كتب عبدالله العنزي ماذا يحدث في النادي العربي؟ هل هو هبوط طبيعي لهرم رياضي كبير بعد سنوات الزمن الجميل، ام ان الاعلام والجماهير يضخمان الامر؟ هل هذا هو العربي الذي كان يسمع بانجازاته القاصي والداني؟ واين رجالات النادي هل هم غائبون عن الوضع بارادتهم ام انهم مغيبون من قبل مجلس الادارة؟ وهل مجلس الادارة هو الجاني ام المجني عليه؟
«الأنباء» تفتح احد اكبر الملفات الرياضية المثيرة للجدل في الآونة الاخيرة للبحث عن الحقيقة وراء تدني مستوى العربي ليس على مستوى كرة القدم فقط بل في كل الالعاب بل حتى في الخلافات بين الاعضاء التي وصلت الى حد خطير، محاولين ان نلمس الحقيقة دون انحياز لأي طرف سواء مع هذا او ذاك.
في البداية علينا التطرق الى الموضوع الذي قد يسبب الحساسية بين العرباوية انفسهم، ويلخصه السؤال الذي يطرح اليوم: من هم رجالات النادي؟ واذا ما نظرنا في الاسماء الظاهرة الان على الساحة فسنجدهم قلة، وهذا الامر مؤشر ايجابي على ان الاتفاق بينهم قد يكون سهلا بخلاف اذا ما كانوا كثرة فتتبدد الافكار ويصعب لم الشمل، ومن رجالات النادي احمد عبدالصمد والشيخ سلمان الحمود والشيخ نايف الجابر والشيخ بندر الجابر والشيخ علي العبدالله وعبدالرحمن الدولة وابراهيم الشهاب وجاسم السبتي وجاسم عاشور وسمير سعيد بالنظر الى تاريخه وعطائه كلاعب او اداري.. والحقيقة ان الانشقاق بين رجالات النادي بدأ منذ تسلم رئيس مجلس الادارة الحالي جمال الكاظمي زمام الامور أي منذ مجلس 2003 وهو الاخير تقريبا الذي جاء بعد الاتفاق بين رجالات النادي، فضم هذا المجلس الذي كان برئاسة الكاظمي شخصيات عرباوية ذات سمعة رائعة مثل عبدالرحمن الدولة وسمير سعيد والنائب الحالي صالح الملا وعبدالرزاق معرفي وبدأ هذا المجلس في الانشقاق منذ استقالة العضو صالح الملا لأسباب تتعلق بالخلافات مع الكاظمي وتوجه مجلس الادارة، وقد حقق هذا المجلس انجازات عدة رغم استقالة الملا فكان العربي بطلا لدوري القدم اخر مرة موسم 2000-2001 هذا بالاضافة الى بطولة الاندية الخليجية، وتتويجه ببطولة دوري الكرة الطائرة لموسمين متتاليين، وانشاء قاعدة ممتازة في الالعاب المائية التي تحقق الآن الالقاب للنادي.
وجاءت انتخابات مجلس 2006 على وقع خلافات بين العرباوية لتشهد دخول 3 قوائم وهي قائمة جمال الكاظمي وسمير سعيد وقائمة «اصلاح النادي»والتي ضمت ياسر ابل، محمود ابل، اسامة حسين، منصور باشا، مهند الملا، وليد جاسم، عباس معرفي، حسين غانم، رائد الزعابي، فؤاد المزيدي وعلي نجف، وقائمة جاسم عاشور، لتعلن قائمة الاصلاح انسحابها المفاجئ بهدف ترتيب اوضاع البيت العرباوي واعطاء فرصة للعمل للمجلس الحالي وهو ما اعتبره الكاظمي «تزكية» غير مباشرة لقائمته، الا ان الانتخابات الاخيرة التي جاءت مبكرة بعد اقرار قانون 5/2007 الرياضي لم تشهد مثل هذه التزكية بل ازدادت حدة الخلافات ليدخلها العرباوية بقائمتين الاولى برئاسة ابراهيم الشهاب وضمت ياسر ابل واسامة حسين ورائد الزعابي وعامر ياسر وغيرهم، والثانية برئاسة جمال الكاظمي وضمت بدر المخلد وجواد مقصيد وعبدالرزاق المضف، وحظيت قائمة الشهاب بدعم من عبدالرحمن الدولة وصالح الملا وجاسم السبتي ودعم غير مباشر من جاسم عاشور، في حين احتفظ الكاظمي بدعم احمد عبدالصمد وسمير سعيد في ظل غياب العرباوي الكبير الشيخ سلمان الحمود عن الساحة.
