سأكتب اليوم بحبر اخضر، ولطالما كان الهوى اخضر، والدم في عروقنا اخضر، واجمل ما في علمنا الاخضر، واروع ما في صحارينا الصفراء القاحلة ربيعها الاخضر!
اخ يا زمان، كان اللون الاخضر يجلس شامخا، كزمردة على تيجان الملوك، واغصان زيتون على رؤوس الابطال، واخ يازمن اصبح اللون الاخضر يجلس في حارة الشحاذين يستجدي البطولات، والنقاط، والتصفيق!
واقول للزمان ارجع، فقد ذبلت الاوراق الخضراء واصفرت، وتساقطت مع اول ريح!
والبلوزات «الخضراء» اصبحت «جلحة ملحة»، كخرقة غسالي سيارات!
وتحولت باصات النادي الخضراء الى سيارات البلدية الصفراء!
وصارت الملاعب الخضراء لا يركض عليها الا ابقار صفراء فاقعة لونها!
تابعت قبل ايام خبر رئيس النادي العربي جمال الكاظمي، وتصريحه العظيم، بعد ان ابتسم وسلم، قال بصوت واضح موجها كلامه للشيخ طلال الفهد «اللي هو يامرنا، ونصير تحت امره» قالها جمال والابتسامة لا تفارقه، وصفق الجمع، ثم اعطوا ظهرهم للنادي!
اتنقصنا المصائب يا جمال حتى تأتينا ببلاء عظيم، تريد ان تأتمر بامره، «كيفك»، اذهب وانت وربعك ومن والاك وائتمروا بامره... ولكن لن يتنازل اصغر جمهور من العربي، ويأتمر لغير اللون الأخضر!
منذ متى يا جمال هذا النادي العريق يقاد، ويأتمر بأمر غيره؟!
ومنذ متى النادي يخفض راسه، ويقاد من اذنه؟!
منذ متى يا رئيس اكبر نادي في الكويت- رغم ان الشيخ طلال الفهد اعلن امامك ان القادسية أكبر نادي في الكويت وانت مبتسم - يصبح تابعا للغير، ولمن للقادسية!
أليس العربي الذي يسير، وتسير خلفه الركبان، والشعراء، ام انك ترى الاخضر مجرد ناد رياضي، او بقالة!
يا جمال ، والله لايهمني من يدير هذا النادي، ما يهمني ويهم الجميع كيف يدار! العربي يا جمال ان كنت لا تعرف اكبر من نادي، وجعلته اصغر من بائع «بنك» على مدرجات القادسية، العربي ياجمال تاريخ، وتاريخه مرتبط بهذه الارض بفرجانها ورجالاتها وبمواقفها، بضحكات انتصاراتهم، ودموع هزائمهم، وبفضل جهودك الجبارة تريد ان تبيع حتى التاريخ!
واقسم ان عيون القادسية ورئاستها، على تاريخ هذا النادي، يريدون ان يسلبوه ارقامه القياسية والقابه وتاريخه... وانت تبتسم، والشيخ طلال الفهد يبستم اكثر، فرحا بعودتك للنادي، فاين يجد رئيسا للنادي العربي خيرا منك، يسلمه البطولات على «طبق من اربعة» في كل مباراة!
«ماذا اقول وباب سمعك موصد» ولا تسمع الا تصفيقا حولك وصفاقتهم، العربي يا جمال لا يتبع، ولا يأتمر، ولايقاد، ولا ند له! لا ياجمال، القادسية والعربي ليسا جناحين للرياضة، بل وحده العربي يحلق عاليا دون الحاجة للغير، فهو نسر حقيقي وليس من ورق... قد يخذله الزمن، وهذا كله بفضلك وبركاتك، الا انه يظل وهو في السفوح شامخا راسه... ارحمنا، لانريد من البطولات، فقط احفظ كرامة هذا النادي، فجماهير الاخضر مارفعوا يوما شعار الذلة!
اقولها لمن لم يفهم، ان كان القادسية يديره «شيخ»، فالعربي «سيد» الاندية، والسيد لا يتبع شيخا..!
جـعـفـر رجـب
الراي
|