بعيداً عن كل ما عاناه النادي العربي، على امتداد الفترة الماضية من خلافات في الآراء وتباعد في المواقف وتعدد في التوجهات التي عكرت صفو هذه القلعة الرياضية العريقة ذات التاريخ الطويل على كل صعيد محلي وعربي ودولي.
بعيدا عن كل تداعيات المرحلة الماضية التي عصفت بكثير من طموحات هذا النادي وتطلعاته، فان الامر الاهم اليوم وبعد تشكيل اللجنة الانتقالية برئاسة محبوب الجميع الشيخ سلمان الحمود الاب والاخ الروحي للعرباوية، ان تطوى الصفحة الماضية بكل ما تحويه من تشنجات واختلافات، وتصفى النفوس وتتوحد الصفوف وتجتمع الايادي، وتتعاهد على كلمة سواء تزيل كل رواسب الماضي، وتلتقي عند نقطة وهدف واحد، غايته اعادة الروح والاشراق الى هذا الصرح الكبير بكل صولاته وجولاته وبطولاته.
لا خلاف في ان العرباوية جميعهم بكل اعمارهم وادوارهم يسعون إلى خدمة النادي والعمل من اجل النهوض به بكل الوسائل، وان اختلفت مسالك الطرق ووفق اجتهادات هذا الطرف أو ذاك، وتعارض موقف مع موقف آخر، ذلك كله لا يجب ان يثير الغرابة، فتلك هي «سنة الحياة» وفي كل جوانب العمل فيها، لكن ما ينبغي ادراكه والاخذ به اليوم ان النفوس الصادقة حين تريد الانقاذ فإنها بالتأكيد قادرة عليه حتى وان ازدادت التحديات والعراقيل في طريقها، فالنوايا حين تأتي بعطاء صادق نابعة من قلوب ونوايا نقية غايتها «العربي» من دون أي امر آخر، فإن بلوغ النجاح سيكون الطريق إليه سهلا إذا ما اجتمع «اضداد» الأمس على نسيان كل المواقف الماضية والتفرغ لإعادة رونق هذا الصرح الكبير وبهائه الذي جمع بين جدرانه سنوات طويلة أبناءه وافرحهم ففرحوا من أجله وتألموا لآلامه.
ان الدور المطلوب اليوم من العرباوية كافة ان يخلصوا ويتعاونوا ويتحدوا حول رجل واحد جاء للعمل من اجل هذا النادي وهو ليس ببعيد ولا غريب عنه، على الجميع أن يبتعد عن حلاوة الكرسي وأضوائه الرياضية والإعلامية ويقترب بصدق نحو اعادة بناء «العربي» والاتفاق على شخصية الشيخ سلمان الحمود كرجل له في القلوب مكانة عند كل الاطراف في المرحلة المقبلة، فالمناصب لا قيمة لها حين يكون الامر متعلقا بسمعة هذا الصرح ومكانته.. والأمل كل الأمل أن يضع الجميع يده مع الشيخ سلمان الحمود الذي يحمل له كل العرباوية التقدير والاحترام والود ولإخوانه من اعضاء اللجنة الانتقالية الذين قبلوا حمل هذه المسؤولية الكبيرة وفي هذه الظروف العصيبة التي يعيشها العربي بكل قاعدته الجماهيرية الواسعة التي تتطلع الى الامل الجديد بتفاؤل غير محدود وامل غير بعيد المنال.
واذا كان من كلمة اخيرة - فان ما يجب بيانه ان مجلس الادارة السابقة قد ادى دوره واجتهد، واعطى من وقته وجهده فنجح في جانب ولم يوفق في جانب آخر، وتلك هي طبيعة الحياة وحقائق الاشياء. فالشكر لكل ما قدموه - وما مضى.. مضى.. ومن اجل العربي وجماهيره الوفية علينا نسيان ما فات، والالتفاف حول الشيخ سلمان الحمود الذي ما جاء الا لاعادة السفينة الخضراء الى الطريق الصحيح والعصر الذهبي الذي غابت عنه سنين طويلة.. الامل كبير بالنجاح، ويقال: ربع تعاونوا ما ذلوا.. والكبار دائما هم القادرون على تخطي الصعاب وتجاوز العقبات بروح عالية وافئدة - مفتلة - بالود والمحبة والاخاء.
يوسف الشهاب
القبس
|