يبدو أن الأيام المقبلة ستكون أياما استنثائية ومميزة لعشاق القلعتين الصفراء والخضراء، بسبب المواجهات الثلاث المرتقبة التي ستجمع الفريقين هذا الموسم، وهي حالة استثنائية لن تتكرر كل موسم. ودائما ما تكون مواجهات العربي والقادسية ذات نكهة خاصة، وتكون بعيدة عن المقاييس والأعراف التي تحيط بالفريقين قبل انطلاق أي مواجهة، وهو أمر معتمد يعرفه كل من يعشق هذين الناديين.
ويعيش الأصفر في الوقت الحالي أفضل حالاته، ويواجه العربي المنهك من المشاكل المحيطة، بيد أننا لن نستغرب لو استطاع العربي كسب اللقاء، فلهذه المواجهات طعم خاص، ولا تعترف بقوة أي فريق على الآخر، ودائما ما تتلذذ به جماهير الفريقين. وقبل انطلاق هذه المواجهات، ستكون هناك مواجهات أخرى قبل انطلاق هذه المباريات بين الجماهير نفسها، وهي مواجهات تختلف كليا عن المستطيل الأخضر، بسبب المشاحنات وتوعد الجماهير في ما بينها بالهزيمة المُرّة، وهو أمر متعارف عليه بين جماهير القلعتين. والمواجهات الثلاث التي ستنطلق أولاها في العاشر من الشهر الحالي في بطولة الدوري الممتاز، وثانيها في بطولة كأس ولي العهد في الرابع عشر منه وآخرها في بطولة كأس الأمير في 14 من مايو المقبل، فكل مواجهة لها حسابات داخلية وأيضا خارجية، فالأصفر تهمّه المواجهة الأولى في بطولة الدوري الممتاز، ويسعى إلى انتزاع النقاط الثلاث بأي شكل من الأشكال، من أجل مواصلة صدارته لبطولة الدوري الممتاز، أما الأخضر فلن تكون هذه المواجهة سوى تحصيل حاصل له، بسبب ابتعاده عن المنافسة، لكن الحسابات الخارجية هي أن العربي لن يقبل الخسارة بأي ظرف كان من القادسية، وكل منهم يعشق التلذذ بخسارة الآخر. أما المواجهتان في الكأسين فسيكون الصراع على أشدّه بين الفريقين، نظرا لأهمية البطولتين، فالأخضر يعشق الكؤوس، ولن تعانق أيادي لاعبي العربي أي كأس إلا بعد أن يجتازوا أهم عقبة، والتي تتمثل بوجود القادسية في الأدوار نصف النهائية، وأيضا القادسية يريد أن يحافظ على لقبه في بطولة كأس ولي العهد، وزيادة غلته في الفوز ببطولة كأس الأمير. وهناك أيضا جماهير تحاسب هؤلاء اللاعبين، ولن ترضى بأي تهاون وتقليل شأن بطولة على بطولة أخرى، وهو الأمر الذي سيعطي هذه اللقاءات صفة الحرب التي ستكون بها ثلاث معارك، وهي المرة الأولى التي يتواجه بها القادسية والعربي ثلاث مرات متتالية في ظرف شهر واحد بثلاث بطولات مختلفة. والحسابات الجانبية التي تطغى على ظروف الفريقين ستكون عوامل أخرى، إما سلبية وإما إيجابية. وتعتمد كرة القدم على نظرية «لكل مباراة ظروفها»، وهو ما سيكون من أهم الركائز الأساسية لتحقيق الانتصار، فضلا عن الإصابات التي تصيب اللاعبين من هذه المباريات أو المباريات الأخرى التي ستكون بين هذه اللقاءات، إضافة الى الإرهاق الذي سيعانيه اللاعبون، والذي سيكون نصيب القادسية منه كبيرا، نظرا إلى منافسته على أكثر من بطولة؛ سواء داخلية أو خارجية، أما العامل الذي دائما ما يحقق الفوز بهذه المواجهات فهو الروح، وأي فريق سيتحلى بالروح العالية ستكون له الغلبة على الآخر، مهما كانت ظروف هذه المواجهات.
الانباء
|