كان أمس يوما لا ينسى ولن يمحى من ذاكرة كل شخص محب لهذا البلد وخصوصاً الرياضيين فقد شهد هذا اليوم التاريخي تتويج أول فريق كويتي في بطولة على مستوى آسيا وكان المتكفل بتحقيق هذا الحلم هو عميد الأندية الكويتية نادي الكويت الذي تغلب على فريق الكرامة السوري في نهائي بطولة كأس الاتحاد الآسيوي والذي أقيم على استاد نادي الكويت بكيفان وشهد حضور وتكاتف ابناء الوطن بكل أطيافه حيث لم يتوان أحد في الحضور ليشهد تلك اللحظات الجميلة في مشهد يجسد العلاقة الثمينة التي تربط أبناء الكويت ببعض
وأظهر اللاعبون إصرارا غير مسبوق على التمسك بالفوز من خلال المستوى القوي الذي أظهروه وانهائهم المباراة في الثواني الأخيرة بعد أن كانت النتيجة التعادل الايجابي حيث تمكن العماني إسماعيل العجمي من إعادة ما قام به في مباراة قبل النهائي أمام جنوب الصين حيث سجل هدف الفوز وعاد ليحرز أغلى الأهداف الذي كان السبب في تتويج الأبيض بطلا للبطولة الآسيوية.
بدأ الشوط الأول حذراً نوعاً ما مع أفضلية لنادي الكويت الذي بادر بالهجوم في الدقيقة الخامسة عن طريق ناصر القحطاني الذي تسلم كرة جميلة في عرض الملعب وراوغ أحد المدافعين وواجه المرمى ولكنه أطاح بها خارج المرمى عن طريق تسديدة ضعيفة وفي الدقيقة السادسة سنحت فرصة للكويت لتسجيل هدف مبكر ولكن العارضة كانت سدا لرأسية اسماعيل العجمي وبعد هذه الهجمة أحس الكرامة بالخطر فبادر في شن الهجوم على الدفاع الكويتاوي وبطريقة مفاجئة انفرد المتألق عاطف جنيات بالحارس مصعب الكندي وراوغ سامر المرطة وسددها قوية ولكنها ارتطمت بالمدافع عبدالله المرزوقي وخرجت ركنية ولم يتوان الفريق السوري في الاتجاه نحو الهجوم وحاول في بناء بعض الهجمات ولكن كان لمدافعي العميد كلمة حيث لم تفلح كل الكرات العالية بوجود سامر المرطة وعبدالله المرزوقي حتى جاءت الدقيقة 15 واحتسب الحكم كرة ثابتة للأبيض في نصف الملعب تصدى لها اللاعب حسين حاكم وقام برفعها داخل المنطقة المحرمة ولكنها وصلت للحارس الذي يبدو أن الكرة «لسعته» فلم يستطع أن يسيطر على الكرة وفقدها بطريقة غريبة فأخذت الكرة طريقها للمرمى معلنة عن هدف التقدم للكويت بعد الهدف تراجع لاعبو العميد إلى الخلف في محاولة للحفاظ على الهدف فامتلك الكرامة زمام الأمور وكان اللعب محصورا في وسط الملعب كون الدفاع الكويتي قام بعملية إغلاق محكمة للمنطقة مع الاعتماد على انطلاقات وليد علي وإسماعيل العجمي الذي شكل إزعاجا على الدفاعات السورية واستطاع تسلم أغلب الكرات التي يبعدها الدفاع الكويتي واستمر الوضع على ما هو عليه حتى جاءت صافرة الحكم معلنة انتهاء الشوط الأول بتقدم فريق نادي الكويتي بهدف.
جاء الشوط الثاني مغايراً للشوط الأول حيث بدأه الكرامة مسيطراً في محاولة لتعويض الهدف الذي سجله الكويت بالشوط الأول فشن العديد من الهجمات التي اربكت الدفاع الكويتاوي والتي جعلته يقوم بأخطاء كبيرة وساد سوء التفاهم بين اللاعبين وكان بداية الهجمات السورية عن طريق محمد الحموي في الدقيقة 58 إثر تسديدة قوية خرجت قريبة عن المرمى واستمر الحال كما هو ضغط سوري واستحواذ على الكرة مع محاولات للأبيض في التصدي للهجوم السوري وارجاعه للخلف من خلال بعض المحاولات التي قادها وليد علي وكانت هناك هجمة خطرة للفريق السوري في الدقيقة 65 بعد تسديدة من محمد الحموي المزعج تصدى لها مصعب الكرامة على دفعتين ثم أحس المدرب الوطني محمد عبدالله بالخطر فقام باقحام البرازيلي روجيريو الذي كان سببا في ثورة بصفوف العميد وغير من الشكل العام للاداء الكويتاوي من خلال توغلاته واختراقاته التي تأتي من العمق وكان سببا في ازعاج دفاع الكرامة مما اضطرهم للقيام بعرقلته أكثر من مرة وشكل خطورة على المرمى كما أتاح الفرصة لزملائه في التحرك بكل اريحية وتمكن العميد في هذا الوقت من استعادة سيطرته على الكرة حتى أتت الدقيقة 81 التي سجل بها الكرامة هدف التعادل بعد رفعة جميلة من الحموي جاءت على قدم اللاعب ديب الذي غير اتجاهها نحو المرمى معلنة هدفا في وقت مزعج للعميد، بعد الهدف رمى العميد بكل ثقله في محاولة لانهاء المباراة في وقتها الأصلي وقام بالضغط على المرمى السوري بكل قوته وكان واضحاً انه لا مفر من لعب شوطين اضافيين ولكن كان للمحترف اسماعيل العجمي رأي آخر عندما تمكن من تسجيل هدف الفوز بالدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع لتنتفض الجماهير ويهتز الملعب بشكل خيالي وتنفس الجمهور مرة اخرى وأتت أخيراً صافرة الحكم الإيراني معلنة عن اول بطولة آسيوية لفريق كويتي على مر التاريخ.
