قيل لأحدهم وكان لديه ولد عاق: كيف ابنك؟ قال: عذابٌ أزعف علي به الدهر، فليتني قد أودعته القبر، فأنه بلاء لا يقاومه الصبر وفائدة لا يلزم عليها الشكر. لا أحد يستطيع توجيه اللوم إلى النجم السوري فراس الخطيب، لتركه النادي العربي وتوجهه إلى الملكي، بكل الأحوال لسببين الأول، في محاولة البحث عن تجربة احترافية جديدة،
والأخرى تحصيل المال والابتعاد عن ناديه الذي لم يصرف له رواتب فترة 6 شهور في واحدة من أغرب الظروف المالية التي مر بها النادي العربي، حتى تسبب تصريحاته التي أدلى بها في تفجير العديد من الأوضاع التي تسببت في طرح أمره بالجمعيتين العموميتين اللتين انعقدتا في وقت سابق. يصور العرباويون أن رحيل «الخطير» عن النادي كالولد العاق الذي ترك أباه وأصبح يصر على معصيته، بعدما انتقل إلى الغريم التقليدي القادسية في نفس البلد، ما سيثير حساسية مفرطة، مما سيفجر مفاجأة من العيار الثقيل في حال لعب فراس واقترب ناحية الجماهير التي آزرته طوال السنوات الخمس الماضية، حتى سجل الخطيب 100 هدف، وهو ما لم يخطر على بال أي محترف من قبل حتى صنف الخطيب أفضل محترف في تاريخ الكرة الكويتية، بالرغم من جلب العديد من الأسماء اللامعة إلى الدوري الكويتي. من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى نشوب التعصب الكروي انتقال اللاعبين بين الغريمين التقليدين، ولاسيما في أعرق ناديين في العالم، قطبي الكلاسيكو ريال مدريد وبرشلونة الاسبانيين بعد انتقال لويس انريكي من الريال الى البرشا، ولويس فيغو من النادي الكتالوني الى الملكي، إضافة الى لعب كارلوس تيفيز من مانشيستر يونايتد الى مانشيستر سيتي والايطالي زامبروتا من اليوفي الى أن انتهى به الحال الى الميلان، وهو ما يخشاه النقاد والمتابعون من أن يكون دخيلاً على الرياضة الكويتية من خلال مواجهة الليلة الحساسة. قلة قليلة من جماهير العربي ستتعمد ضرب الخطيب من خلال الشيلات والصيحات الاستهجانية، ما يعني أن ذلك سيساهم في تعميق الخلاف بين لاعبي الفريقين، على الرغم من الصداقة الحميمة التي تربط اللاعب السوري بزملائه (أصدقاء الأمس)، فإذا كانت جماهير الأخضر تريد تأكيد زعامة ناديها فعليها نسيان الخطيب بأي أمر ممكن، خصوصاً أن العربي ناد لا يشق له غبار بغض النظر عن ما يحصل له في الوقت الحالي من هبوط في المستوى، وهو نتاج خلافات وصراعات انتخابية منذ أزل طويل بين رجالات النادي العربي، أثر ذلك على جميع الالعاب، وليس على كرة القدم بالنادي فقط.
على جماهير العربي اليوم الظهور بشكل حضاري، لأنها الأجمل والقدوة محلياً، فهي التي تشجع فريقها مهما كانت ظروفها لحبه الجم له، وعليه فأنه يترتب عليها نسيان الخطيب وعدم نعته لها لا من قريب ولا من بعيد وقبول التحدي والمراهنة على لاعبي الأخضر، لتأكيد جماليته وتقديره للاعب أعطى وضحى من أجل العربي قبل أن ينكره بعض القائمين على النادي العربي، وهو الذي صال وجال مع الزعيم حتى أصبح نجمه الأوحد، الأهم من ذلك كله على العربي دخول المباراة بأحد عشر رجلاً مقابل أحد عشر رجلاً، والامتثال لقول العرب قديماً: المرء بكبده .. والفرس بشده.. والسيف بحده، وذلك لكسب الرهان وإثبات علو الكعب، ولاسيما من العربي الذي يدخل اللقاء في ظروف صعبة للغاية.
اوان
|