فوجئت جماهير مباراة العربي والقادسية اول من امس بلافتة ارتفعت في المدرجات تحمل افكارا صبيانية وكلمات غير مناسبة ضد النجم الخلوق فراس الخطيب الذي طالما احتفلت به نفس الجماهير بعد ان اسعدها باهدافه ولمحاته الفنية الرائعة واخلاقه المتميزة التي ابت حتى في اللحظة التي تلقى فيها الشتائم الا ان يسامح ابناء العربي او من تم احتسابهم على جمهور العربي ورفض «ابوحمزة» ان يفعل الحكم اي شيء تجاه ذلك، ستة مواسم مليئة بالعطاء امتدت منذ 2003/ 2004، 2008/ 2009 سجل خلالها الخطيب 133 هدفا عرباويا ارتفعت معها
هتافاتهم تحية وهو الذي رفض عروضا عربية للانتقال اكثر من مرة مفضلا ان يبقى مع العربي النادي الذي احبه، لكنه فوجئ اول من امس بانه متهم بالتهاون من خلال ما كتبه هؤلاء رغم انهم وجهوا له الاهانة علنا وبذلك تكون العشرة قد هانت عليهم فاقتحموا الخطأ واصابهم قول الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله... عار عليك اذا فعلت عظيم
فاذا كان الخطيب متهما بالاحتراف فهو كذلك ويستحق ويستاهل وقد اثبت ذلك دة الفعل الصبيانية التي اقترفها هؤلاء لن تؤثر على هذا الرياضي الذي لفت الانظار اليه بأخلاقه قبل ان يلفت الانظار بمستواه وفنه، لكن من استحق الشكر هو العرباوي الاصيل ياسر آبل الذي لم يرض ابدا ان تنحدر الاخلاق الرياضية الى هذا الحد فتصرف سريعا مقابل هذا الموقف الذي لا تقره الاخلاق الرياضية او غيرها.
اوان
=====================
« الحلو ما يكمل» يا جماهير العربي
محمد الناصر
فراس لم يكن لاعباً سيئاً عندما كان عرباوياً ولم يسىء لجماهير الأخضر عندما أصبح قدساويا - تصوير : نايف العقلةلم يقم جمهور فريق الأرسنال الإنجليزي بـ«حدف» القناني أو السب أو إطلاق صحيات الاستهجان على اللاعب الفرنسي تيري هنري، وذلك عندما خاض مباراته مع فريقه برشلونة في إياب دوري أبطال أوروبا، بل قام الجمهوري الإنجليزي، المعروف عنه التعصب الكبير والمشاغبة، بالتصفيق الحار للاعب الفرنسي فور نزوله الملعب، وفي المقابل قام اللاعب بردّ التحية على الجماهير، ولم يكن تصفيق الجماهير بسبب ان هنري فقط يستحق التصفيق لأنه لاعب مشهور، ولكن هذا الفرنسي قدّم الكثير عندما كان يرتدي قميص أرسنال، بل كان أحد أسباب فرحة هذه الجماهير آنذاك، وكان نجمهم الأوحد، وهو نوع من رد الجميل لهذا اللاعب من الجماهير.
الذي حصل يوم الأول من أمس في مباراة العربي والقادسية في نصف نهائي كأس ولي العهد، وبالتحديد من جماهير العربي، أمر مستنكر ودخيل على رياضتنا
ولا يمتّ بأي صلة إلى الرياضة، خصوصا بعد أن رفع بعض الجماهير لافتة بعيدة كل البعد عن الأخلاق الرياضية، ووجّهوا سبا غير لائق تجاه النجم السوري فراس الخطيب الذي لم يرتكب أي جريمة سوى أنه مارس حقه كلاعب محترف بالانتقال من ناد الى آخر، وهو عرف في الرياضة؛ سواء في لعبة كرة القدم أو في غيرها، ولم تكتف جماهير العربي فقط برفع اللافتة إنما كانت أغلب الجماهير تصرخ بصوت واحد بشتم اللاعب بطرق جديدة لم نعتد عليها من قبل جماهيرنا، وبالتحديد
الجمهور العربي.
ويعدّ جمهور العربي من الجماهير المعروفة والمشهود لها بالتشجيع المميز والرائع بل الممتع، إضافة الى أنها دائما ما تكون أحد أسباب فوز فريقها في أغلب المباريات، بسبب الشحنة المعنوية التي ترسلها الى لاعبيها من أجل شحذ الهمم ومواصلة الانتصارات، ويبدو أن المثل القائل «الحلو ما يكمل» ينطبق بشكل كبير على جماهير العربي التي ألصقت تهمة السب والشتم بها، وعلى مسمع ومرأى الجميع، وهو ما جعل البعض يتضايق كثيرا مما تقوم به هذه الجماهير، وهو الأمر الذي ينطبق على بعض هذه الجماهير التي للأسف تسيء إليهم كافة، لأن الصيحات تنطلق من رابطة مشجعي العربي، وكان لا بد أن يكون رئيس رابطة مشجعي العربي مثالا للقائد الذي يرفض أي شيء يسيء إلى جماهير العربي، بطرد أي مشجع يقوم بهذه التصرفات، والوقوف بوجهه، لأن الرياضة أخلاق قبل كل شيء، فـ«الخير يخصّ
والشر يعم».
