لا يختلف اثنان على أن محمد جراغ وخالد خلف من الاعمدة الاساسية للفريق الاول لكرة القدم بالنادي العربي والمنتخب الوطني، لكن «الاخضر» بقراره رفع عقوبة الايقاف عنهما والاكتفاء بالعقوبة المالية وإشراكهما في مباراته امام مضيفه الكرامة الذي خطف منه الفوز في عقر داره بالركلات الترجيحية، خسر بذلك «الكرامة » مرتين...
الاولى عندما ودع بطولة كأس الاتحاد الاسيوي بعودة جراغ وخلف الى الفريق رغم انه كان الاقرب للتأهل الي الدور قبل النهائي بعدما تعادل سلبيا صفر/صفر مع الفريق السوري في مباراة الذهاب التي اقيمت على استاد خالد بن الوليد في مدينة حمص رغم مما كان يعاني من نقص في صفوفه.
والخسارة الثانية عندما اعتدى على القيم والمبادئ وتنازل عن حق من حقوقه الاصيلة لكون «القلعة الخضراء» مدرسة تربوية تعلي الاخلاق عن اي مكسب يأتي عن طريق الحاجة مهما عظم شأن لاعب وارتفعت قيمته المهارية والفنية، لأن «من أمن العقوبة أساء الادب».
ولا يختلف اثنان أيضا على أن كرة القدم لعبة جماعية لا تعتمد على لاعب أو لاعبين أو حتى ثلاثة، اذن ما قامت به ادارة النادي العربي من رفع العقوبة عن جراغ وخلف بجرة قلم جانبها الصواب كثيرا وكانت بعيدة كل البعد عن الاسس الصحيحة التي بنيت عليها أصول اللعبة وقوانينها ليس إلا تلبية لدعوة زملائه بالفريق الذين تقدموا بكتاب استرحام للادارة لرفع العقوبة التي أصدرها المجلس بحقهما بعد غيابهما عن تدريبات الفريق وعدم إلتحاقهما بالمعسكر التدريبي الذي أقامه الاخضر في القاهرة للاستعداد للقاء نظيره الكرامة السوري في ذهاب دور الثمانية لبطولة كأس الاتحاد الاسيوي والتي جرت اخيرا في مدينة حمص وانتهت بالتعادل السلبي.
لقد تجاوزت ادارة العربي في قرارها برفع الايقاف عن اللاعبين المتمردين كل الاعراف والقيم التي جبلت عليها الادارات السابقة للقلعة الخضراء في تنظيم العمل الاداري الصحيح في تطبيق مبدأ الثواب والعقاب واستبدلته الادارة الحالية بقرارات عشوائية ومزاجية يحكمها الخوف والعاطفة، لقد فشلت الادارة الخضراء في كيفية التعامل الايجابي مع قضية اللاعبين اللذين ارتكبا مخالفة صريحة وواضحة في حق الفريق، وكان لابد أن يكون المجلس أكثر صرامة وقوة في تطبيق العقوبة التي كانت من المفترض أن تكون رسالة وعبرة للاخرين حتي تستوي الامور ولا تكون سابقة من الممكن أن تتكرر في كل مناسبة.
فهل يعقل أن يكتفي اللاعبان بتلك المدة القصيرة جدا من العقوبة لمجرد الاعتذار فقط أو زجهم بزملائهم لاحراج مجلس الادارة، وتناسوا أن اللاعبين اجتهدوا وتعبوا في مسيرة الفريق سواء في معسكر القاهرة أو رحلة الذهاب الي حمص في شهر رمضان، بينما جراغ وخلف فضلا التمتع بإجازتهما الصيفية خارجيا وأعقبوها بإجازة داخلية، وتناسوا جهود زملائهما لعلمهما الكامل أن مجلس ادارة النادي سيرضخ بالنهاية لنجوميتهما الجماهيرية ويغفر لهما كل شيء.
رفع الايقاف سيفتح أبواب جهنم على ادارة العربي وسيكون من حق أى لاعب مستقبلا التمرد على كل صغيرة وكبيرة ومن ثم الاعتذار فقط وينتهي كل شيء، وتلك هى علة القلعة الخضراء التي أصبحت قراراتها تضرب بعرض الحائط، وغير ملزمة وبالامكان تجاوزها بسهولة تامة، والضريبة غيابها عن منصات التتويج.
جراغ وخلف نجمان كبيران، ولكن الاخضر أكبر بكثير بتاريخه ونجومه السابقين، وما قاما به ليست سابقة أولى وسبق لهما مرارا وتكرارا وفي كل مرة تتنازل الادارة الحالية، حتى أصبحا سيناريو مملا في كل موسم، وقد نلتمس للنجمين بعض العذر من خلال عدم وجود ادارة ناجحة تعرف كيفية التعامل معهما خصوصا في تقدير مواهبهما الفنية التي تساوي في وقتنا الحالي الشيء الكثير من الدولارات في عالم كرة القدم، وكان يفترض أن تكون لهما رعايا خاصة وليس مساواتهما ببقية زملائهما الذين يتقاضون رواتب احترافية أشبه « ببقشيش».
عودة جراغ وخلف الي الفريق العرباوي لم يكن مكسبا، والخسارة ستكون كبيرة ومكلفة لتاريخ العربي الذي سيدفع الثمن غاليا في المستقبل.
" الـراي "
|