بزغ نجمه كأحد أفضل صانعي اللعب في الوطن العربي، وتنبأ له الجميع بمستقبل واعد وخصوصا انه لايزال في ربيعه التاسع عشر فهو من مواليد 30 سبتمبر 1990، وقد تخطت نجوميته حدود وطنه بلد المليون شهيد، وقيل عنه انه عملة نادرة في ملاعبنا العربية وإذا ما ابتعدت عنه عيون البشر وإصابات الكرة اللعينة فإنه سيسير على خطى النجم الفرنسي زندين زيدان، الذي قاد منتخب فرنسا للفوز بكأس العالم 1998،
وهو يشترك معه في عدة سمات لعل أبرزها انتماؤهما لبلد واحد وتعاملهما بسحر مع الكرة وتلذذهما بصناعة اللعب الجميل الى جانب أخلاقهما العالية.
«الأنباء» بدورها كان لها هذا اللقاء مع المحترف في صفوف العربي الجزائري أمير سعيود للحديث عن مستقبله مع الأخضر وإمكانية بقائه أو رحيله، والضرر الذي لحق به جراء الأحداث التي رافقت مباراة المنتخبين الجزائري والمصري في تصفيات كأس العالم وتأثيرها على بقائه في صفوف الأهلي المصري، ورأيه في الدوري الكويتي وأمور أخرى أفصح عنها سعيود في أول حوار له لوسائل الإعلام منذ وصوله البلاد وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
كيف كانت بدايتك مع كرة القدم وما الفرق التي مثلتها؟
في الحقيقة لعبت كرة القدم في سن مبكرة جدا ولم أكن حينها أتجاوز 6 سنوات وانخرطت في صفوف نادي النصر البجوج في مدينة «قلما» ولعبت في النادي حتى مرحلة تحت 12 سنة، بعدها انتقلت الى فريق «ترجي قلما» وظللت فيه حتى سن 16 سنة حيث انتقلت إلى ناشئي فريق «وفاق سطيف» وبعدها انتقلت الى أكاديمية «الفتى العربي» في مصر وبأمانة كانت البداية الحقيقية لمشواري مع المستديرة الساحرة من خلال هذه الأكاديمية حيث بدأت الأضواء تتسلط علي والأنظار تتجه نحوي إذ انتقلت عبر بوابتها إلى اللعب بصفوف أهلي دبي لمدة 6 أشهر تقريبا بعدها حدثت بعض المشاكل المادية مع النادي وانتقلت لصفوف الأهلي المصري ولعبت بعض المباريات الودية ثم محطتي الأخيرة بإعارتي للعربي.
ما رأيك في مستوى الدوري؟
بصراحة لم أكن املك فكرة كبيرة عن الدوري الكويتي قبل انضمامي للعربي ولكن وجدت منافسة كبيرة وخصوصا بين عدد من الفرق مثل القادسية والعربي والكويت وكاظمة وحتى الآن لم يحسم لقب الدوري لأي فريق، وهذا يعكس حالة التنافس الجيدة التي يعيشها الدوري، وهو بذلك يكون في مصاف الدوريات في دول المنطقة، لولا ضعف بعض الملاعب وأرضياتها والتي تنعكس بصورة مباشرة على أداء اللاعب على وجه الخصوص وعلى الفريق بشكل عام.
وما رأيك في مستوى المحترفين الأجانب بالدوري المحلي؟
لم أحظ بمتابعة محترفي الفرق الأخرى نظرا لانشغالي بتدريباتي مع الأخضر والتجهيز للمباريات، بينما العربي يضم محترفين جيدين مثل السوري محمد زينو الذي يجيد تسجيل الأهداف، ومواطنه فراس الخطيب وهو من اللاعبين المميزين خلقا وأداء.
هل ستجدد عقدك مع العربي؟
الحمد لله أنا مرتاح جدا لوجودي بين جدران الزعيم وجماهير القلعة الخضراء تحبني ولا يسعني إلا ان اشكرهم على هذا الحب والتقدير الكبيرين اللذين حظيت بهما منذ قدومي للكويت، وباعتقادي ان الحديث عن مسألة تجديد العقد من عدمه سابق لأوانه لأنني أحب ان أعيش كل لحظة بلحظتها ولا أود أن أفكر في أي شيء يمكن ان يؤثر على تركيزي مع الفريق حاليا.
