حافظ ضاحي : أصبح رئيس اللجنة المؤقتة لادارة شؤون النادي العربي الشيخ سلمان الحمود عقب تصريحاته الاخيرة التي اشاد بها بأبناء الشهيد فهد الأحمد.
وانتقد في الوقت ذاته، قرار الهيئة العامة للشباب والرياضة حل الاندية العشرة ومطالبته المسؤولين بالاستقالة عقب هذا القرار، عرضه للانتقادات واعتبروه متقلباً في التوجهات.
فلابد أن يعرف الجميع ان الشيخ سلمان الحمود من الشخصيات الرياضية التي قدمت الكثير من الجهد والعطاء من اجل الحركة الرياضية الكويتية منذ زمن بعيد فهو ليس دخيلاً على الجسم الرياضي بل عروقه ضاربة في الرياضة من خلال ممارسته لها وبعدها توجه للعمل في مجلس الادارة رئيساً للنادي العربي لدورات عدة ورئاسة اتحاد كرة القدم واللجنة الاولمبية الكويتية، ولذلك فهو قيادي من الطراز الاول لا يمكن لاي كان ان ينكر ذلك او يقلل منه وربما ان العديد من الجيل الرياضي الحالي لا يعرف سيرة الحمود فهو من الشخصيات الرياضية التي اسهمت في ارساء قواعد الحركة الرياضية.
وما يتميز به من خلق رياضي عال ودراية في المجال الاداري جعله شخصية محبوبة ونموذجاً للقيادي وتحديداً للاسرة العرباوية التي تجمع افرادها على انه من افضل الشخصيات الرياضية القادرة على ادارة النادي ودائماً ما يطالب العرباوية بأن تسند الرئاسة له عندما تشتد الخلافات.
وظهرت هذه الاصوات والمطالبات في الوقت الحالي عقب قرار اسقاط مجلس ادارة النادي واسناد الرئاسة له مؤقتاً حيث ان جميع الاطراف وخصوصاً من يختلفون مع جمال الكاظمي يجمعون على انه الانسب لكن عقب 17 مارس الحالي وعلى اثر تصريحه الشهير بأنه متقلب في المواقف وناله الكثير من النقد والهجوم فقط لانه عبر عن رأيه وفق قناعة تجاه الوضع الرياضي القائم.
فعندما وصف الوضع الرياضي بانه مزرٍ ويصيب الرياضة الكويتية بالوهن والضعف فهو لم يكذب بل حقيقة فما تعاني منه الرياضة في الوقت الحالي لا يدعو للتفاؤل حيث ان اغلب الاتحادات مجمدة دولياً، بالاضافة للجنة الاولمبية الكويتية واتحاد الكرة يدار من قبل لجنة مؤقتة مشكلة من «فيفا» مضى عليها اكثر من 3 أعوام و8 أندية مجالس اداراتها معينة من قبل الهيئة، بالاضافة لذلك ان ساحة القضاء اصبحت هي الملعب التي يتنافس به الرياضيون عن كثرة الدعاوى والخلافات الرياضية.
وما يتعلق بالشهيد فهد الأحمد وابنائه ومحاولة النيل منهم على ضوء ما يحدث على الساحة الرياضية فهو اعلنها بصراحة وبشجاعة وهذا ما يلمسه الكثير من الشعب الكويتي الا أصحاب التوجهات الاخرى فانهم دائما ما يرددون انهم ليسوا ضد الشهيد فهد الاحمد وأبنائه مع ان تصرفاتهم ومخططاتهم وتعاملهم وعدم صفاء النية يكشف حقيقة أمرهم وان معايير النجاح لديهم لا تتحقق الا عن طريق الهجوم عليهم.
والحمود عندما أعلن ذلك يعرف ان مثل هذا القول وتحديدا في الشق الذي يخص الشهيد وأبناءه سيخلق ردة فعل وغضباً من المعسكر الآخر الا ان الشفافية والمصداقية التي يتسم بها هي التي دفعته للتعبير عن رأيه وتحديدا في الجانب الخاص بنجاح الشيخ طلال الفهد بقيادة نادي القادسية ونجاحاته التي حققها معه، فهذا الامر لا يمكن لاي كان أن يغض عنه النظر وتجاهله، فالحمود أكد الحقيقة التي لا تحتاج للتأويل أو التضليل، فالشيخ طلال الفهد استطاع أن يأخذ بالقادسية لأعلى المراتب وأسهم في تعزيز مكانته على أصعدة عدة ووسع المسافات عن أقرب منافسيه.
في حين انتقاده للهيئة والوزير محمد العفاسي بشأن قرار حل الاندية فهو منطقي، فلا يعقل ان تحل أندية منتخبة من قبل الجمعيات العمومية وتعين بدلا منها لجاناً مؤقتة ومطالبته بعودة المجالس الشرعية أمر طبيعي حيث انه يدرك تماما ان ذلك مخالفا للنهج الديموقراطي الذي نتمتع به في بلادنا ويخالف جميع لوائح ونظم المنظمات الرياضية الدولية وأدى ذلك الى تعقيد الاوضاع الرياضية وما طرحه الشيخ سلمان الحمود من آراء وتقييم اتجاه الوضع الرياضي فانه بذلك قد وضع يده على الجرح الذي يشكو منه الجسد الرياضي وما دفعه لذلك المحافظة على مكتسبات الرياضة والرياضيين، آملا ان يسهم في حلحلة الوضع الشائك وتفنيده للعديد من السلبيات والاخطاء التي تطفو على السطح.
وكان يدرك في قرارة نفسه انها لن تمر مرور الكرام وترضي عدداً من الرياضيين وستفتح عليه باباً من الهجوم وأنهم سيضعونه في خانة تغيير المواقف، لكن حرصه على مصلحة الحركة الرياضية وما تعاني من انهيار هو الذي دفعه الى أن يضع العلاج المثالي والمنطقي، وما ذكره يأتي حصيلة خبرة رياضية طويلة تمتد الى أكثر من 40 عاما تعامل خلالها مع الكثير من الاحداث والوقائع، فلذلك انه عندما تأتي شخصية رياضية ذات باع طويل وتعلن موقفها نحو الوضع الرياضي فهي لا تسعى للتكسب أو استغلال الظروف للعودة للوجاهة فلابد ان نأخذ أطروحاته وآراءه وأفكاره ومقترحاته بعين الاعتبار بعيدا عن التأويلات وسوء النية، ويفترض على كل من لا يتوافق مع رأي الشيخ سلمان الحمود ألا يلجأ لأسلوب الحجر على الرأي الآخر.
النهار
|