وشهدت الانتخابات انتصارا كاسحا للكاظمي لم يخل من بعض الفشل الذي تمثل في اختراق ياسر ابل للقائمة مطيحا بجلال الجلال. وبالنظر الى حصاد النتائج منذ بدأت الخلافات بين العرباوية سنجد مثلا ان فريق كرة القدم لم يفز ببطولة الدوري منذ 9 مواسم، هذا بالاضافة الى تدني مستوى جميع الالعاب ككرة الطائرة بعد تحقيقها نتائج ممتازة مع سمير سعيد، ومن غير المعقول ان يخرج العربي وهو الصرح الرياضي الكبير من دون أي بطولة في أي لعبة جماعية للموسم الماضي وهذا في حد ذاته انتكاسة كبيرة. اما على الصعيد الاداري، فالعربي هو الوحيد الذي يشهد تقديم استقالات «سواء قبلت او رفضت» منذ مجلس 2000 الى الآن بدءا من صالح الملا وبدر الدريع ومنصور باشا وسامي الحشاش وياسر ابل، هذا بالاضافة الى رفض الجمعية العمومية للتقريرين المالي والاداري مرتين في 2004 و2009.
ما يحدث يعد جريمة
وحتى نأخذ مأخذ الحياد طرحنا الامر على رجالات العربي من الطرفين سواء من مجلس الادارة او ممن يسميهم مجلس الادارة بـ «المعارضة».
البداية مع عميد امناء السر في الرياضة الكويتية عبدالرحمن الدولة الذي قال ان الكثير من الاندية تمر بفترات ركود وهذا امر معتاد في الرياضة ولكن ان تستمر هذه الفترة في العربي لـ 10 سنوات فإن ذلك امر محزن للغاية، فالعربي كان سيد الاندية في السبعينيات والثمانينيات ومنتصف التسعينيات ولكن اين هو الآن في ترتيب الاندية الكويتية؟ نحن لا نضع اللوم فقط على مجلس الادارة بل ايضا على اللاعبين والاجهزة الفنيــة والادارية ولكن الادارة تتحمل الجزء الاكبر من الاخفاق في التعاقدات مع اللاعبين والاجهزة الفنية والخطــط المستقبلية، فالعربي من اكبــر الاندية العربيــة وهــو لا يقــل شأنــا عــن الاهلــي والزمالــك المصرييــن والهــلال السعودي وما يحدث به الآن جريمة.
وعن غياب رجالات النادي قال الدولة ان رجالات النادي هم فخر وعز لكل العرباوية لما يملكونه من تاريخ حافل، وغيابهم الآن هو بفعل فاعل فمجلس الادارة لا يستشيرهم في شيء بل ان الامر وصل الى اتهامهم بأنهم هم سبب الاخفاقات.
وعما اذا كان حل المشاكل يتمثل في حل مجلس الادارة اكد الدولة ان مجلس الادارة لم يحل الى الآن وعلى اعضائه العمل والالتزام بواجباتهم، اما اذا حل مجلس الادارة وجاءوا بأناس متطابقين في الفعل والتفكير مع المجلس الحالي «فلا طبنا ولا غدا الشر».
العمل العشوائي
اما رئيس النادي السابق ابراهيم الشهاب فعزا سبب تدهور احوال النادي الى العمل العشوائي من مجلس الادارة وسوء التخطيط وعدم استشارة اصحاب الاختصاص، فكل امر يحتاج الى استشارة اهل الشأن فيه سواء كان رياضيا او اداريا، مضيفا ان هناك مكابرة من مجلس الادارة في عدم الاعتراف بالفشل فرغم الاجتهادات التي يقدمونها الا ان الفشل امر قد يحدث وما يحصل الآن في العربي هو فشل.
