ذات يوم كان للنادي العربي الرياضي شأن، كان «الزعيم» زعيما بحق، كانت مواجهة المنافسين مع الأخضر تهدف الى شيء واحد لا سواه، الخروج بأقل الخسائر، كنا نستمتع بالحضور الى مباريات النادي العربي لنشهد استعراضا رياضيا فنيا تتألق وتتوهج فيه النجوم الخضراء بمختلف الالعاب الرياضية، اولها واقربها الى قلوبنا «فاتنة القلوب» كرة القدم.
لغة الارقام كانت شاهدة على ريادة هذا النادي وزعامته التي جعلته على رأس الاندية الخليجية، بدءا من الدورة الاولى لكأس اندية مجلس التعاون الخليجي عام 1983، ناهيك عن الارقام القياسية المحلية التي جعلت الطائر الأخضر يحلق بعيدا عن اقرب المنافسين بجناحي الدوري والكأس، نتائج كانت تملؤنا نشوة وفخراً بالانتساب الى هذا النادي.
اما الآن.. فلم يعد لدينا ما نفتخر به سوى التاريخ، وهو ما نخشى عليه من الضياع وتلطيخ البعض له، هذا الانحدار المريع هو نتاج طبيعي لادارة سيئة لا تمت للادارة بصلة، يتضح ذلك جليا عند القاء نظرة على السنوات العشر السابقة، وهي الفترة التي تكدست فيها الاخفاقات المتوالية، سقوط الفريق الاول لكرة القدم الى دوري «المظالم»مرتين، والرقم مرشح للزيادة للمرة الثالثة، بالنظر الى نتائج الفريق هذا الموسم! الخسارة بالاربعة أو بالخمسة أصبحت شيئا مألوفا ولا يتبع في تغطيته الصحفية بعلامات التعجب!!!
وكي لا نكون ظالمين بالحكم على النادي من خلال لعبة واحدة فقط، فهناك مؤشر آخر هو الاكثر اهمية على الاطلاق، وهو كأس التفوق الرياضي العام الذي تحتسب نقاطه آخذة بالاعتبار جميع الالعاب الرياضية، وهو مؤشر يكشف بوضوح عن ترتيب النادي بين اندية الكويت الاربعة عشر، كان النادي العربي ـ قبل مجيء الادارة الحالية ـ يحتل المركز الثاني لسنوات عديدة، وببركات الادارة الحالية تدرج وتدحرج وتدهور وضع النادي الى ان وصل خلال فترة ادارتهم الى المركز الحادي عشر!
سؤال المليون هو.. كيف يستمر اغلبية اعضاء الجمعية العمومية في انتخاب مجلس بهذا الأداء الهزيل؟ شخصيا لا أؤمن بنظرية السبب الواحد، فهناك العديد من الاسباب المتداخلة الشديدة الوضوح، احدها السياسة الحالية التي تجعل الغلبة لمن يستطيع تسجيل اكبر عدد من الاعضاء ليقوموا بدورهم في يوم الانتخابات فقط، سبب آخر هو ذلك الخلل في عقلية الناخب وفي معايير اختياره للأكفأ وهو ما نشهده بوضوح في كل الانتخابات، سواء كانت سياسية ام رياضية ام غير ذلك، احد تلك المعايير قاعدة العلاقات التي يتمتع بها المرشح ومدى استعداده لتلبية دعوات الحضور الى الأعراس، وتواجده الدائم في كل عزاء، ولا عزاء للمعايير الادارية.
سبب آخر أراه بوضوح عند متابعتي لشأن النادي العربي هو ان عددا كبيرا من اعضاء الجمعية العمومية يؤمنون بأن «الأسماء الثقيلة ماديا» والتي باستطاعتها ان تدفع من جيبها الخاص، هي الأكفأ لإدارة شؤون النادي، وتلك الحجة مردود عليها بالثلاث:
1 - النادي العربي، وبرغم سيطرة قائمة جمال الكاظمي لفترة السنوات العشر، جاءت نتائجه من سيئ الى اسوأ!
2 - هذا العذر قد يكون مبررا عندما نرى النتائج المتفوقة لأندية مثل القادسية والكويتي، ولكن كيف نفسر تفوق اندية مثل اليرموك والنصر على النادي العربي (بكأس التفوق العام) بغير الدعم المادي، وكيف نفسر تواجد العربي في ذات المرتبة مع نادي الفحيحيل بــ 62 نقطة في كأس التفوق العام؟
3 - اين ذلك الدعم المادي المزعوم في النادي العربي، لتغطية العجز في موازنة النادي، وهو العجز الذي جاءت به ذات الادارة الحالية؟
أشدد هنا على ان انتقادي ليس موجها لاشخاص بقدر ما هو موجه لعملهم ونتائج ادارتهم، وذلك لا ينبع الا من كوني «عرباويا» حقيقيا على رغم ممارستي للتقية في الآونة الاخيرة! اشدد على اني اكن لشخص جمال الكاظمي كل تقدير واحترام، ولكنني بالطبع اختلف معه وبشدة حول كيفية ادارته للنادي. اذكر بهذا السياق مداخلته الهاتفية مع قناة سكوب عندما قامت بمقابلة ياسر ابل لتبيان اسباب استقالته من مجلس النادي العربي، وباعتقادي ان تلك المقابلة تكشف لنا جليا الفرق في العقلية الادارية ما بين الطرفين، لست بصدد تزكية طرف على آخر، فهذا دور كل من يهتم بشأن هذا النادي، ولكن ما اثار حفيظتي هو سؤال جمال الكاظمي لياسر ابل قائلا: ماذا قدمت خلال سنة كاملة من عضويتك في مجلس الادارة؟ وكأنه لا يعلم أن ياسر هو العضو الوحيد من القائمة المنافسة في مجلس ادارة مكون من 11 عضوا يرأسهم جمال الكاظمي نفسه، وكان حريا بجمال الكاظمي ان يسأل نفسه.. ماذا قدمت «للنادي العربي» خلال السنوات العشر الماضية؟
فيصل خاجه
www.7rf-q8.com
القبس
|