ولم يكن فراس الخطيب عندما كان يلعب للعربي لاعبا سيئا أو أنه يلعب بمزاجية، بل كان من أهم اللاعبين الذي استطاعوا هز شباك الخصوم، وبالتحديد الند العنيد القادسية، ففي كثير من المناسبات أسعد الجماهير العرباوية التي صفقت له بكل حرارة، بل إن الجماهير العرباوية كانت تطلق الألقاب على الخطير فراس، وتعتبره أحد الركائز الأساسية في كل مباراة، لكن أي لاعب محترف دائما ما يبحث عن الأفضل وفراس هو أحد هؤلاء المحترفين، خصوصا أن اللاعب لم يتسلم مستحقاته في موسمه الماضي، وفوق هذا كله كان يقدّم أفضل المستويات للعربي. عندما انتقل فراس إلى القادسية بدأت الجماهير العرباوية تصفه بصفات بعيدة كل البعد عن هذا اللاعب الخلوق، وربما تحتاج بعض الجماهير العرباوية إلى ثقافة رياضية، قبل أن تذهب الى أي مباراة تشجعها، فكان لا بد أن تصفق جماهير الأخضر لفراس الخطيب فور نزوله الملعب، وترد له الجميل، خصوصا أنه كان أفضل لاعب يرسم الضحكات على وجوه جماهير الأخضر التي تعرف أن وجوده مرتبط بتسجيل هدف في مرمى أحد الخصوم.
اوان
==================
الخطيب «زين سَلَم على شواربه»
يعد الجمهور الرياضي سلاحا ذا حدين فهو من يعمل على رفع اسهم اللاعب والعكس صحيح، ومن دون الجمهور لا يمكن للاعب ان يبدع او ينتج ومن ثم تجد اللاعب محتاجا للمساندة الجماهيرية التي بدورها تطمح لاشباع غرورها من خلال اللاعب المبدع والنجم.
والجماهير في كل مكان حريصة على اتباع صيحات وهتافات اما ان تكون معادية تسعى من ورائها لقتل روح الحماس في اللاعب الخصم او دعم لاعب فريقها وتحفيزه من اجل تقديم افضل المستويات وتحقيق النتيجة الايجابية.
وما تعرض له النجوم السوري فراس الخطيب من بعض جماهير العربي من صيحات استفزازية وحملت شعارات غير لائقة بحقه تأتي في اطار الاساليب التي تتبعها بعض الجماهير التي تحاول ان تضغط على اللاعب النجم الذي تدرك انه قادر على ان يحرج فريقها والحاق الضرر به وان كانت طريقة الصيحات التي انتهجتها تلك الجماهير العرباوية غير لائقة ونعتها للخطيب ببعض الكلمات لم نعتد عليه في ملاعبنا لكن هذه الجماهير مازالت ترى انه لا يمكن للخطيب ان يترك العربي الذي قضى معه 6 مواسم لانه استطاع ان يحقق معه كثيرا من البطولات والانتصارات دون ان تعترف بعالم الاحتراف الكروي الذي يبحث فيه اللاعب عن فرصته لجني «الفلوس.
ولذلك لابد ان تحسن الجماهير العرباوية او غيرها اختيار العبارات والصيحات بعيدا عن القذف لكي تؤثر على اللاعب التي ترى انه هرب وان وجوده مع الخصم سيعرض فريقهم للخسارة.
وتصرف جماهير العربي ليس بجديد حيث سبقهم الجمهور القدساوي عندما رحل فيصل بورقبة عن الاصفر في منتصف التسعينيات الى غريمه التقليدي الاخضر حيث تعرض آنذاك لموجة من الانتقادات التي وصلت لدرجة الخيانة، ولا يعني ذلك ان ما تعرض له الخطيب يأتي بالمعاملة بالمثل وانما كلا الحادثين مرفوض تماما في ملاعبنا التي لم تعتد على هذه التصرفات البعيدة عن الاخلاق الرياضية والتشجيع المثالي.
وعموما لهجة السب والقذف التي وصلت الى المدرجات تجلت في حمل الشعارات انعكاس للحالة الغريبة التي تطغى على المجتمع الكويتي الذي طغت عليه الالفاظ غير المستحسنة التي وصلت «للشوارب» ولذلك على الخطيب الا يتأثر طالما انه «سلم على شواربه».
النهار
|