قبل ايام خسر الفريق الاول لكرة القدم بالنادي العربي امام القادسية بأربعة اهداف مقابل لا شيء وكان قبلها قد خسر امام المحرق البحريني ببطولة الاندية الخليجية بخماسية قاسية ولم يقدم العربي خلال هذا الموسم الى الآن مستوى جيداً يليق باسمه وسمعته، كل هذه الامور تبدو طبيعية وصحية نظرا للوضع الصعب الذي يعيشه النادي، فالمشاكل الادارية المتوالية بإمكانها ان تعصف بأي ناد في العالم وتدمره وبامكانها كذلك ان تؤثر على نفسيات اللاعبين،
والاصابات والغيابات التي يعانيها فريق كرة القدم كان لها الاثر البالغ فيما آلت اليه نتائج الفريق حاليا.
فوز القادسية كان مستحقا وبجدارة لما يملكه الملكي من عناصر جبارة واستقرار غير عادي وصف ثان يعتبر من افضل الذخائر التي يمكن ان تتسلح بها الفرق ومدرب لديه المعرفة الكاملة بامكانيات لاعبيه والنتيجة لم تكن غريبة بل متوقعة ولكن مع كل تلك المآسي التي يعيشها النادي العربي والنزيف الذي لا يتوقف من جرح هذه القلعة الحزينة لابد لنا ان نؤكد انه لا يوجد شيء بالعالم يمكنه ان يمحو تاريخ هذا النادي، فلا يوجد زعيم في الكويت غيره، حيث كان السباق في كل شيء فللنادي العربي تاريخ مشرف وراق وسجل ذهبي لم يستطع اي ناد الوصول اليه ليس في مجال كرة القدم فقط بل في جميع اللعبات وهو اول من مثل الكويت خارجيا وهو اول ناد يلعب في اوروبا كما انه اول ناد يمثل الكويت في البطولة الآسيوية، كان ذلك عام 1969 بصفته بطل الدوري، ذلك العام، كما حقق العربي انجازا غير مسبوق بفوزه على فريق لاتسيو الايطالي عام 1982 بنتيجة 1-0 على استاد صباح السالم وكان الفريق الايطالي قد شارك بكامل نجومه عندما كان يعيش افضل سنواته بالدوري الايطالي، اما بالنسبة للانجازات والبطولات التي حققها العربي فحدث ولا حرج، حيث يحمل العربي الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالدوري وهو 16 مرة وهو رقم لم يحققه الى الآن اي فريق خليجي على مر السنوات، كما انه حامل الرقم القياسي في تحقيق بطولة كأس الامير برصيد 14 مرة وفاز بكأس ولي العهد 4 مرات وبطولة الخرافي 3 مرات وكأس شوت مرة واحدة وبطولة السوبر مرة واحدة، كما تمكن العربي من تحقيق بطولة الخليج للاندية مرتين عامي 1982 و2003، كما خرج العربي العديد من النجوم التي زخرت بهم سماء الرياضة الكويتية وشكلوا عناصر اساسية مع المنتخب الوطني حتى وصلوا معه الى اعلى المستويات مثل كأس العالم عام 1982 وغيرها من الانتصارات، كما ان جماهير العربي تعتبر من اكبر جماهير الرياضة في الكويت ولا تقبل ان يصل فريقها الى ما وصل اليه في الوقت الحالي، وكان الجميع يتوقع استفاقة للفريق والعودة مجددا الى زمن الانتصارات خلال هذا الموسم ولكن الكل تفاجأ بمستوى الفريق المتواضع الذي لا يؤهله اساساً اللعب في الدوري الممتاز والمحترفين الذين جاءوا ليتعلموا اساسيات كرة القدم في النادي العربي وغياب الروح التي كان يتميز بها لاعبي العربي عن باقي الفرق، ومما لا شك فيه ان كل محبي وجماهير النادي عيونهم على تحقيق لقب الدوري الذي يعد الاصعب والاشق بين البطولات ولابد لمن يرغب بتحقيقه ان يجتاز مشوار صعباً محفوفاً بالمخاطر ومن يرد ان يثبت انه فريق كبير فليحقق تلك البطولة ولكن العربي غائب عن تحقيق ذلك منذ اخر بطولة دوري موسم 2001 / 2002 عندما كان العربي قد بدأ الدوري ايضا بنتائج غير جيدة حيث ضاعت منه 6 نقاط في اولى المباريات كان ضحيتها المدرب يان بيفارنيك حيث خسر في المباراة الاولى امام النصر بثلاثة اهداف مقابل هدف بعدما كان متقدما بهدف، اما المباراة الثانية فزاد السالمية من جراح العربي وهزمه بهدفين مقابل لا شيء بقدم علي مروي وبابا سيرا، بعد ذلك قامت الادارة بالاستعانة بمدرب فريق 19 سنة البرازيلي فييرا الذي قام بنقلة نوعية بالفريق وفاز على الكويت بهدف يتيم للنجم منصور باشا رغم ان الفريق كان يعاني غيابات مهمة وبعد تلك المباراة عبر العربي ساحل الكويتي في رحلة شاقة وفاز على الساحل بهدفين مقابل هدف سجلهما خالد عبدالقدوس ومالك القلاف، ثم جاءت المخاطرة امام القادسية والتي كانت تعتبر مباراة عنق الزجاجة ولكن العربي استطاع ان يخرج فائزاً بهدفين مقابل هدف في مباراة لا تنسى ثم تمكن من هزيمة التضامن بكل سهولة بهدفين مقابل لا شيء ليصبح رصيد العربي 12 نقطة ثم عاد العربي لسيناريو ضياع النقاط مجدداً حيث ضاعت منه 8 نقاط في 3 مباريات فخسر من كاظمة وتعادل مع النصر والسالمية ولكن العربي ابى ان يكون خارج المنافسة فهزم الكويت مجدداً بثلاثة اهداف مقابل هدفين بمباراة رائعة تمكن الاخضر من تسجيل هدف الفوز بالثواني الاخيرة من الشوط الثاني ثم عاد وفاز مجدداً على الساحل بثلاثة اهداف لهدف بعدها حل العربي ضيفاً على القادسية في مباراة متوسطة المستوى انتهت باقتسام الفريقين نقاطها، وفي الجولة قبل الاخيرة من الدوري تمكن العربي من الفوز على التضامن في مباراة حساسة بهدفين لهدف لمحمد جراغ وعلي عمر وفي اخر مباريات العربي في الدوري كان لابد من الفوز على كاظمة لان الفارق بين العربي والقادسية هو نقطة واحدة وكان اللقاء صعباً على الأخضر حيث كان كاظمة قوياً جداً ولكن ابناء القلعة الخضراء استطاعوا تحقيق الاعجاز وهزموا كاظمة بهدفين بعدما كان القادسية متقدما على الساحل بأربعة اهداف ارعبت جماهير العربي ولكنهم كانوا رجالاً وحافظوا على اسم النادي فمتى يعود الاخضر لسابق عهده ليس زعيماً على الأندية بل «سيدها»؟
الحرية
|