غير المبرر للاعبين، وإعطاء الفرصة للخصم في السيطرة على مجريات اللعب بأكمله.
وهدد أربيل مرمى مصعب الكندري بأكثر من كرة خطرة، وظهرت عيوب الدفاع الكويتاوي، ووضح الارتباك على لاعبيه في الكرات العرضية، وكان سهل الاختراق، خصوصا عبر انطلاقات المهاجم مهدي كريم الذي كان مصدر إزعاج لدفاع الأبيض، وتمكن من تسجيل هدف فريقه وعانى الأبيض خلال الشوط الثاني من عدم ترابط خطوطه وافتقاد لاعبيه للتجانس، ووضح تأثير غياب لاعب الارتكاز الأنغولي ماكينغا عن
صفوف الفريق.
الأخضر.. استبسال دفاعي
استطاع اللأخضر بقيادة مدربه الجديد الكرواتي دراغان الخروج بما يريد من مواجهة الكرامة السوري، وعاد بتعادل ثمين أشبه بالفوز بعد أن نجح اللاعبون بتطبيق نهج المدرب داخل الملعب بصورة سليمة وتألق الحارس شهاب كنكوني وخط الدفاع في الذود عن مرمامهم والاستبسال أمام هجمات الكرامة المتواصلة على مدار الشوطين، وتعتبر الطريقة التي خاض بها دراغان المواجهة ملائمة لظروف المباراة، فالخصم كبير وعنيد على ارضه ويملك العديد من الأسلحة داخل الملعب إلى جانب مساندة جماهيره المرعبة له بحماس شديد طوال اللقاء، والأخضر يعاني من نقص كبير وحاد في صفوفه، بالإضافة إلى عدم الانسجام بعد انضمام المحترفين الجدد، ونجح بفضل تكتيك مدربه في إيقاف مكامن خطورة خصمه، وتسبب ذلك في نرفزة لاعبيهم مع مرور الوقت وافتقادهم للتركيز في الملعب. وكان بإمكان الاخضر التقدم إلى الامام وتشكيل خطورة هجومية لولا الخوف والحذر الشديدين من التقدم وخلخلة الدفاع المحكم الذي خاضو به المواجهة.
ومن المنتظر أن تشهد المواجهة القادمة في الكويت إثارة وندية كبيرة في ظل رغبة الخصم في تعويض ما فاته وإصراره على الخروج من النفق المظلم الذي وضع نفسه فيه بالمقابل يتطلع الاخضر إلى إثبات أحقيته وتأكيد جدارته ومواصلة مشواره في
البطولة بنجاح.
اوان
=========================
|