اشتدت المنافسة في دوري الدرجة الممتازة لكرة القدم، وزادت اشتعالاً، بعد انتهاء الجولة الحادية عشرة، إثر تعثر المتصدر القادسية ومواصلته لنزيف النقاط بتعادله في مباراة الدربي أمام العربي بهدف لكل منهما، واستغل المطاردان الكويت والنصر تعادل الاصفر، وحققا فوزين على التضامن والسالمية، ليقلصا الفارق إلى نقطتين، كما حقق كاظمة فوزاً صعباً على الصليبخات بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
دفاعية
جاءت مباراة القمة بين الاصفر والاخضر عكس التوقعات، ولم تكن بمستوى لقاءات الفريقين السابقة، وغلب الطابع الدفاعي على أدائهما، وهو الأمر الذي أفقد المباراة جماليتها
وحلاوتها المعتادة.
فالأصفر لم يكن في يومه، وعانى لاعبوه على غير العادة عدم التركيز داخل الملعب، ولم يكن هناك ترابط واضح بين الخطوط، حيث كان الاعتماد الكلي من قبل مدرب الفريق محمد إبراهيم على الجهة اليمنى عبر انطلاقات بدر المطوع الذي اجهد كثيراً وسط ابتعاد محترفي الفريق عن مستواهم، ولا يستحق الأصفر اكثر من نقطة من خلال المواجهة التي كانت ليست بمستوى الطموح، واستمر فيها المتصدر في تراجعه.
على الطرف الآخر يعتبر المستوى الذي قدمه الأخضر في اللقاء أفضل بكثير عن مبارياته الماضية، وعلى الرغم من الأخطاء والهفوات العديدة للاعبين داخل الملعب، إلا أن التكتيك الذي لعب به المدرب الكرواتي دراغان يعتبر السبب الرئيسي في ضياع المباراة منه في اللحظات الأخيرة بإجرائه تبديلات أثرت على أداء الفريق، وأخلت بتوازنه، وعاب الفريق العصبية والنرفزة الواضحة داخل الملعب، ولم يكن هناك دور واضح للاعبي الوسط الذين اكتفوا بالأداء الدفاعي، حيث وجود ثلاثة لاعبين في الارتكاز دفعة واحدة طوال المباراة، ويحتاج الاخضر خلال المباريات المقبلة الى الجرأة من قبل مدربه، لتفعيل الخط الأمامي الذي لم يجد أي مساندة من لاعبي الوسط.
انتصار سهل
تمكن الكويت من البقاء في وصافة الدوري، وتشديد الخناق على المتصدر القادسية وتقليص الفارق الى نقطتين بفوزه على التضامن بثلاثية نظيفة خطف بها ثلاث نقاط، زادت من أسهمه على الصدارة التي يتقدم نحوها من بعيد، ولم يكن الفوز صعباً، وجاء سهلاً بعدما دخل لاعبو الابيض المواجهة للخروج بنقاطها ودون الخروج بخسائر أخرى كالإصابات والإيقافات، نظراً لقلة حيلة المنافس وعدم خطورته، وتمكن الابيض من نيل مراده بفضل المحترفين، إذ تناوب الثلاثي البرازيلي روجيرو ومواطنه كاريكا، بالاضافة الى العماني إسماعيل العجمي على تسجيل الاهداف، ومنحوا فريقهم الافضلية والتقدم في المباراة، وتطور مستوى الابيض بشكل واضح من مباراة إلى أخرى، واستطاع استعادة توازنه وثقته بانتصاراته الأخيرة التي تجاوز بها بدايته المتعثرة في مستهل المسابقة، بالمقابل يواصل التضامن عروضه السيئة التي تعتبر الاسوأ له خلال المواسم الاخيرة، ولايزال على نقطته اليتيمة في أسفل الترتيب. ويعيش التضامن فوضى كبيرة داخل الملعب، ويعاني بشكل واضح العشوائية في أدائه بسبب عدم وجود تكتيك أو خطة للفريق من قبل مدربه الروماني مولدفان، فالفريق يعتمد بشكل رئيسي على تسليم الكرة الى حمد أمان، ليقوم بفاصل من المراوغات حتى يفقد الكرة، ويمتلك الفريق ايضاً محترفين غير قادرين على عمل إضافة ووجودهم يعتبر
عالة على الفريق.
