من حق جماهير العربي ان تغضب لخروج فريقها من كأس الاتحاد الآسيوي بركلات الترجيح امام الكرامة السوري.. وكشاهد عيان تابعت المباراة من مقصورة استاد صباح السالم أؤكد ان العربي كان ضحية مدرب مبتدئ تسبب في سقوط العربي بأخطاء قاتلة
فالكرواتي دراغان، الذي ظن البعض انه جاء على جواد ابيض لاعادة العصر الذهبي للعرباوية (نتمنى ذلك والله)، اضاع فرصة اعادة الفرحة، فللأسف كانت الحقيقة المؤلمة في لقاء الكرامة الذي أهان فيه سمعة العربي امام جماهيره.
كانت بداية الأخطاء في التشكيل الذي وضع فيه ثلاثة لاعبين لم يشاركوا منذ الموسم الماضي محمد جراغ وخالد خلف وعلي مقصيد، ويبدو ان المدرب اراد ان يلعب برهان الاحتمالين، اذا وفق في المباراة نسب الفضل لنفسه في اعادة اكتشاف اللاعبين الثلاثة رغم ابتعادهم، واذا فشل فانه يحمل الادارة المسؤولية.. والخطأ الثاني هو اللعب بمهاجم وحيد خالد خلف والمباراة على ارضه ووسط جمهوره ويسعى للفوز، وأدى ذلك إلى تعطل إنتاجية الفريق من الأهداف طوال المباراة، وهذا يدل على ان المدرب لم يستطع قراءة المباراة ومنافسه وتعامل معها بعيداً عن الواقعية.
لقد كانت أمامه فرصة لعلاج الأخطاء في الشوط الثاني بعد ان شاهدنا دكة البدلاء بالكامل تقوم بالإحماء استعداداً لإنقاذ الموقف.. لكن المدرب تمادى في أخطائه الفنية بإجراء تغييرين بنزول حسين الموسوي وعلي أشكناني بدلاً من أحمد عبدالغفور ومبارك البلوشي وسحب المحترف ايغور من مركز الهجوم إلى الدفاع، وهذا منطق غير مقبول فنياً.
وكانت الطامة الكبرى للمدرب في التوقيت الذي اجرى فيه تغييره الثالث بنزول احمد موسى قبل نهاية المباراة بثوان، على الرغم من ان اللاعب لا يستحق الجلوس على دكة الاحتياط، اولا لتاريخه المعروف واسمه وسمعته، ولاجادته في آخر مباراتين للفريق امام الكرامة والشباب الاماراتي اللتين كان فيهما احد افضل اللاعبين، والشيء الغريب ان تاريخ احمد موسى لا يعرفه المدرب الذي اطاح بكل القيم في التعامل مع اللاعبين وحرق اعصابهم.. نعم لقد تسبب تصرف المدرب في تحطيم نفسية اللاعب الذي من حقه ان يرفض تسديد ركلة الترجيح طالما انه لم يتهيأ لها نفسيا. المهم ان المدرب دراغان في مؤتمره الصحفي عقب المباراة اراد ان يخدع الجميع ويحول اخطاءه الفنية في اتجاه احمد موسى الذي اراد ان يحمله مسؤولية الخسارة، رغم انه كان من الأجدر ان يتحملها هو بكل شجاعه مثلما يفعل الكبار.. وهمسة في اذن المدرب: لماذا لم يوضع المحترفان ايغور وروك ضمن المسددين لركلات الترجيح؟ هل كان يريد ان يبعدهما عن المخاطرة وتحمل المسؤولية؟ وها هو احدهما قد رفض تحمل هذه المسؤولية، فلماذا القى الكرة في ملعب احمد موسى؟ وكيف عرف ان موسى يجيد تسديد الركلات الترجيحية؟ والسؤال الذي لا تعرف جوابه في لغة التدريب: لماذا لم يجر المدرب اي حصة تدريبية للاعبين على تسديد ركلات الترجيح؟ وهل فعلا عندما سأله اللاعبون عن سبب ذلك قال لن يحتاجها في المباراة؟
نقول لادارة النادي العربي أنقذوا الفريق من هذا المدرب قبل فوات الاوان، بعد ان اصبح نصف اللاعبين لا يرغبون في استمراره واسألوهم.
" القـبـس "
|