الحرية
======================
رايتك بيضاء
الكويت يخطف كأس الاتحاد الآسيوي من الكرامة برأسية العجمي في الوقت الضائع
حازم ماهر ووسام الجمال
فاز الكويت على الكرامة السوري 2/1 في نهائي كأس الاتحاد الآسيوي الذي أقيم على استاد نادي الكويت في السابعة والنصف من مساء أمس وسط حضور جماهيري مكثف.
حقق نادي الكويت إنجازاً تاريخياً بفوزه بلقب كأس الاتحاد الآسيوي، وذلك بعد أن تمكن من هزيمة منافسه الكرامة السوري بهدفين لهدف واحد في المباراة النهائية للبطولة التي أقيمت مساء أمس على استاد نادي الكويت، ويعد هذا الإنجاز القاري هو الأول من نوعه لأي نادٍ كويتي على مستوى كرة القدم.
سيطرة بيضاء
طغى الحماس على الجوانب الفنية في الشوط الأول، الذي دانت فيه السيطرة للاعبي الأبيض بفضل السرعة وحسن الانتشار، بينما ظهر الارتباك على لاعبي الكرامة. وجاءت البداية سريعة، إذ أطاح لاعب الكويت ناصر القحطاني في الدقيقة الرابعة بالكرة اعلى عارضة حارس الكرامة مصعب بلحوص وهو على بعد خطوات قليلة من المرمى، وفي الدقيقة السادسة نفذ حسين حاكم ركنية متقنة حوّلها العماني اسماعيل الدجمي برأسه قوية تصدت لها عارضة بلحوص، التي حرمت الكويت من هدف مستحق، ليرد الكرامة بهجمة مرتدة كاد على اثرها ان ينفرد اللاعب عاطف جنيات بحارس الكويت مصعب الكندري، لكن جنيات تسرع في التسديد في اقدام لاعبي الابيض، وانبرى حسين حاكم لركلة حرة مباشرة من الناحية اليسرى لعبها قوية امسك بها بلحوص، لكن الكرة سقطت خلفه بغرابة شديدة، لتهتز شباك الكرامة وسط صيحات جميع من في الملعب، بعد الهدف تبادل لاعبو الكويت الكرة من خلال التمريرات الطولية والعرضية، وهو ما زاد في ارتباك لاعبي الكرامة الذين عادوا الى جو المباراة في الدقيقة 32 برأسية محمد الحموي التي مرت بجوار القائم الايسر للكندري، ثم تبادل الفريقان الهجوم من دون خطورة لينتهي الشوط الاول بتقدم الابيض بهدف من دون رد.
تعادل وهدف قاتل
وفي الشوط الثاني هاجم الكويت منذ البداية بغية احراز هدف ثانٍ يقضي به على آمال لاعبي الكرامة، غير ان الهجوم الابيض لم يمثل خطورة على مرمى الفريق المنافس الذي ظهر بمستوى افضل كثيرا من المستوى الذي ظهر عليه في الشوط الاول، ومثل هجوم الفريق خطورة حقيقية على مرمى الابيض، لكن الدفاع ومن خلفه المتألق مصعب الكندري حافظا على الشباك نظيفة، حتى جاءت الدقيقة 81 التي نجح فيها لاعب الكرامة علاء الشبلي بإدراك هدف التعادل إثر استغلاله لتمريرة طويلة من منتصف الملعب تقريبا مررها عاطف جنيات حولها الشبلي غير المراقب بسهولة إلى داخل الشباك، بعد الهدف حاول لاعبو الكويت انهاء المباراة لمصلحتهم في الوقت الاصلي، وكاد وليد علي ان يفعلها من خلال ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 90، لكن الحارس مصعب بلحوص كان لها بالمرصاد، ثم تصويبة أخرى لحسين حاكم ابعدها الكاميروني ريتشارد إلى ركنية، لكن المتألق اسماعيل العجمي فعلها في الدقيقة الخامسة من الوقت المتبقي بدل الضائع حينما ارتقى لعرضية ناصر القحطاني برأسه ليضعها على يمين بلحوص ويهدي الكأس للكويت للمرة الاولى في تاريخه.