هل تحبذ العودة لصفوف الأهلي المصري؟
لا يزال عقدي مع الأهلي المصري قائما وأنا حاليا معار لصفوف العربي والحقيقة ان علاقتي مع الإخوة بالأهلي جيدة وهم يتابعونني ولهم مني جزيل الشكر، بينما عودتي للأهلي شيء جيد بالنسبة لي حتى أتمكن من إثبات نفسي والعودة للأضواء مجددا بعد انتهاء الظروف التي حالت دون مشاركتي مع الأهلي، إلا ان الحديث أيضا عن هذا الموضوع لا يزال مبكرا لإمكانية حصولي على عروض أخرى غير الأهلي المصري وجميعها ستخضع للدراسة واختيار الأنسب منها.
هل تعتقد ان المشكلة التي حدثت بين جماهير مصر والجزائر أثرت على مستقبلك في الأهلي المصري؟
نعم أنا أكثر لاعب تضرر من تلك الأحداث وما رافقها من توتر للعلاقة بين البلدين ولمست الفرق الكبير قبل الأحداث وبعدها وهذا لا يعكس حقيقة أخلاق الشعبين سواء الجزائريون أو المصريون فكلاهما يعشق كره القدم، ويجب ان نترفع عن كل تلك الأمور والجراح حتى تعود العلاقات كما كانت بين البلدين قبل تلك المباراة المثيرة.
لماذا يصنف الجمهور الجزائري كجمهور مشاغب؟
الجمهور الجزائري أحسن جمهور بأفريقيا وعلى مستوى العرب أيضا وأنا سبق أن عشت مع الجمهور الجزائري، وبطبيعة الحال كل دولة فيها جماهير مشاغبة وتخرج عن القانون ولكنها فئة صغيرة، والجزائريون يعشقون كرة القدم بشكل كبير جدا والشغب الحقيقي من وجهة نظري موجود في أميركا الجنوبية بشكل لافت وليس لدينا جمهور مشاغب في الجزائر.
هل من الممكن ان تشارك مع الجزائر في كأس العالم المقبلة؟
هذا حلم كبير بالنسبة لي ان امثل المنتخب الوطني في أعظم بطولات كرة القدم على الإطلاق، ولكن ذلك صعب في الوقت الراهن لوجود لاعبين كبار، وهذا لا يقلل من قدراتي ولكن ظروفي الخاصة التي مررت بها أثرت علي وجعلتني خارج الحسابات مؤقتا ولكن سيبقى ارتداء قميص المنتخب الوطني حلمي الذي أسعى لتحقيقه بعد ان ارتديت قميص المنتخب الاولمبي في فترة سابقة ولازلت احظى بشرف تمثيله.
في رأيك هل سيكتفي المنتخب الجزائري بالمشاركة في كأس العالم؟
لا طبعا فالمنتخب الجزائري اختلف عما كان عليه في السنوات الماضية ويضم مجموعة مميزة من اللاعبين المحترفين في اكبر دوريات العالم كما يضم لاعبين شبابا من صغار السن ولم يخوضوا سوى 6 أو 7 مباريات دولية وأنا اعتقد أنهم سيقدمون مستوى رائعا يرضي جماهير الكرة الجزائرية والعربية ككل كونه ممثل العرب الوحيد وان شاء الله سيتأهلون للدور الثاني.
هل هناك لاعبون كويتيون يستحقون الاحتراف في الخارج؟
نعم هناك العديد من اللاعبين المميزين وأصحاب الخامات الطيبة في الملاعب الكويتية ولا يقلون عن غيرهم من الدول المجاورة ومستواهم الفني اكبر من الدوري الكويتي ولكن المجال لا يسع لذكرهم لكثرتهم.
ماذا ينقص اللاعب الكويتي؟
اللاعب الكويتي يملك أداء فنيا مميزا داخل الملعب ولكن تنقصه عدة عوامل أبرزها الاحتراف والمنشآت والملاعب، ومن الصعب الحصول على لاعبين مميزين يمكن الاعتماد عليهم في ظل عدم توفير جميع ما سبق، والذي ان تحقق فسيزود المنتخب بمخرجات مميزة تكفل له القدرة على مقارعة الفرق الكبيرة في القارة الصفراء.
هل تعد الجماهير العرباوية ببطولة هذا الموسم؟
إن شاء الله نعد الجماهير العرباوية التي اخجلتني بحبها الكبير بتحقيق بطولتي كأس صاحب السمو الأمير وكأس سمو ولي العهد لكونهما بطولتين غاليتين على الجماهير نظرا لارتباطهما بأسماء رموز البلد ولعشق القلعة الخضراء احتضان الكؤوس.
كلمة أخيرة:
أشكر الجماهير العرباوية على حسن استقبالها لي والشكر موصول لـ «الأنباء» لإتاحة الفرصة لي للقاء الجماهير ونقل وجهة نظري في عدد من الأمور، وأتمنى ان يكون ختام الموسم مسكا للعرباوية بعد ضياع بطولة الدوري.
الانباء
|