مطاردة مستمرة
واصل النصر عروضه المميزة وانتصاراته المتتالية وزاد الضغط على المتصدر القادسية بتحقيقه فوزا غاليا على السالمية بهدفين مقابل هدف، ويدين العنابي بفوزه إلى روح اللاعبين العالية، وحماسهم الكبير داخل الملعب، وعلى الرغم من افضلية السماوي في أغلب فترات المباراة، إلا أن الروح والرغبة في تحقيق الفوز هي التي رجحت كفتهم خلال المباراة، وأجرى مدربهم البرازيلي كابوا تغييراً في طريقة لعبه، إذ خاض المباراة بطريقة 3/5/2، عكس المباريات الماضية التي انتهج فيها خطة 4/3/2/1، الأمر الذي أثر على أداء الفريق داخل الملعب، ولعل محترفي العنابي هما العلامة الفارقة في أغلب المباريات الماضية، وساهما بشكل واضح في انتصاراته السابقة، إذ تمكن المهاجمان مارسيللو وباتريك من تسجيل الهدفين، على الجهة الأخرى لم يكن السماوي يستحق الخسارة، وقدم اللاعبون مستوى جيدا طوال المباراة، ولم يكن التوفيق حليفهم، ولكن ما عاب الفريق الأخطاء الدفاعية التي تسببت في دخول مرماهم هدفين، ويجب على مدرب الفريق البلجيكي توماس النظر الى الخط الخلفي بعين الاعتبار لمعالجة أخطائه التي تقضي على مجهود باقي أعضاء الفريق في المقدمة.
انتصار صعب
حقق كاظمة فوزاً غاية في الصعوبة على الصليبخات، وفي اللحظات الأخيرة من الوقت بدل الضائع، حيث رفع رصيده إلى 19 نقطة أبقته في المركز الرابع. ولم يكن البرتقالي بمستواه المعهود الذي كان عليه بداية الموسم، وواصل رغم فوزه عروضه المتذبذبة في المباريات الأخيرة من مباراة الى أخرى، إذ قدم اللاعبون أداء سيئا في الشوط الاول، من جميع النواحي، وظهر الفريق مفككاً وغير متجانس، ودخل مرماهم هدف مبكر حتى تغير الحال في الشوط الثاني بفضل تبديلات مدربهم الروماني بيلاتشي الذي رجح كفة فريقه، واستطاع البرتقالي قلب تأخره بهدفين إلى فوز ثمين.
على الناحية الأخرى قدم الصليبخات مباراة كبيرة كعادته، لكنه نظراً لعدم خبرة لاعبيه استمر في مسلسل عدم الحفاظ على النتيجة، ويحسب للاعبين حماسهم داخل الملعب، لكن ما يؤخذ عليهم انقلاب الحماس إلى نرفزة في بعض الفترات.
تشكيلة الأسبوع
خالد الفضلي ( الكويت)، مبارك البلوشي ( العربي )، نهير الشمري ( القادسية)، أحمد العيدان (الكويت)، عصام فايل (النصر)، عبدالله الشمالي (العربي)، نواف المطيري (السالمية)، طلال نايف (النصر)، روجيرو ( الكويت)، كاريكا (الكويت)، باتريك (النصر).
اوان
==========================
لم يتمكن القادسية من ايقاف نزيف النقاط في سعيه للمحافظة على صدارة الدوري الممتاز بعد تعادله مع غريمه التقليدي العربي 1 - 1 في الجولة الحادية عشرة بعد ان كانت بداية هذا النزيف بالخسارة امام النصر في الجولة الماضية 3 - 2 ليخسر 5 نقاط في جولتين، واصبحت صدارته في خطر بعد ان فاز الكويت على التضامن 3 - 0 وصار وصيفا بفارق نقطتين مع النصر الذي تغلب على السالمية 2 - 1، وبالتالي اصبح الصراع محموما على الصدارة ودخل على الخط مرة اخرى كاظمة بفوزه على الصليبخات 3 - 2 واقترب من فرق الصدارة، بينما استمر «الاخضر» في اضعاف آماله على المنافسة وبقي سادسا وبفارق 12 نقطة عن «الاصفر» المتصدر، ولم يتغير حال الصليبخات، وبقي التضامن على ما هو عليه.