أدار اللقاء طاقم تحكيم ايراني يتكون من مسعود مرادي حكم ساحة، وعاونه رضا سوفا نام وحسان قمر وانذر مرادي حسين حاكم ووليد علي (الكويت) وانس الخوجي (الكرامة)، بالاضافة إلى طرد ثامر المرطة لحصوله على بطاقتين صفراويين.
لقطات
• حضر اللقاء وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور محمد العفاسي، ورئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة اللواء فيصل الجزاف، ورئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام، ورئيس اللجنة الانتقالية الشيخ أحمد اليوسف، ورئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد الفهد، ورئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة بمملكة البحرين الشيخ فواز بن محمد، ورئيس نادي القادسية الشيخ طلال الفهد، بالإضافة إلى مجموعة من أعضاء مجلس الأمة.
• توجَّهت النائبتان أسيل العوضي ورولا دشتي إلى جماهير الدرجة الثانية بين شوطَي المباراة، لتحفيزهم على تشجيع الفريق والشد من أزره حتى صافرة الحكم الأخيرة.
• انهمرت دموع إسماعيل العجمي صاحب الهدف القاتل في مرمى الكرامة السوري عقب انتهاء اللقاء مباشرة فرحة بالهدف.
• شهدت مدرجات الاستاد لوحة فنية بديعة إذ تعانقت أعلام الأندية بشكل لافت للنظر لتستحق جماهير الأندية الكويتية بذلك لقب نجم البطولة من دون منازع.
قالوا بعد المباراة
الغانم: الجماهير لعبت الدور الأكبر
أكد رئيس جهاز الكرة بنادي الكويت مرزوق الغانم أن الجماهير الكويتية لعبت الدور الأكبر بتشجيعها المثالي وشدها من أزر اللاعبين، مضيفاً أن الهدف الذي أحرزه فريق الكرامة من لعبة «غير حضارية»، إذ بدلاً من إخراج الكرة إلى خارج الملعب لإصابة أحد لاعبي الكويت فوجئنا بالكرة تعانق الشباك وسط دهشة الجميع، مشيراً إلى أن ما يزيد أيضاً من فرحة الفوز بالبطولة هي الظروف الصعبة التي مر بها الفريق، والتي تمثلت في عدم تسجيل محترفين جدد وغياب بعض العناصر المؤثرة.
المرزوق: إنجاز للكرة والأندية الكويتية
أشار رئيس النادي عبدالعزيز المرزوق إلى أن الإنجاز الذي حققه الأبيض لن يسجل باسم الفريق فقط، وإنما سيسجل باسم الكرة والأندية الكويتية، معرباً عن أمنيته أن تكون هذه البطولة هي الطريق نحو حصد الأندية الكويتية للبطولات القارية، وكذلك تأهل الأزرق لنهائيات كأس آسيا بقطر 2012.
بن همام: العودة إلى منصات التتويج
أكد رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام أن الإنجاز الذي حققه فريق الكويت يُحسَب للشعب الكويتي كله، وأن هذا الإنجاز سيعود مجدداً بالكرة الكويتية إلى منصات التتويج، لافتاً إلى أن قرعة البطولة خدمت فريق الكويت ولم تظلم فريق الكرامة.
العوضي: ازدهار الرياضة
أشارت النائبة أسيل العوضي إلى أن الفوز بالبطولة سيمثل عودة إلى ازدهار الرياضة الكويتية مجدداً بإذن الله.
الفهد: استكمال الخير يوم 15
وجّه رئيس نادي القادسية الشيخ طلال الفهد شكره إلى لاعبي ومجلس إدارة نادي الكويت والجماهير بمختلف ميولها على هذا الإنجاز الذي تحقق، مؤكداً أن الفوز بالبطولة بداية الخير، وأن يوم 15 من الشهر الجاري سيشهد استكمال هذا الخير.
العجمي: المساهمة في الإنجاز
أعرب لاعب الفريق إسماعيل العجمي عن سعادته نتيجة المساهمة في تحقيق إنجاز هو الأول للكرة الكويتية ولنادي الكويت، وأن عددا كبيرا من أصدقائه توقع له إحراز هدف الحسم الذي سيتوج الأبيض بلقب بالبطولة.
حاكم: الاجتهاد في التدريب
قال اللاعب حسين حاكم إن الهدف الأول الذي أحرزه من ركلة حرة مباشرة كان بتوفيق من الله نتيجة لاجتهاده في التدريبات، وإن هذا الهدف يهديه إلى الشعب الكويتي كله.
وليد:اللاعبون على قدر المسؤولية
أكد اللاعب وليد علي أن لاعبي الفريق كانوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأنهم وضعوا نصب أعينهم تحقيق اللقب الغالي وإهداءه إلى الجماهير الوفية بمختلف ميولها، والتي اكتظت بها المدرجات.
جريدة الجريدة
|