وقال الشهاب انا لا اميل الى أي طرف او جهة وميولي الوحيدة هي للنادي ولكن يجب ان نقول الحقيقة فمجلس الادارة الحالي هو من غيب رجالات النادي عن الساحة من خلال عدم اللجوء اليهم، البحث عن رجالات النادي للدعم المالي فقط امر يسيء للنادي كثيرا.
واشار الى ان حل مجلس الادارة من قبل الهيئة لا يعنيه في شيء سوى انه موعد لاجراء انتخابات مبكرة بالنادي والكل في مجلس الادارة عليه ان يلتزم بمسؤولياته سواء وقع الحل او لم يقع.
النادي مفتوح للجميع
من جانبه قال امين السر عبدالرزاق المضف انه لا يرى أي تدهور في نتائج النادي فمقياس النتائج يتمثل في نقاط كأس التفوق العام ونحن تسلمنا النادي ولديه 60 نقطة، والآن نحن نتحدث عن 86 نقطة وهذا مؤشر يدل على العمل الجيد لمجلس الادارة في السنوات الاخيرة، واذا اردتم الحديــث عمن كان سببا في تدهــور نتائــج النادي فاسألوا من تسبب في ذلك سابقا وليــس الآن بعــد ان حققنا مؤشرا ايجابيــا في الصعود بنقاط كأس التفوق العام.
وبين المضف ان ابواب النادي مفتوحة للجميع ونحن نستمع الى جميع وجهات النظر على الرغم مما يفعله البعض بنا سواء باختلاق المشاكل او التدخل في شؤون مجلس الادارة، فعلينا جميعا احترام رغبة اعضــاء الجمعية العمومية في اختياراتها ونحن جئنا بناء علــى ذلك، مضيفا ان مجلس الادارة وافــق على اقتراح الشيخ سلمان الحمود بالجلوس على طاولة واحدة ومن دون أي شروط، وعليكم ان تسألوا من افشل هذه المفاوضات ولم يجلس معنا.
وقال المضف ان رجالات النادي لا يستطيع احد ان يغيبهم مهما كان ولكن الحقيقة تقول انهم هم من غيبوا انفسهم، وابوابنا كانت ومازالت مفتوحة امامهم للجلوس معهم والاخذ بنصيحتهم.
قائمة لكل العرباوية
رغم ابتعاده مؤخرا عن ادارة شؤون النادي والنأي بنفسه لاسباب شخصية علمت «الأنباء» ان سمير سعيد اجرى اتصالات موسعة مع عدد من العرباوية لاستشارتهم في المرحلة المقبلة وقد اتفق مع مدير المنتخب الوطني الحالي اسامه حسين على تشكيل قائمة تضم كل الاطياف العرباوية وذلك لخوض الانتخابات المقبلة على ان يتم اختيار القائمة بعد الجلوس مع كل رجالات النادي. الا ان سمير سعيد ربط بين هذه الفكرة وحل مجلس ادارة النادي الحالي حتى تكون الفرصة مواتية من دون أي تدخلات، واذا ما استمر المجلس الحالي فإن الفكرة تصبح ملغاة.
الغياب الأكبر عن الدوري
حقق العربي تحت رئاسة جمال الكاظمي 9 بطولات فقط في كرة القدم منها 6 رسمية وهــي الــدوري مرة واحدة وكأس سمو الامير 3 مرات وكأس سمو ولي العهد مرة واحدة وبطولة الاندية الخليجية مرة واحدة، وبطولة الخرافي مرتين وكأس السوبر مرة واحدة. الجدير بالذكر ان غياب العربي عن تحقيق لقب الدوري لفترة متواصلة هو الاكبر منذ 30 عاما حيث غاب عن الفوز بالبطولة المرة الاولى منذ موسم 1969/1970 الى موسم 1979/1980 والفترة الحالية غائب عن اللقب منذ موسم 2001/2002 الى الان.
جريدة الانباء
|