«الأصفر» شحيح الفرص
ظهر «الاصفر» بصورة غير التي اعتادتها جميع الجماهير، حيث اصبح شحيح الفرص على الرغم من ان هدافه السوري فراس الخطيب موجود والقناص خلف السلامة ايضا والنجم السوري جهاد الحسين وبدر المطوع لا يعانيان من أي اصابة توقف خطورتهما، لكن اللوم هنا ليس لعدم اضاعتهما الفرص لكن لعدم توافرها امام العربي باستثناء كرة المطوع في الشوط الاول، والباقي كان تسديدات من خارج منطقة الجزاء، وحاول المدرب محمد ابراهيم تصحيح الاوضاع واجرى تبديلات لكنها لم تفلح الا بهدف التعادل، وربما يعود السبب في تراجع القادسية الى الارهاق الكبير خاصة في القسم الاول.
سياسة النفس الطويل
تعود الجميع ان يسمع بالمدرسة الشاملة او المدرسة البرازيلية، لكن المدرسة الواقعية يبدو انها من اختراع الكويت الذي يلعب بواقعية مع كل فريق يواجهه من خلال امكاناته، فهو امام التضامن يظهر بمستوى عادي ويفوز بـ 3 اهداف ليس لأنه غير قادر على الاداء الجميل بل ليحافظ على لياقة لاعبيه لما هو اقوى وقادم، وهذا ما يسمى بسياسة النفس الطويل اذ يلعب كل مباراة حسب قوتها، لأن البطل لا يفكر في الاهداف بقدر تجميع النقاط، وهذا ما يفعله «الابيض» في الوقت الحالي وان استمر علي ذلك فسينافس على اللقب حتى الرمق الاخير لان الفوز على التضامن ليس مقياسا له على الرغم من ان المباراة حملت اجمل اهداف الدوري للبرازيلي روجيرو الذي تفنن في مراوغة 4 لاعبين قبل ان يضعها في المرمى.
«العنابي» حلى الدوري
لم يكن وحيا من الخيال عندما قال لاعبو النصر انهم قادمون للمنافسة على اللقب، فالفوز على السالمية ومن قبل على القادسية يثبت ما قالوه، فـ «العنابي» دائما يتقدم وعندما يدخل مرماه هدف التعادل يكون بمنزلة عقاب للمنافس الذي يتلقى هدفا آخر ثم سيلا من الهجمات الخطرة بقيادة البرازيليين الماكرين رودريغو سيل?ا وباتريك فابيانو ومن خلفهما طلال نايف، ويجب الا ننسى دور المدرب البرازيلي مارسيلو كابو الذي يقرأ المباراة جيدا قبل البداية وخلال انطلاقتها حتى ان خسر يخسر بشرف، وفي النهاية يجب ان نقول ان النصر «حلى» الدوري لادائه المميز وتقريبه للنقاط بينه وبين الفرق الاخرى وتنظيمه الهجومي.
«البرتقالي» انتصر بالروح
من شاهد مباراة كاظمة مع الصليبخات يتأكد ان «البرتقالي» حقق الفوز بالروح التي عادت اليه فجأة في الشوط الثاني وليس لتبديلات الروماني ايلي بلاتشي في الشوط الاول، فالفريق لم يؤد ولم يصنع الفرص في الشوط الاول، وتأخر مع بداية الشوط الثاني بهدفين وطرد لاعبه الصربي ساشا، لكن بعدها ظهر كأنه يلعب بـ 12 لاعبا لتألق جميع اللاعبين وعادوا كما كانوا في السابق لكنهم كادوا يخسرون نقاط المباراة بتغيير بلاتشي الغريب باخراج جراح الظفيري الذي دخل اصلا بديلا في الشوط الاول ليفتح الوسط والدفاع على مصراعيه، لكن نواف الحميدان انقذه وسجل هدف الفوز في الوقت بدل الضائع.
