كتب حافظ ضاحي : لا أحد يستطيع انكار أو تجاهل الدور والمكانة التي يتمتع بها النادي العربي على الصعيد الرياضي كأحد الاندية الكبيرة والمساهمة في وضع لبنات الرياضة الكويتية ليس فقط في لعبة كرة القدم مثلما يرى البعض وانما في جميع المستويات، فالعربي يعد قلعة من القلاع الكبيرة التي وضعت أسس ومقومات الحركة الرياضية الكويتية وقدمت العديد من الشخصيات الرياضية الفذة ذات الفكر الرياضي والقيادي العالي.
ويأخذ العربي دائما باسمه حيزا كبيرا في وسائل الاعلام المختلفة عند الفوز او الخسارة أو النجاح أو الاخفاق رغم عادة العربي صاحب اليد الطولى في تحقيق البطولات والمسابقات ولا شك ان هذه العوامل هي التي خلقت له قاعدة جماهيرية عريضة وذاع صيته خارجيا.
والعربي يتأثر في المحيط الذي يتواجد به، كما أن أعضاءه المنتمين اليه لهم تأثير مباشر عليه وهذه طبيعة الاندية ليس على المستوى المحلي وانما في جميع أنحاء العالم، وما بالك اذا ما كان يتميز بوضعية منفردة عن الآخرين وهي الزعامة أو القيادة كأحد الاندية الكبيرة، وهذا قدر العربي الذي ينتمي لتلك النوعية من الاندية، ومن ثم انه اصبح مادة لجميع المتابعين والرياضيين من خلال متابعته في حال حدوث اي امر فيما بين جدران النادي او ما بين ابنائه.
ورغم ان العربي عانى الكثير من حالة عدم الاستقرار في الكثير من الفترات لاسباب عدة منها خارجة عن ارادة الاسرة العرباوية واخرى مصطنعة من ايدي عرباوية بحتة ترى في قرارة نفسها ان مثل هذا يحقق غايتها لكن سرعان ما يعود الاخضر للوقوف بقوة وثبات امام المحاولات التي تسعى للنيل منه.
والعربي مضت عليه اعوام عدة وتحديدا في عهد الرئيس الحالي جمال الكاظمي وهو يواجه اصنافا من الانتقادات والهجوم ووصل الامر في كثير من الاحيان الى التقليل من شأن بعض اعضاء مجلس الادارة، ويدرك الجميع ان الاختلاف في وجهات النظر امر طبيعي وهذه سمة العمل الديموقراطي كما يشعر من يشغل عضوية مجلس الادارة بانه تحت العين والخطأ مرصود ومن ثم يجاهد بان لا يتكرر او لا يقع الخطأ والاستفادة في الوقت نفسه من جميع السلبيات التي تحدث وتقويم الاعوجاج.
ويلاحظ ان حالة عدم الاستقرار في العربي بدأت تتفاقم ولم تقف عند حدود الصوت العالي والاحتجاج الذي يمارسه البعض من محبي واعضاء الجمعية العمومية، وبدا كأن هناك تكتيكاً منظماً لخلق حالة من التوتر والاحتقان في القلعة الخضراء، توحي الاحداث التي يرصدها المتابعون في الوقت الراهن على ذلك فمنذ تحفظ اعضاء الجمعية العمومية على التقريرين المالي والاداري فبدأت حينها اصوات الانتقادات تتعالى والبعض منها طالب جمال الكاظمي ومجموعته بالرحيل وارجعوا تلك المطالب لفشل المجلس من تحقيق الفحوصات العرباوية وتراجع نتائج عدد من فرق النادي وتحديداً فريق كرة القدم، وذهبوا الى ان العضو المستقل ياسر أبل يجد مضايقات وتهميشاً من ممارسة دوره في المجلس ومن ثم ظهرت مشكلة اللاعبين خالد خلف ومحمد جراغ وتخلفهما عن مرافقة الفريق في معسكره التدريبي الذي اقامه في القاهرة، ومن ثم فرض مجلس الادارة عقوبة تأديبية بحقهما، وتعد مناسبة طالما ان اللاعبين لم يلتزما باللوائح وان كانت هناك مؤشرات بأن يرفع المجلس العقوبة عنهما بعدما تقدما بكتاب اعتذار.
وبعدها ظهرت مشكلة اضراب لاعبي فريق كرة الطائرة الذين يطالبون بإبعاد المدرب والجهاز الاداري شريطة عودتهم لمزاولة اللعبة ولا شك أن مثل هذا الطلب لايترك مجالا للشك ان هناك امراً خفيا وراءه، مع ادراك ان هناك تراكمات قديمة له وبقيت «خاملة» وسعى على ما يبدو والبعض لاثارتهما مجددا ومهما كانت مبررات اللاعبين الا انها ليست منطقية ولا يمكن ان تصل لدرجة المطالبة باختيار الجهازين الاداري والفني.
ولم تتوقف الاحداث في العربي عند ذلك بل طلت قضية مشاركة فريق كرة اليد في البطولة الآسيوية التي ستقام في الاردن برأسها وكأن العربي تنقصه المشاكل، واحداث مثيرة حتى تأتي هذه القضية لتفتح بابا جديدا من الصراع مع الهيئة العامة للشباب والرياضة التي تنص لوائحها على عدم تحمل تكاليف مشاركة الوصيف في البطولات الخارجية.
ولذلك يفترض على الادارة العرباوية ان تناقش الامر بروية وبهدوء وتعمل على تدبير المبلغ الملائم الذي يساعد على اقامة المعسكر التدريبي.
ومن ثم المشاركة علما بان صندوق اللاعبين سيكون الحل المناسب لهذه الازمة المفتعلة.
وتوالي الاحداث والمواقف المشنجة في العربي باستمرار بدأ يخرج عن المألوف فإذا كانت الادارة برئاسة جمال الكاظمي لديه اخطاء وهفوات ومثل ذلك وضع طبيعي يحدث في جميع مجالس الادارات، الا ان التعامل مع الاخطاء بانها خطأ لا يغتفر يعد امرا غير منطقي.
وسيطرة الكاظمي على المجلس طوال الأعوام التسعة برهان ودليل على اقتناع اعضاء الجمعية العمومية به وبعمله، وان كان خصومه يرون ان ذلك ليس معيارا للدلالة على الاقتناع به نظراً لطبيعة الجمعية العمومية الا ان ذلك يؤكد جدارته بفرض تواجده على رأس الإدارة وفقا لما كفلته له اللجنة الانتخابية التي عجز خصومه عن اجادتها.
وإذا ما كان البعض وخصوصا ممن يختلفون مع الكاظمي يراهنون على اجتماع الجمعية العمومية غير العادية يوم 14 اكتوبر المقبل بعدم الحصول على النسبة الكافية من الاصوات التي تؤيد التقريرين المالي والإداري وان المجلس سيحل من قبل الهيئة العامة للشباب والرياضة، في حال احالة الأمر لها ففي حال حدوث ذلك فهذا سيسهم في زيادة حدة التناحر في المستقبل بين الاطراف العرباوية.
ولذلك يجب على منتسبي ومحبي العربي وبالذات ممن يرون انهم قياديين ان يتصفوا بعقلانية الطرح وخفض الاصوات الانفعالية غير المجدية التي تعمل على التفرقة والتشتيت والاهم من ذلك عليهم ان يعيدوا شريط الذكريات ومدى المعاناة التي عانى منها العربي في منتصف واواخر الثمانينات ولابد من وضع تلك الحقبة في الحسبان لان الماضي مليء بالدروس المفيدة.
النهار
|