غريبة هي أحوال الزعيم التي بدأت تسوء بإطراد مستمر تشعر كل من حوله بالقلق عليه، ومنها تحوله من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار دون سابق إنذار ولا لسبب واضح سوى تلك الطعنة النجلاء التي تلقاها من صديق كان مؤمناً بأنه هو دون غيره من يحمي ظهره «عندما يكون بحاجة ملحة لصديق»
قبلنا بهذا التغيير الفجائي وقبلنا أيضا بتلك التصريحات النارية التي أطلقت في حينها معلنة الطلاق البائن مع أصدقاء وحلفاء الأمس متلمسين العذر له من باب أن الجريح النازف يصرخ بأعلى صوته من شدة الألم، لكن على العكس من حالته المزرية - لا يختلف عليها اثنان منصفان - والتي من بين ما أدت إليه ضياع الهيبة وخلل في التنظيم يعصف بكافة أرجاء القلعة ومنذ فترة ليست قصيرة وجدنا جريحنا النازف يراهن العالم بأنه يجمع صفات الصحة والعافية وهو قادر على أن يقود المجاميع وينظم الصفوف بحكمة القائد وهو الذي أطلق عليه يوماً الزعيم.
وسرعان ما وجد ضالته بالمعينين الجدد الذين يبحثون عن قائد يضفي عليهم الشرعية في الانخراط بساحة الوغى الرياضية ويكلفهم بالأدوار التي تتناسب وإمكاناتهم المتواضعة بدءاً من «بيدق» وانتهاء «بحصان»، فيما الأدوار الرئيسة ليست لهم بل عليهم ألا يحاولوا أو يتكبدوا عناء الحلم بها «رجاءً كل يحلم على قده!»، والأسباب المعلنة كثيرة، فالخمسة والخمسون رجلاً سيوفهم خشبية وخناجرهم مكسورة النصل بالإضافة للشكوك الكثيرة التي تحوم حولهم بأنهم قد يرحلون فجأة مولّين الدبر!
جمعهم الزعيم وخطب فيهم وهم منصتون صامتون مطرقون برؤوسهم مؤيدون، فظن مخطئاً بأنه بدأ يستعيد وعيه المفقود وحضوره الذي تلاشى فأخذهم فرحين فاتحاً بهم جبهة جديدة من الصراع الرياضي مع الاتحادات هذه المرة بتشكيل لجنة خماسية تراقب وتقّيم الاتحادات تمهيداً للتحكم فيها أو حلها «ما خلصنا من حل الأندية العشرة للحين».
إدارة الزعيم لم تستطع إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل الكثيرة والإخفاق المستمر الذي يعصف بجميع الألعاب في المواسم الأخيرة سوى بالهرب إلى الأمام وذلك من خلال افتعال أزمة جديدة نحن في غنى عنها، وذلك لصرف الأنظار عما يدور في قلعتهم فأصبح دورهم وجل همهم القيام بذر الرماد في العيون عسى ألا ترصد عيوبهم وأخطاؤهم الكثيرة، فيما كان من الأجدر بهم أن يعكفوا على جمع وتوحيد كلمة الأسرة العرباوية الكبيرة أولاً ومن ثم الانطلاق من أرض صلبة محاولين المساهمة بحل الأزمة التي عطلت الرياضة وإذا ما فشلوا في مسعاهم فيحسب لهم شرف المحاولة.
عفواً يا زعيم أين كنت عندما سحبوا البساط من تحتك قدميك؟
الدار
• هادي العنزي
|