«السماوي» والسيطرة السلبية
يفتخر مدرب السالمية البلجيكي وليام توماس انه يستحوذ على الكرة كثيرا، لكنه لا يعرف ان السيطرة دون فاعلية تعتبر سلبية، وان الفرص الخطرة كانت من نصيب النصر الذي اضاع اهدافا بالجملة، وانه في النهاية خسر نقاط المباراة، والغريب في السالمية ان المدرب دائم التغيير في الخطة واللاعبين وهذا يتسبب في عدم الاستقرار والتذبذب في النتائج وهذا ما حدث امام النصر.
«الأخضر» ودفاع دراغان
لماذا يلعب العربي بطريقة تميل اكثر الى الدفاع؟ سؤال لا يجيب عنه الا مدرب العربي الكرواتي دراغان سكوسيتش الذي يصر على اللعب بـ 3 لاعبين ارتكاز وكأنه لا يملك لاعبين يجيدون النزعة الهجومية، فـ «الاخضر»، فقد بنسبة كبيرة الحصول على اللقب، وكيف لمدرب ان يقتنع بمحترف في مستوى مواطنيه ايغور وداباك ولا يقتنع بمهارات الجزائري امير سعيود الذي احترق بالتسخين طوال شوطي المباراة فكافأه بالمشاركة آخر 5 دقائق فإن لم يكن يرغب في محترفين فلماذا تعاقد معهما من الاساس وكلف خزينة النادي اموالا طائلة.
الصليبخات وفكر عناد
عندما تتقدم بهدفين وتعود وتخسر بالثلاثة في اقل من 45 دقيقة والفريق الآخر يلعب بعشرة لاعبين، فإن المدرب بالتأكيد يتحمل الجزء الاكبر منها وهذا ما حدث مدرب الصليبخات ثامر عناد لاسيما انه دافع بشكل غير مقبول والمفروض انه يلعب بتوازن ويهاجم كي لا تتدفق عليه الهجمات، لكن زادها عندما اخرج لاعب الوسط عفاس مفرح وادخل المدافع محمد عيسى عندما كانت تشير النتيجة الى تقدمه 2 - 1، وكان الاجدر به ان يخرج لاعب وسط ويدخل وسطا آخر لكي يحافظ على النتيجة التي فقدها في الوقت بدل الضائع.
التضامن لا يتغير
لا يتغير التضامن من جولة الى اخرى ولا يتطور كأنه ينتظر الخسائر، فإن كان المدرب لا يصلح والادارة لا تعمل شيئا فعلى اللاعبين ان يدافعوا بكل ما لديهم عن الوان الفريق والحفاظ على ماء الوجه لأن 10 خسائر كبيرة على فريق بحجم التضامن.
لقطات
شارك مهاجم النصر البرازيلي باتريك فابيانو مهاجم القادسية السوري فراس الخطيب صدارة هدافي الدوري بـ 8 اهداف، يليهما مهاجم الكويت البرازيلي كاريكا بـ 5 اهداف، وتساوى 7 لاعبين في المركز الثالث بـ 4 أهداف وهم: مهاجم كاظمة يوسف ناصر وفهد الفهد، والسوري محمد زينو «العربي» واحمد عجب «القادسية» والعماني اسماعيل العجمي «الكويت» والبرازيلي برونو هسيفي «الصليبخات» وفرج لهيب «السالمية».
شهدت هذه الجولة حالة طرد واحدة كانت من نصيب مدافع كاظمة الصربي ساشا الذي يشارك لاول مرة مع فريقه.
اكثر مدرب كاظمة الروماني ايلي بلاتشي من تدخين السجائر طوال شوطي مباراته مع الصليبخات والتي كان يقف فيها بالمنطقة المحددة لتوجيه اللاعبين.
حرص مدرب النصر البرازيلي مارسيلو كابو على متــابعة مباراة الصليبخـات وكاظمـــة من المدرجات وتسجيل الملاحظات لانه سيلتقي البرتقالي في الجولة المقبلة.
الانباء
|